هوجسون ..بلان..بولخين..هامرين..لغز محير

محاولات إثبات الذات تبدأ اليوم فى المجموعة الرابعة بين إنجلترا وفرنسا وكرواتيا والسويد
مجموعة كلها ألغاز صعب جدا حلها إلا على المستطيل الأخضر وعلى حسب الحالة الفنية لكل المنتخبات، منهم من لعب عدد مباريات تخطى حاجز الستين طوال الموسم، ومنهم من يحاول إثبات الذات فى مجموعة الألغاز. جوسون يسعى لاكتساب ثقة وعطف الإنجليز أو الهولجانز خارج المملكة البريطانية، لوران بلان يحاول أن يعود بفرنسا إلى نسيان التأهل لكأس العالم بلمسة يد تيرى هنرى والخروج المهين بجنوب إفريقيا.. بلوخين يجتهد لإخراج الأوكران من عصر الديكتاتورية بتاع المنتخبات الكبرى فى الاستحواذ على كل البطولات والخروج من حالة الاستهجان لجماهيره على اختياراته وأداء فريقه السيئ جدا قبل البطولة.. هامرين الظهور الأول له ولا نعلم مدى قوته فى التأثير على فريق اللاعب الواحد السوبر ستار سلطان إبراهيموفيتش أو زلاتن أحد نجوم العالم الكبار الحاليين تهديفيا وفنيا والذى وصل سعره على حد قول جاليانى نائب رئيس الميلان الإيطالى إلى 100 مليون يور، فهل فى استطاعة هامرن أن يتعامل مع لاعب بمثل هذا الحجم؟ هذا ما سنراه اليوم فى أول ظهور لمجموعة الألغاز.. إنجلترا – فرنسا – السويد – كرواتيا.
إنجلترا حالة صعبة جدا تلاحق الفريق منذ استقالة الإيطالى فابيو كابلو من قيادة الأسود الثلاثة من أجل جون تيرى. تعيين الإنجليزى هوجسون جاء مفاجأة للعالم كله خصوصا أن كل الترشحات كانت تصب فى اتجاه هارى ريدناب، ومنذ تعين هوجسون وكل يوم نرى مشكلة كأنه رجل منحوس حتى فى قيادته فريقا عريقا يجمع أغلى دورى فى العالم وأعلى نسبة لاعبين محترفين، 67٪ أجانب والباقى إنجليز. أقوى دورى فى العالم من حيث المنافسة الأكثر مشاهدة داخليا وخارجيا. كل هذه الأرقام أعتقد أنها عامل ضغط على المدير الفنى للمنتخب الإنجليزى مهما كان اسمه وحجمه، ودليلى على الرغم من كل هذه الأرقام أن إنجلترا لم تحقق بطولة واحدة من سنوات طويلة على الرغم من المنافسة الشرسة على كل بطولات أوروبا. هوجسون اختياراته لم تُرضِ كل الإنجليز خصوصا ريو فرديناد. الإصابات تلاحق الفريق وخروج لامبارد حارس بارى، كل هذا لا يقلل من حجم الفريق وإمكانياته والتعديل والإحلال والتجديد الذى انتهجه الإيطالى كابلو بعد الخروج من كأس العالم، لذلك إنجلترا لديها طموح خاص إلى الفوز بكأس الأمم الأوروبية، ومن يعلم؟ ممكن، وليه لأ، خصوصا أنها للمرة الأولى فى آخر عشر سنوات نرى حارس مرمى ممتازا، جو هارت، وأيضا ثلاثة رؤوس حربة كلهم أكثر من رائعين.. أندرو كارول ويلباك وجرمين ديفو، فى ظل وقْف وايين روونى.. هوجسون جرب ثلاث طرق فى مبارياته الأخيرة: الأولى منها 4-4-1-1 بوجود رأس حربة واحد بأى من الأسماء التى ذكرتها، ويأتى تحته صانع اللعب أو رأس الحربة الوهمى وايين رونى من رباعى وسط وطرفين ممتازين جميس ميلنر على الشمال وثيو ولكوت على اليمن مع لاعبى الارتكاز الخبرة ستيفن جيرارد وسكوت باركر، يأتى خلفهم دفاع حديدى وقوى خصوصا القلب من جون تيرى وليسكوت بجانبه آشلى كول وجلين جونسون، وهى طريقة أقرب إلى التنظم الدفاعى القومى، خصوصا من الوسط وعدم إتاحة الفرصة للمنافس لإيجاد مساحات، وأهم ما يميزها تقارب كل الخطوط بين الدفاع والوسط والهجوم.. والحل التانى 4-2-3-1، تعديل بسيط جدا بنفس التشكيل، ثلاثى وسط هجومى فى ظل غياب رونى، يعود ميلنر فى الارتكاز بجانب سكوت باركر ويتقدم جيرارد إلى الأمام كصانع لعب، وأيضا كلاعب ارتكاز ثالث بين لاعبى الوسط الأماميين تحت رأس الحربة خصوصا أندى كارول، وأعتقد أنها الأقرب فى لقاء فرنسا لقوة الوسط الفرنسى واستغلال نقاط الضعف فى الدفاع الفرنسى. ثالث الحلول 4-4-2 برأسى رونى ويلباك أو أندى كارول، وهو التعديل الوحيد فى كل الخطوط، وهو حل من الممكن أن يكون داخل المباراة الواحدة عندما يتطلب الأمر الكرات العالية فى قلب دفاع المنافس.. العيوب عدم توافر بديل كافٍ فى أهم وأخطر أماكن الفريق، أولا الجبهة اليمنى، ثانيا قلبا الدفاع، ثالثا، حراسة المرمى. معظم البدلاء ليسوا بنفس مستوى الأساسيين، رابعا وهى أخطر النقاط التعب والإرهاق على معظم تشكيلة الفريق من جراء أكثر من 60 مباراة فى الموسم للاعب الواحد، شىء صعب ومرهق خصوصا لاعبى البريمر ليج. فرنسا الفريق الأكثر اختيارا للاعبى الوسط فى البطولة، أكثر من 13 لاعبا ومعظمهم أصحاب نزعة هجومية ولها دلالة أن لوران بلان يلعب بشكل هجومى بحت مع الاعتماد على السرعة والحيوية والمهارة وفى بعض الأحيان الهجمة المرتدة لسرعة لاعبى الأطراف من خلال أسلوب اكتشفه فى الأسبوع الأخير. فى السابق كان يلعب 4-2-3-1 وموخرا 4-3-3. الثلاثى الأمامى الأسرع فى أوروبا ريبيرى وكريم بنزيمة ومالودا تحتهم سمير نصرى يمين وعلى الشمال كاباى وفى الوسط مفاجأة البطولة نجم ستاد رين صاحب ال21 سنة مى فيا كلاعب ارتكاز سريع قوى ممتاز دفاعيا، فعلا مفاجأة فرنسا القادمة عند العودة من الإصابة لوران يلعب على الأطراف أكثر من أى منتخب، يمتلك أسلحة قوية جدا فى النواحى الهجومية، أعتقد أنه الأقوى فى المجموعة، وقادر على استخدامها وبأى شكل وبأى طريقة، بمعنى أدق فى حالة التأمين يلعب بلاعبى ارتكاز، ديارا بجانب مى فيا، وثلاثى أمامى هجومى طريقة شجرة الكريسماس أو الهرمية برأس حربة أمامى كريم بنزيمة ومن خلفة نصرى.. وكاباى.. وريبيرى بمساعدة من الطرفين بوشيه.. وإيفرا من الخلف مع التأمين بثلاثى دفاعى، عادى رامى وفليب مكسيس ومن أمامهما ديارا. والخطة نفسها من السهل استخدامها فى أى وقت، خصوصا أن معظم لاعبى الوسط لديهم مرونة خاصة فى التعامل معها بشكل مرن جدا جدا خالٍ العيوب.
