أجمع العديد من خبراء الكرة العالمية أن المباراة النهائية لكأس العالم 2010 بين هولنداوإسبانيا ربما تكون النهائى الأجمل والأكثر متعة لجماهير الساحرة المستديرة حول العالم كونها تجمع بين منتخبين ينتميان تقريباً لنفس المدرسة الكروية، وهى مدرسة المهارة والفن والأداء الجمالى الذى يميز أداءهما. ومتعة المباراة النهائية الأكبر ستتمثل فى متابعة المنتخبين الأقوى فى العالم بعد أن أفرز الصراع بين 32 منتخباً هى الأفضل بين قارات العالم على مدار نحو شهر هذين المنتخبين، ورغم انتماء المنتخبين لمدرسة الأداء المهارى الجمالى واللعب بشكل جماعى وشمولى فإن طريقة الأداء الفنى للمنتخبين تختلف بعض الشىء أيضا، حيث تعتمد إسبانيا على الهجوم المتواصل عبر الأجناب وتمرير الكرات القصيرة كثيراً بين لاعبى الوسط والهجوم، فيما تتميز هولندا بأنها أكثر تكتيكية وأكثر مركزية فى الهجوم. وقد رصد موقع «بيليتشر ريبورت» العالمى اللاعبين الأكثر خطورة فى صفوف الفريقين قبل خوض معترك النهائى، وأشار إلى أن هؤلاء اللاعبين سيكون لهم الكلمة العليا فى ترجيح كفة فريقهم سواء نجوم الطاحونة الهولندية أو لاعبى الماتادور الإسبانى: 1- الخطير «فيا»: المهاجم الإسبانى المتألق ديفيد فيا قصة نجاح الإسبان والسبب الرئيسى فى وصولهم للمباراة النهائية بعد أن أحرز 5 أهداف لبلاده فى 6 مباريات من أصل الأهداف ال7 التى أحرزتها إسبانيا، وكان أيضا هداف بلاده فى بطولة يورو 2008، ويعد المهاجم الأبرز فى العالم حالياً. لاعب برشلونة الجديد لديه قدم يمنى قاتلة ويجيد أيضا التسجيل بالقدم اليسرى ولديه شراهة كبيرة لهز الشباك مما يجعله أحد أكبر التهديدات لدفاعات الخصوم. يلقب فيا ب«القاتل المتفجر» وسوف يكون عامل حسم للإسبان أمام هولندا. 2- الرائع «شنايدر»: اللاعب الرائع ويسلى شنايدر قلب الفريق الهولندى النابض ونجم إنترميلان المتألق الذى حقق مع الفريق الإيطالى الثلاثية هذا الموسم، يمتلك قدرات هجومية كبيرة صنعت البسمة كثيراً للهولنديين خلال المونديال، وشنايدر لاعب وسط مميز لديه قدرة مدهشة على التحكم بالكرة كما يجيد التصويب من مسافة بعيدة، وهو كذلك أحد أفضل منفذى الكرات الثابتة فى العالم، وبثقته الكبيرة فى إمكانياته أحرز شنايدر 5 أهداف فى 6 مباريات، ولكن.. هل يواصل المتألق أمام الإسبان؟! 3- السد المنيع «كاسياس»: أحد أفضل حراس المرمى فى العالم، ربح العديد من الجوائز خلال مسيرته، وبعمر 29 سنة فى جنوب أفريقيا كان كاسياس سبباً رئيسياً فى نجاح إسبانيا بخفة حركته ورد فعله السريع وأثبت جدارته بالتصدى لركلة جزاء أمام باراجواى، كما تصدى لبعض الكرات الخطيرة أمام ألمانيا، وكان كاسياس أحد أفراد الإنجاز التاريخى حين فازت إسبانيا ببطولة أوروبا 2008 فهل يعانق المجد مجدداً..؟ 4- المدهش «روبن» لاعب خط الوسط الهولندى الطائر الذى كان سبباً رئيسياً فى فوز بلاده على المرشح الأقوى للقب العالمى «البرازيل»، وهو لاعب مهارى مدهش يستطيع المرور بالكرة بسهولة من المنافسين كما لديه فاعلية على المرمى ومقدرة على إحراز الأهداف ونجح هذا الموسم فى الوصول بفريقه بايرن ميونيخ الألمانى لنهائى دورى أبطال أوروبا.. روبن أعجوبة هولندية، لكن لديه مشاكل كبيرة فى اللياقة، فهل يتألق فى النهائى ويفرض سحره على الكرة أم يسقط ضحية للإصابات وضعف اللياقة؟. 5- الثنائى الحلم: هما لاعبا وسط المنتخب الإسبانى وفريق برشلونة اتشابى وإنيستا يتميزان بالتفاهم الكبير فيما بينهما، اتشابى صانع ألعاب لا يخطئ فى تمريراته، ومثالى بحيث يكون حلماً لأى فريق وهو أحد أفضل لاعبى الوسط فى جيله ونقطة القوة الأبرز فى منتصف ملعب إسبانيا بتمريراته المتقنة وتسديداته القوية. أما أنيستا فهو صانع ألعاب مبدع بالفطرة، ولديه قدرة سحرية على التحكم فى الكرة وتمزيق أقوى الدفاعات ويمثل مع اتشابى التهديد الأقوى على المنتخب الهولندى. 6- الديناميكى «كويت»: ديرك كويت واجه الجهاز الفنى لمنتخب هولندا كثيراً من الانتقادات لاختياره، ولكنه منذ انطلاق المونديال احتل مكاناً ثابتاً فى تشكيلة الفريق، وقدم أداءً رائعاً فى وسط الملعب على الجهة اليسرى، وكان رئة هجومية قوية وأرهق مدافعى الخصوم كثيراً، ولعب بشكل أساسى رغم عودة روبن للتشكيلة مع أن وجوده فى التشكيلة الأساسية فى البداية كان بديلاً لروبن المصاب. 7- المؤثر «بويول»: قلب دفاع المنتخب الإسبانى وفريق برشلونة الملقب ب«قلب الأسد» وكان العمود الفقرى لفريقه ومنتخب بلاده فى كل المباريات التى شارك بها على مدار عدة سنوات مضت، وهو مدافع يجمع بين القوة والمهارة والأخلاق العالية وسجل أغلى أهدافه قبل النهائى أمام ألمانيا برأسية متقنة، وقد سبب هذا الرأس الإسبانى متاعب كبيرة لهولندا. 8- الحائط الهولندى: مارك فان بوميل ونيجيل دى يونج ثنائى قوى جداً فى وسط الملعب المدافع للمنتخب الهولندى مما يجعلهما حائطاً خرسانياً قوياً أمام أى فريق يصطدم بالطاحونة الهولندية، خاصة أن الثنائى يكملان بعضهما، فمارك صاحب خبرة كبيرة، والبطولة الحالية قد تكون الأخيرة له مع المنتخب، ونيجيل موهبة شابة لديه القوة والصلابة وسيحتاج هجوم إسبانيا لمجهود غير عادى لتجاوز هذا الثنائى. فان بوميل مقاتل قوى ولديه قوة كبيرة فى السيطرة على الكرة ومهارة فى التمرير، أما نيجيل فإنه صغير ومحبوب وموهوب جداً ويمكنه اللعب بكفاءة فى أى من مراكز الدفاع سواء فى الوسط أو الخط الخلفى.