حوار: هند موسى أحمد الفيشاوي: عشقه للسينما وبحثه عن الأدوار المختلفة وغير المعتادة، التى تقدمه بشكل مفاجئ للجمهور باستمرار، دفعا الفنان أحمد الفيشاوى إلى المشاركة فى بطولة فيلم خارج الخدمة ، وكذلك المشاركة فى إنتاجه من خلال شركته الكلب الكريستال . الفيشاوى أكد أنه يمنح السينما خلال هذه الفترة كل تركيزه. الفيشاوى تحدث مع التحرير حول شخصية سعيد مدمن المخدرات التى جسدها فى الفيلم، وأصعب المشاهد التى قدمها خلاله، خصوصًا أن أغلب الأحداث كانت تدور داخل شقة هدى التى قامت بدورها الفنانة شيرين رضا، وأيضًا أسباب مشاركته فى الإنتاج. فى البداية قال أحمد الفيشاوى إن ما دفعه إلى قبول تقديم شخصية سعيد كونها مختلفة عليه، ولم يسبق له تجسيد شخصية مدمن المخدرات من قبل، وأضاف الدور مكتوب بذكاء شديد، وبحنكة لا تجعلنى أفكر حتى فى إمكانية رفضه، ولأجله غيرت كثيرًا من مظهرى الخارجى، ف(سعيد) يعيش فى شقة أعلى السطوح، مليئة بالأتربة والكراكيب، وهى تقريبًا مخزن لسكان العمارة، فهو إما فى الشارع وإما فوق سطوح بلا حمام، فهو لا يستحمّ من الأساس، وهو مجهود كبير بذله الاستايلست ومسؤول المكياج كى أخرج بهذا الشكل الواقعى . الفيشاوى أكد أنه لم تكن له إضافات كثيرة على الشخصية، لافتًا إلى أن معظم تفاصيل الشخصية كانت مكتوبة فى السيناريو، مشيرًا إلى أنه من حسن حظ فريق العمل أن عمر سامى المؤلف هو المنتج أيضًا مع تيمور الأعصر. ومع أن أغلب أحداث الفيلم كانت تدور فى شقة، فإن الفيشاوى اعتبرها من أبرز العوامل التى جذبته إلى المشاركة فى هذا الفيلم، موضحًا: تقديم معظم الأحداث فى أوضة وصالة والباقى فى الشوارع أكثر ما أعجبنى فى الفيلم، فهناك 2 ممثلين فقط فى نفس الموقع، والعمل تمت كتابته بشكل محكم لا يدفع إلى الملل . واستطرد قائلًا: صحيح أن التصوير فى مكان واحد كان صعبًا للغاية، ولكنه فى نفس الوقت ممتع، فقد قضينا أيامًا جميلة للغاية فى التصوير، وأجمل ما فى التصوير أن الجميع كانوا أصدقاء بالفعل، فقد أصبحنا مثل العائلة حتى إن معظم فريق العمل، وأنا منهم، كنا نبيت فى الشقة ونصحو لنعمل فى اليوم التالى . الفيشاوى قال إن شخصية سعيد ليست سهلة، وهى واقعية ولها نماذج كثيرة فى الشارع المصرى، وأرجع ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة بين الشعب، وهو ما يدفع كثيرين إلى إدمان المخدرات، وما زاد من الأمر الأزمات النفسية التى نمر بها بسبب ما يحدث فى البلد والفقر والجهل، لذا وجد الشباب فى المخدرات وسيلة للهروب من الواقع. واعتبر أن ظهور سعيد فى بعض المشاهد مسالمًا وتلقائيًّا كما حدث عند تقييمه للجيش والإخوان والشرطة قبل أحداث 30 يونيو لا يتناقض مع إدمانه للمخدرات، وتابع: هذا ليس تناقضًا، لأن لدينا مجموعة من الشباب من هذه النوعية تتحدث فى أى شىء، ونحن نحب الفَتْى ، و سعيد كشخصية يتحدث بتلقائية عن أمور لا يعرفها، ويعطى رأيه فى الأمور مثله مثل الكثيرين فى البلد. وعن هدى و سعيد ومناقشتهما للأحداث التى مرت بها مصر خلال هذه الفترة، فقد اعتبرهما الفيشاوى يشبهان المصريين، فنصفهم بعد الثورة أصبحوا سياسيين، والباقى لا علاقة له بما يحدث، وهما يمثلان نصف المصريين الذين لا يفعلون