أولا، فى قلبَى الدفاع، باعتراف لوران بلان، مشكلة كبيرة جدا، لذلك يحاول إحراز أكبر كم من الأهداف خوفا من القادم. ثانيا، فى الجبهة اليسرى أعتقد أن كلشيه أفضل كثيرا هذا الموسم. ثالثا، عدم وجود لاعب ارتكاز آخر بنفس قيمة مى فيا المصاب حتى الآن. وأخيرا، الفردية فى الأداء واللعب الجمالى على حساب المجموعة من بعض اللاعبين يؤثر كثيرا على قوة الفريق أماميا. أكورانيا بلوخين يسعى إلى الظهور واكتساب ثقة جماهيره، مزيج من الخبرة والشباب له طريقة وحيدة يلعب بها نظرا إلى قلة الإمكانيات، 4-4-2، ومن أقوى خطوطه الوسط خصوصا لاعبَى الأطراف الأماميين كونبلى يانكا وإلييف، وأيضا رأسى الحربة يلافيسكى وديفيتش، والاعتماد على روتان كصانع للألعاب فى الخط الأمامى تحت رأسى الحربة بقاعدة مثلث مقلوب للداخل هجوميا وأيضا للمساعدة الدفاعية. الفريق يمتلك مستوى دفاعيا ممتازا، ولكن ما يعيبهم النواحى الهجومية، شيفاشوك أعتقد أنه الأفضل نسبيا فى النواحى الهجومية، والثانى بيتْكون الأكثر خبرة وقوة دفاعيا.
ثانيا العيوب، حراسة المرمى المتمثلة فى باى توف، وعدم ثبات مستوى قلبَى الدفاع، ثالثا الانسجام مفقود لمعظم اللاعبين، وأخيرا القلة العددية فى النواحى الدفاعية تؤثر كثيرا على الشكل الدفاعى.. السويد فريق الرجل الواحد زلاتن إبراهيموفيتش، كل الفريق مسخر له هو شخصيا، داخل الملعب له حرية حركة فى كل مكان فى الملعب، مرة رأس حربة واخرى صانع لعب ومرة أخرى أطراف ملعب... يعنى يتحرك كيفما يشاء. وفى اعتقادى هى ميزة من مديره الفنى فى التعامل معه خصوصا أنه لاعب صعب المزاج وحاد جدا داخليا وخارجيا، ولكن هو ماكينة أهداف الفريق.. هامرين على الرغم من ذلك، اكتشف مجموعة ممتازة فى كل الخطوط من حارس مرمى إيزاكسون وخط دفاعى قوى جدا فى كل خطوطه من اليمين إلى الشمال، وهما مصدر قوة الفريق لوستيج.. ميلبرج، جران كيفست.. والمدافع الأيسر الرائع أولسن، ومن أمامهم لاعبا اتكاز على مستوى تكتيكى ممتاز هجوميا ودفاعيا.. إيلم وكالستروم، والاثنان لهما دور محدد هو إتاحة الفرصة للفريق للهجوم مع التأمين لكل زاويا الملعب ولإعطاء حرية الحركة للرباعى الأمامى المهارى سيفنسون كوسط أيسر، وزلاتن، تحت رأس الحربة الوحيد، توفونيين، وعلى الجبهة اليمنى المهاجم الخطير صاحب القدم الصاروخية، لارسون.. هامرين مع 4-2-3-1 لديها عمل جاد بالإمداد الخلفى من طرفى الملعب والاعتماد على كالستروم بالتسديد الخارجى فى حالة رقابة زلاتن، وأيضا التحوال إلى 4-4-1-1 بزلاتن رأس حربة يأتى للاختراق واستغلال المهارة العالية التى يتمتع بها. العيوب عدم اهتمام طرفى وسط الملعب بالنواحى الدفاعية يرهق كثيرا لاعبى الارتكاز، ثانيا وقف زلاتن يعنى انتهاء الفريق هجوميا، ثالثا الفريق لا يمتلك صانع لعب لخلق الفرص، أو إمداد لزلاتن هجوميا، وأخيرا الحالة المزاجية لنجم الفريق قد تؤثر بالسلب على إماكانيات الفريق كمجموعة.