المهارة متمثلة فى الإسبان.. التكتيك للطليان.. السرعة للكروات.. والقوة سلاح أيرلندا.. على الورق مجموعة سهلة لإسبانيا وإيطاليا، ولكن واقعيا أتذكر أول لقاء للإسبان فى كأس العالم بجنوب إفريقيا، والخسارة أمام فريق كنا نتوقع أنه حصالة المجموعة المنتخب السويسرى، وأيضا ومن عجائب وغرائب ومفاجآت الساحرة المستديرة تعادل الطاليان أمام نيوزيلندا وخروجهم أمام سلوفاكيا بهزيمة أطاحت ببطل العالم ومديره الفنى صاحب الإنجاز مارشيلو ليبى. المنتخبات الأربعة لها طابع خاص بها، وهذا ما يجعل المجموعة فعلا فى منتهى القوة، الأول هو بطل العالم وأوروبا، والثانى يحاول غسل أحزانه وفضائحه مؤخرا، والثالث يجتهد ليصل إلى لقب الحصان الأسود الذى يتمناه، والرابع بواقع الخبرة والمدير الفنى الأكبر سنا وخبرة فى البطولة، ولهذا تأتى أهمية وقوة المجموعة الثالثة إحدى أقوى المجموعات فى يورو 2012. والبداية مع الفريق الإسبانى أو الماتادور، كما يُطلق عليه، لديه مدير فنى عبقرى فى أسلوبه مع الفريق الأمهر على مستوى البطولة. إسبانيا تلعب نفس أسلوب البارسا فقط فى النواحى الهجومية 4-3-3، بثلاثى أمامى يتقدمه فرناندو توريس وعلى الأطراف يوجد اثنان من أفضل اللاعبين على المستوى العالمى حاليا أنيستا، وديفيد سيلفا، وخلفهما ثلاثى العقل والتركيز والاستحواذ والتمرير والتأمين وخلق الفرص من كل اتجاه ومن أى طريق مفتوح فى الملعب، شافى، وسافى ألونسو وبسكوتس، والسداسى لهم أسلوب خاص فى الثلث الأمامى للملعب من الصعب لو فى حالتهم الطبيعية أن تتعامل معهم، ثانى الأساليب الهجومية إذا تطلب الأمر 3-4-3 وهو مأخوذ من البارسا الفريق الكتالونى والاعتماد على ثلاثى دفاعى فى حالة لو المنافس يلعب برأس حربة وحيد، وهذا متّبع حاليا فى معظم المنتخبات الأوروبية، ورباعى وسط يكون هناك لاعب من الرباعى له دور هجومى بحت مع الاقتراب جدا فى الخطين الأماميين، ليكون أكثر من ستة لاعبين فى التنفيذ الهجومى، مع تأكيد نسبة الاستحواذ، مع الاعتماد على الارتكاز الصريح بين الوسط والدفاع والهجوم، وهو حلقة الوصل ورابط كل الخطوط القدير بسكوتس، ويذكّرنى بنجم يورو 2008 الأسمر الفذ ماركوس سينا، ولهذا يعتمد عليه فى أوقات كثيرة جدا فى الأداء والتنفيذ الخططى، خصوصا فى الطريقة الدفاعية الصارمة 4-1-4-1، ليبقى لاعب الارتكاز نجم البارسا هو عمود الوسط للفريق الإسبانى، ولديه القدرة على فعلها باقتدار لرشاقته ودقة تمريره، بجانب التأمين الدفاعى، نظرا إلى ضعف الدفاع الإسبانى خصوصا قلبى الدفاع بعد إصابة بيجول القلب النابض للماتادور. إسبانيا الفريق الوحيد فى أوروبا الذى يمتلك ثلاثة حراس على نفس المستوى كاسياس، وفالدز، وبيبى رينا، مما يعطى ميزة مهمة جدا للفريق البطل والتفوق على باقى المنتخبات. إسبانيا أعلى نسبة استحواذ على الوسط فى العالم لمهارة لاعبيه. إسبانيا أقوى منتخب