كتبت: إلهام محمد تتميز مدينة مرسى مطروح، واحدة من أهم المدن الساحلية على البحر المتوسط، بشواطئها الساحرة، التي يزورها سنويًا أكثر من 7 ملايين زائر، ليتمتعوا برمالها البيضاء ومياهها التي تشبه ألواح الزجاج وكذلك تكويناتها الصخرية الرائعة النادرة. داخل خليج دائري كبير تحيط به سلسلة من الصخور، تشكل حاجزًا طبيعيًا يحميها من أمواج البحر العالية، تقع مدينة مرسى مطروح في عزلة خلقتها الطبيعة. ارتبط تاريخ المدينة بالغرام، حيث بدأ من قصة كليوباترا وحبيبها أنطونيو، والتي كان أحد فصولها في منطقة حمام كليوباترا ذي المدخل الفرعوني وسط مياه البحر، ووصولًا إلى إطلاق اسم "شاطئ الغرام"، على واحد من أجمل الشواطئ بها، بعد تصوير أحداث فيلم يحمل الاسم نفسه في خمسينات القرن الماضي به، وإطلاق اسم بطلة الفيلم "ليلى مراد" على صخرة كبيرة بعدما غنت لأهل المدينة "يا ساكني مطروح جنية في بحركم الناس تيجي وتروح وأنا عاشقة حيكم". تحوي محافظة مطروح 22 شاطئا، لتكون المحافظة المصرية صاحبة أطول ساحل على "المتوسط"، منها "عجيبة، والغرام، وروميل وكليوباترا، والأبيض"، ويحتوي قاع البحر في العديد منها على عالم مذهل من هضاب متراصة تحت الماء ووديان، بالإضافة إلى الأنواع المختلفة من الأسماك الملونة، ويتدرج لون المياه بين اللونين الأزرق والأخضر مع اختلاف أعماقها. "شاطئ روميل" والذي أطلق على اسم القائد الألماني روميل "ثعلب الصحراء"، نتيجة وجوده بجوار الخندق الذي اختبأ فيه القائد أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان يضع فيه خططه العسكرية، وهو عبارة عن كهف في بطن الجبل، وأصبح الآن متحفًا عسكريًا باسمه يحتوي بعض مقتنيات القائد العسكري الشهير المهداة من ابنه، من أسلحة وملابس ومعدات، ويمتاز الشاطئ بمياهه الضحلة غير العميقة وهدوء أمواجه. ليست هذه شواطئ مطروح الوحيدة ولكن هناك أخرى أقل منها شهرة ولكنها تنافسها في الروعة، مثل شاطئ الأميرات الذي كان مصيفاً خاصاً لأميرات الأسرة المالكة قبل ثورة يوليو في 1952، وفيه قصر ملكي ما زال شاهدًا على هذا الزمان، وكان الرئيس السابق "مبارك" يهوى النزول به عندما يزور مطروح، أيضا شاطئ الأبيض، الذي كان مقر استراحة شاه إيران بعد سقوط نظامه وهروبه إلى مصر، ويمثل حاليًا المكان المفضل للسياح الإيطاليين والإنجليز، هذا إلى جوار العديد من الشواطئ الأخرى. هذا بالاضافة إلى وجود مزارات تاريخية متعددة في المدينة مثل بقايا الاسطول البحري من العهد البطلمي، وكذلك كنيسة قديمة يعود تاريخها إلى اوائل العصر القبطي في مصر، كذلك متحف العلمين الذي يضم مجسمات لمعارك الحرب العالمية الثانية التي دارت في المنطقة، أيضا تنطلق من المدينة رحلات السفاري إلى الصحراء الغربية المصرية حيث الواحات الشهيرة. أما شاطئ "كيلوبترا" والذي يبعد عن وسط المدينة ب 5 كيلومترات، وهو المكان الذي شهد واحدة من أشهر قصص الغرام في التاريخ بين كليوباترا وأنطونيو، ويتميز ببريقه التاريخي، وأهم ما فيه منطقة الحمام، وهي عبارة عن صخرة ضخمة وسط المياه تظهر للوهلة الأولى صماء دون حياة، ولكن بالقرب منها يظهر بابها ذو النقوش الفرعونية، تدخل المياه الصخرة الكبيرة عبر فتحات بها وتنساب من واحدة لأخرى، وعن طريق فتحات اخرى في سقف الصخرة تدخل اشعة الشمس إلى المياه وتدفئها أثناء الاستحمام، وكانت كليوباترا وانطونيو يأتيان إلى الحمام كلما حضرا إلى مرسي مطروح، وعلى رمال الشاطئ البيضاء يوجد تمثال كبير لكليوباترا يشير إلى طبيعة علاقتها بهذا المكان الذي يعد احد المزارات الهامة في المدينة. "عجيبة" أشهر شواطئ مطروح، تجاوزت شهرته حدود دولته، ويمثل المقصد الأول لزوار المدينة، وذلك بسبب تميزه بالهضبة المرتفعة عن البحر، التي تحيط بالشاطئ على شكل حدوة حصان، ويتدرج لون مياهه بين درجات الازرق الفيروزي، وبالقرب من هذا الشاطئ توجد المقابر الرومانية التي تعود إلى أكثر من ألفي سنة. "الغرام" واحد من أهم شواطئ مطروح وأجملها، اكتسب شهرته من صخرة "ليلى مراد" المطربة التي قامت ببطولة فيلم "شاطئ الغرام" الذي كان يدور حول قصة حب خالدة، ويمتد الشط أمام الصخرة الواقعة في جانب الشط، وتنتشر به مراكب تقوم بجولات بحرية، لرؤية الأسماك البحرية الملونة والتي تظهر بوضوح خلال المياه الصافية دون غوص، واكتسب الشاطئ سمعة خاصة بسبب اسمه، وأصبحت الصخرة قبلة يتوافد إليها الزوار، حتى بعد أن أصبحت الصخرة وسط المياه بفعل المد والجزر طوال 50 سنة.