لا اسم يعلو الآن على اسم الدكتور محمد البرادعى، فطوال الأسبوعين الماضيين، طُرح اسم المدير الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية كثيرا كرئيس للحكومة الائتلافية، التى ينتوى رئيس الجمهورية المنتخب الدكتور محمد مرسى تشكيلها. ومع طرح الاسم، تواترت الأخبار حول موافقته ورفضه، وخلافه على صلاحياته. غير أن مصادر مقربة من البرادعى أكدت ل«التحرير» أن مرسى أو أيا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين أو قيادات حزب الحرية والعدالة، لم يعرضوا على الدكتور محمد البرادعى تولى منصب سياسى فى الفترة الحالية، ولم يتم الاتصال به من قريب أو من بعيد نهائيا لتولى منصب رئاسة الوزراء أو تشكيل الحكومة. الدكتور محمد البرادعى لم يرفض ولم يقبل رئاسة الحكومة كما تردد، إذ لم يُعرض عليه فى الأساس هذا الأمر، لافتا إلى أنه فى حال عرض تولِّى رئاسة الوزراء على الدكتور البرادعى فسوف يكون هذا الأمر محل مناقشة وحوار مفتوح بين البرادعى ورئيس الجمهورية محمد مرسى. تأتى رغبة كل القوى السياسية فى تولى البرادعى رئاسة الحكومة لإنقاذ الثورة، بعدما تحولت آراء بعض القوى والتيارات السياسية الإسلامية التى كانت رافضة أن يتولى البرادعى أى منصب سياسى، ووصفته تلك القوى فى وقت سابق بأنه علمانى وعملت على تشويه صورته، وصفق أعضاؤهم فى البرلمان المنحل للنائب مصطفى بكرى عندما وصف صاحب نوبل بالعميل للدول الخارجية، والآن بعد تولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية أصدرت تلك القوى بيانات صحفية ترحب فيها بتولى البرادعى رئاسة الحكومة، إذ جاءت تصريحات أسامة حافظ نائب رئيس الجماعة الإسلامية بأن الجماعة ترحب بالأنباء التى تواترت فى الأيام القليلة الماضية حول تكليف الدكتور محمد البرادعى برئاسة الحكومة الجديدة، مضيفا أن أن وجود البرادعى على رأس الحكومة المُقبلة سيكون أمرا إيجابيا، وحلقة الوصل بين الدولة المصرية والغرب، واصفا شخصية البرادعى بأنها تمثل الآن ما يشبه الاتفاق الوطنى وأن وجوده فى الحكومة المُقبلة سيُسهّل من مهمة لمّ الشمل الوطنى، ونقطة الالتقاء بين كل القوى والتيارات السياسية من الليبراليين والإسلاميين والاشتراكيين وغيرهم. واستمرارا لتناقض المواقف أبدى حزب النور موافقته على تولى البرادعى رئاسة الوزراء، وجاءت تصريحات حزب النور السلفى على لسان نائب رئيس الحزب سيد مصطفى الذى قال إن هناك ترحيبا بأن يشارك حزبه فى بعض الحقائب الوزارية تحت قيادة الدكتور محمد البرادعى، مشيدا بخبرته فى الإدارة الجيدة فى الهيئة الدولية للطاقة الذرية.