فى التمرير من القلب للمنافس والاختراق نظرا إلى خفة ورشاقة وقِصر قامة لاعبيه فى الخط الأمامى، بيدرو، وسانتى كادذولا، وخوزيس نافاز، وخوان ماتا، وديفيد سيلفا، وأنيستا، وشافى، وسيسك فابريجاس. إسبانيا هى صاحبة مدرسة التحضير الخلفى نظرا إلى مهارة لاعبيها فى نسبة التمرير وامتلاك الكرة فى كل شبر فى الملعب. إسبانيا تلعب على إرهاق الخصم ذهنيا بأسلوب التيك نك «التمرير القصير»، ومن لمسة واحدة ولذلك يظل الإسبان طوال التسعين دقيقة فى حالة عمل مستمر.. ولكن وبالطبع هناك بعض العيوب والأخطاء الموجودة، التى من الصعب التعامل معها، أولها الجبهة اليسرى هى الأضعف فى ظل وجود لاعب واحد فقط هو جوردى البا، نجم أتليتيك بلباو وليس هناك بديل لعدم توافره فى الدورى الإسبانى، بالنظر إلى الفريقين الأقوى الريال والبارسا الجبهة اليسرى من خارج إسبانيا، ثانيا قلبا الدفاع بعد إصابة بيجول وانخفاض مستوى بيكيه وعدم جاهزية البيول، تبقى هناك مشكلة كبرى فى النواحى الدفاعية، وأعتقد أنها فى رأس دل بوسكى، ويسعى جاهدا للتأمين الأمامى قبل الوصول إلى المرمى. إيطاليا، شزرى برانديلى، فى خلال عامين قدم كل شىء مع منتخب جديد وقوى ومنظم جدا فى كل خطوطه، امتلك أقوى خط دفاع فى البطولة مع السرعة فى كل الخطوط، جرب أكثر من 60 لاعبا، غيّر من طريقة الطاليان من الكاتنيناتشو العقيمة والمملة والدفاع فقط من أجل الفوز، إلى فريق سريع لديه صناع لعب فى الثلث الأمامى، ابتعد تماما عن 4-4-1-1 إلى 4-2-3-1، بنواح هجومية متمثلة فى بالوتيلى كرأس حربة سرية، متحرك وموهوب ويجيد التسديد بكلتا القدمين، وثلاثى خلفى كان من الصعب وجودهم فى أى تشكيلة إيطالية دفاعية، ماركزيو على اليمين وكاسنو على الشمال ومنت ليفو فى القلب، وهى لها مغزى مهم لدى براندلى، السيطرة على الشوط أمام المنافس والتحرك فى النواحى الهجومية بأكثر من لاعب لديهم القدرة على إزعاج الخصم والضغط فى الخط الأمامى بأكثر من أربعة لاعبين، والأخطر والأهم هو إيجاد مساحة لأقوى وأهم لاعب فى إيطاليا واليوفى فى آخر عشر سنوات، الميزان والعقل والمفكر والرمانة بتاعة الفريق فى كل زوايا الملعب، بالإضافة إلى قدرته على اللعب أمام قلبى الدفاع، فعلا بيرلو هو إيطاليا، ولا بد من وقفة، أما عن خط الدفاع، فهو رباعى قوى جدا يميزهم عنصر الانسجام، خصوصا الثلاثى أبطال الدورى مع اليوفى: بوتشى، وبارزليا وكلينى، بجانب مادجو المدافع الأيمن، أعتقد أنه فريق متكامل، ولكن حاليا أصبح فريقا مليئا بالمشكلات والإصابات التى قد تجعل برانزلى يغير الطريقة ولو مؤقتا أمام الإسبان إلى 3-5-2، وهى ما ينفذها لاعبو اليوفى على أكمل وجه، خصوصا أنهم الفريق الوحيد فى إيطاليا، الذى لعب بكل طرق اللعب فى الدورى هذا الموسم، وأيضا لأنه يعلم أن الدفاع الإسبانى «سيس» جدا، وأيضا لوقف إسبانيا من وسط الملعب، برانديلى عاوز يعمل