كتب: ياسر ثابت فى عام 2003، فتح البرلمان ملف النواب مزدوجى الجنسية، التى راح ضحيتها نائبان فقط فى الدورة الأولى -حينذاك- هما طلعت مطاوع عن الدقهلية والأمريكى الجنسية، ورجل الأعمال المصرى رامى لكح الهارب فى الخارج، لتعثر سداد مديونيات بنكية مستحقة عليه، رغم ما أكده الأخير خلال فترة إثارة ملفه من وجود 72 نائبا من نواب البرلمان من مزدوجى الجنسية ومن بينهم وزراء. ففى المطار، وبعد عودته لتسوية مديونياته، أعلن رامى لكح اعتزامه خوض انتخابات مجلس الشعب بصفة مستقل، ونفذ وعده ونجح فى الفوز بمقعد نيابى، لكن الصحفيين لاحظوا عند وصوله من باريس أنه دخل البلاد بجواز سفر فرنسى. ولدى سؤاله عن ذلك قال بأسلوب لا يخلو من التباهى: أنا معى جنسية مزدوجة . لم يكن رامى لكح يدرك أن هذه الجنسية المزدوجة ستدخله متاهاتٍ وتقصيه عن مجلس الشعب. فقد نشرت صحيفة الأهرام خبر وصوله فى اليوم التالى مع إشارةٍ عابرةٍ إلى دخوله بجواز السفر الفرنسى. وكانت هذه الإشارة كافية لفتح ثغرة فى جدار قلعة رامى لكح الذى هرب إلى فرنسا، قبل أن يعود لاحقا إثر التوصل إلى تسوية لمديونياته للبنوك. وبالرغم من تحديد مكان هروب رامى لكح فى فرنسا وضبطه، فإن السلطات هناك رفضت تسليمه وإعادته لمصر؛ لأنه يحمل الجنسية الفرنسية. وعاش لكح سنوات فى باريس حيث أدار شركة لافاييست الصحفية وشركة الطيران الخاصة بورال إير ، كما امتلك أيضا صحيفة فرانس سوار . وبعد تسوية مديونياتها وجدولتها، عاد لكح مجددا إلى مصر وعالم السياسة. الشاهد أن معظم الهاربين -أو المتهربين من قرارات منع السفر- سافروا أو هربوا إلى خارج مصر عن طريق الموانى والمطارات بحيلٍ مختلفة، بل إن بعضهم توقف فى طريق المغادرة فى استراحة كبار الزوار، لصدور قرار المنع من السفر بعد سفرهم مباشرة، أو لاستخدامهم الجنسية المزدوجة وجواز السفر الأجنبى. أحمد المغربى، الرئيس الأسبق لاتحاد الغرف السياحية، وقع اختيار د.أحمد نظيف عليه لشغل منصب وزير السياحة فى حكومته الأولى، قبل أن يصبح وزيرا للإسكان فى حكومة د.نظيف الثانية. وقد أثير وقتها موضوع الجنسية السعودية التى يحملها المغربى، لكن تم تجاوز الأمر وتعيينه فى الوزارة. فى انتخابات الرئاسة 2012، منعت اللجنة العليا للانتخابات القيادى السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل لحصول والدته على الجنسية الأمريكية، رغم إنكاره المتكرر صحة الواقعة. وبعد انتخاب محمد مرسى رئيسًا، تبين أن سكرتيره هو المهندس المصرى الكندى الجنسية، خالد القزاز، الذى يعد شريك خيرت الشاطر نائب المرشد العام، وأحد أهم كوادر حملته الانتخابية التى ورثها مرسى بعد ذلك. منذ عام 1981 يقيم رجل الأعمال الهارب حسين سالم بصفة رسمية فى إسبانيا. تحصن سالم بالجنسية الإسبانية ضمانا لعدم تسليمه إلى الولاياتالمتحدة أو مصر فى أى مطالبة مرتبطة باتهام أو حكم جنائى؛ إذ إن إسبانيا من بين الدول التى لا تسمح بتسليم مواطنيها. وعكس ما يشاع، فإن عائلة حسين سالم حاليا لا تملك غير الجنسية الإسبانية طبقا للقانون الإسبانى، ومنذ فبراير 2011 تنازل أفراد العائلة بمن فيهم حسين سالم عن 5 جنسيات أجنبية مختلفة، بينها المصرية، وتم توثيق التنازل بالمحكمة الإسبانية، وهو السبب وراء غلق ملف ما سُمّى بقضية تسليم حسين سالم إلى مصر.