شيئًا سوى مشاهدة ما يحدث على التليفزيون. وذكر أنه لا يعتبر سعيد ضحية مجتمع أو ظروف، قائلا: أنا لا أصدق وجود ما يُدعى ضحية المجتمع، فالإنسان هو الجانى على نفسه، وهو من يستطيع أن يجعل من نفسه إنسانًا ناجحًا، فكم من النماذج التى نعرفها عانت كثيرًا فى طفولتها وشبابها، ولكن صنعت لنفسها طريقا ومهدته رغم كل الصعوبات . وحول أصعب المشاهد التى قدمها الفيشاوى فى الفيلم قال: مشهد الضرب، فقد أصبت بالفعل فى المشهد، وكنت أحاول أن أستفز الممثلين فى هذا المشهد حتى يضربونى بجدية أكثر، حتى تعرضت للإصابة فيه . ومع أن بعض المشاهدين قد خرجوا بعد متابعتهم للفيلم فى حالة حيرة شديدة ويطرحون عدة تساؤلات بشأن مصير علاقة هدى و سعيد ، فإن الفيشاوى اعتبر أن النهاية كانت واضحة تمامًا، وقال: عمر سامى المؤلف كان واضحًا فى توصيل فكرة، أو كان يلمح فى نهاية الفيلم بأنهم لن يستمروا فى تعاطى المخدرات، وظهر هذا من خلال هدى التى قامت فى مشهد النهاية بتصرفين يوصلان بشكل مباشر إلى أنها ترغب فى الكف عن الإدمان، و سعيد لا يمانع، فى الحركة الأولى عندما ترمى الهيروين فى سلة القمامة، والثانية عندما تغلق الشقة بالمفتاح للمرة الأولى عليهما حتى تغلق الطريق أمام الهيروين. وحول تعاونه الأول مع المخرج محمود كامل، أكد الفيشاوى سعادته بهذه التجربة التى اعتبرها أفضل أعمال محمود، مشيدًا باهتمامه بالتفاصيل، وأنه لا ينهى مشهدًا إلا إذا كان راضيًا عنه تمامًا، وذكر أن ميزانية خارج الخدمة وصلت إلى مليون و900 ألف جنيه، لافتًا إلى أن مستوى الأعمال السينمائية فى تصاعد كبير، واعتبر أن المنافسة بين مجموعة الأفلام المطروحة قوية، ولكن الفيلم الجيد يفرض نفسه، والمهم هو احترام الجمهور وإظهار ذلك فى العمل المقدم له. وحول تأسيسه لشركة إنتاج تحمل اسم الكلب الكريستال قال الفيشاوى: أنا لست مجرد ممثل، فقد تمت تربيتى منذ صغرى وأنا فى عُمر الرابعة فى هذا المجال، وهذا جعلنى أكتسب خبرة فى مختلف المجالات، وأعتبر نفسى صانع أفلام، وجزءٌ من هذا الأمر وراثى، فوالدى لديه شركة الأصدقاء وشركاه ، والشريكان هما أنا وسمية الألفى والدتى، وهى لا تزال قائمة، وأنتجت فيلمين فى الثمانينيات هما مشوار عمر لمحمد خان، وفيلم استغاثة من العالم الآخر . الفيشاوى قال إنه يسير على نفس خطوات والده الفنان فاروق الفيشاوى، الذى هو منتج وممثل، مشيرًا إلا أنه قريبًا سوف يخوض تجربة الإخراج، وذكر أنه ضمن أغراض تأسيسه لشركته أيضًا هو ذهاب سينمائيين موهوبين إلى التليفزيون. وحول أسباب تركيزه فى الأعمال السينمائية ومشاركته فى عدة أفلام هذه الفترة منها سكر مُر ، و ولاد رزق قال: والدى فاروق الفيشاوى الذى أعتبره أسطورة وشارك فى عدد كبير من المسلسلات المهمة، سبق أن قال إن المسلسلات لا قيمة لها، والأستاذ وحيد حامد قال لى كذلك وجهًا لوجه المسلسلات دى رغى ، وهو كاتب للعديد من المسلسلات المهمة أيضًا، ويوسف شاهين، رحمه الله، كان يقول إن المسلسل مثل الجريدة، سوف نقرؤه ثم نستخدم أوراقه فى أشياء أخرى، ولكن الفيلم مثل الكتاب، يوضع فى المكتبة، ولذلك قررت الابتعاد عن التليفزيون، ولأنى من عائلة سينمائية فقد قررت التمثيل والإنتاج والإخراج فى السينما.