تأمين وزحمة فى الوسط علشان مايسبش متر فاضى للإسبان، وإلا سينتهى الأمر.. عيوب إيطاليا ليست فنية ولكنها مراهنات قد تؤثر بشكل سلبى على الحارس العملاق بوفون مصدر قوة الفريق من الخلف، ثانيا بنوتشى قلب الدفاع نفسيا يعانى، ثالثا وهو الأهم الإصابات التى لحقت بالفريق مؤخرا بالوتيلى، وبارزليا، وأندريا بيرلو. كرواتيا من الممكن أن يكون الحصان الأسود فى حالة استغلال مشكلات إيطاليا، وإذا استثمر الطريقة المتزنة التى يؤدى بها فى معظم مبارياته 4-1-3-2، والاعتماد على ثلاثى وسط أمامى فى منتهى السرعة والمهارة، راكتيش من ناحية الشمال وهو لاعب ذو قدم صاروخية، ومن القلب وفى صناعة اللعب لوكو مودريتش، واستغلال الحالة الفنية والنفسية العالية التى عليها، وأخيرا الخطير السريع سيرنا.. الفريق يهاجم بخمسة لاعبين، وهو المنتخب الوحيد الذى يلعب بالطريقة المقلوبة، للاعب ارتكاز واحد اسمه.. فوكوجيتش وأمامه ثلاثى وأمامه رأسا حربة: الأول مهارى نجم إيفرتون يالى فيتش، والثانى قوى الجسمان ويلعب على إرهاق الخصم للاعبى الوسط، خصوصا لوكا مودريتش.. الأخطار التى تقلق لافين بياتش أولا حراسة المرمى لبيلت كوسا ليست على نفس مستوى الحراس الأوروبيين الأقوياء، ثانيا قلب الدفاع الثانى بجانب سيمونش حتى الآن تم تجربة أكثر من 5 لاعبين فى المكان، ثالثا الجبهة اليمنى دفاعيا وهى أقلهم.. أيرلندا المخضرم تراباتونى صاحب العقلية والنواحى النفسية فى التعامل مع اللاعبين من أفضل وأقوى المدربين أصحاب الخبرات، يعوّل كثيرا على العودة للحارس شاى جيفن بجانب التنظيم الدفاعى من لاعبَى الارتكاز: أندروس، وهلان، الهجمة المرتدة لسرعة أطراف الملعب سواء الاكتشاف الجديد ماك لين، أو ماك جيدى، الكرات العالية لقلبى الهجوم روبى كين، ودول والكرات العرضية خصوصا الجبهة اليسرى من الظهير الأيسر وورد، وأيضا المعدل البدنى والقوة الجسمانية والطريقة الكلاسيكية 4-4-2 تتحول إلى 4-5-1، إذا تطلب الأمر بعودة كين أو دول أو 5-4-1 بعودة أحد لاعبى الوسط، خصوصا أندورس وبين قلبَى الدفاع. العيوب عدم عودة شاى جيفن يعنى الفريق يفتقد 50٪ من قوته الدفاعية، ثانيا القلبان خصوصا ريشارد دان، ثالثا الجبهة اليمنى فى ظل غياب جون أوشيه، رابعا وهو الأخطر البداية دائما الأقل تركيزا للفريق فى كل مبارياته، هذا يعنى خطورة الموقف أمام فرق المجموعة. ملحوظة: الفريق الإسبانى مجموع لاعبيه 23، لديهم 194 بطولة مع أنديتهم، وهو رقم قياسى كبير بالإضافة إلى إنهم لعبوا 89 مليوناً و884 ألف ثانية هذا الموسم وهو ما قد يؤثر عليهم سلبيا. المجموعة هى الأغلى بين كل المجموعات، حيث إن سعر منتخب إسبانيا 658 مليون يورو، وإيطاليا 300 مليون يورو، وكرواتيا 135 مليون يورو، وأيرلندا 65 مليون يورو الأقل سعرا بين باقى منتخبات البطولة، وبذلك يصبح إجمالى سعر المجموعة مليارا و368 مليون يورو.