بعد واقعة مدرسة السلام، الطفولة والأمومة يعتزم وضع تشريعات جديدة لمنع الاعتداء على الأطفال    الداخلية تكشف تفاصيل واقعة محاولة اقتحام مرشح وأنصاره لمركز شرطة فارسكور    تعرف على موارد صندوق إعانات الطوارئ للعاملين    كان من قادة ميلشيا البلاك لوك الداعمة للانقلاب .. إعتقال شريف الصيرفي بعد تشبيه تزوير الانتخابات بالديناصورات    بمحفظة أراضٍ ضخمة.. خبيران: عرض الاستحواذ على أسهم زهراء المعادي للاستثمار أقل من القيمة العادلة    البيت الأبيض يطلب تقريرًا خلال 30 يومًا لتحديد فروع الإخوان في الدول العربية    حكاية جماعة الإخوان السوداء.. من النشأة السرية إلى الإرهاب الدولي    ترامب يبدي استعداده للتحدث مباشرة مع مادورو رغم تصنيفه ك"رئيس منظمة إرهابية"    ماليزيا تعتزم حظر استخدام وسائل التواصل لمن هم دون 16 عاما    أمميون يدعون للضغط على إسرائيل وحظر تسليحها بسبب خرقها وقف إطلاق النار فى غزة    أسماء من العيار الثقيل، 7 مدربين مرشحين لخلافة أرني سلوت في تدريب ليفربول    طقس الثلاثاء.. انخفاض في درجات الحرارة وأمطار محتملة على البحر الأحمر    القبض على متهم بإطلاق النار على طليقته في المنيا    الأمن يكشف ملابسات اقتحام أحد المرشحين وأنصاره لمركز شرطة فارسكور بدمياط    وصول يسرا و إلهام شاهين وصابرين إلى شرم الشيخ للمشاركة بمهرجان المسرح الشبابي| صور    بالهداوة كده | حكاية كوب شاي.. وحكمة صغيرة    ياسر جلال يثني على أداء سمر متولي في "كلهم بيحبوا مودي": "بتعملي لايت كوميدي حلو جدًا"    نعمل 24 ساعة ولا يمكن إخفاء أي حالة، أول رد من الصحة على شائعات وفاة أطفال بسبب الإنفلونزا    "الطفولة والأمومة": نعمل على توفير الدعم المادي والنفسي للأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات    خبراء: استعدادات رمضان والضغوط الموسمية تدفعان الدولار للارتفاع    ناشطون ألمان يروّجون ملابس من مكبات إفريقية ضمن حملة الجمعة السوداء    بالأسماء| إصابة 23 شخصاً في حادث انقلاب سيارة بالبحيرة    وكيل الجزار يكشف حقيقة انتقاله إلى الأهلي وموقف الأندية الكبرى    قائمة بيراميدز لمواجهة المقاولون العرب في الدوري المصري    محاكمة 115 متهماً في خلية المجموعات المسلحة.. اليوم    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة تشيلسي.. صراع النقاط الكبرى يبدأ غدا    اتحاد السلة يصدر بيانًا بشأن أحداث مباراة الاتحاد والأهلي في نهائي دوري المرتبط    محلل: الاقتصاد الصربي على حافة الهاوية بعد محاولات تأميم النفط    أحمديات: تعليمات جديدة لدخول السينما والمسارح والملاعب    «بوابة أخبار اليوم» تنشر نص الأمر التنفيذي لتصنيف بعض فروع الإخوان منظمات إرهابية عالمية    ضبط سيدتين من الفيوم حاولتا إدخال مخدرات داخل الطعام لمسجون بالمنيا    أول تعليق من رئيس الاتحاد السكندري بعد أحداث نهائي المرتبط    ألمانيا تنصح رعاياها بشدة بعدم السفر إلى فنزويلا بسبب توتر الوضع بالبلاد    مصدر بالاتحاد السكندرى: تقديم اعتراض على رفض تأجيل مباراة نهائى دورى السلة    تضامن قنا تعيد إعمار منزل بعد مصرع 3 شقيقات انهار عليهن السقف    طرح برومو فيلم خريطة رأس السنة.. فيديو    عمرو أديب يعلق على بيان النيابة العامة حول واقعة مدرسة سيدز: التفاصيل مرعبة.. دي كانت خرابة    عمرو أديب: التجاوزات طبيعية في الانتخابات بمصر.. والداخلية تتعامل معها فورا    مفتي الجمهورية: التعليم الصحيح يعزز الوازع الديني ويصون المجتمع من التطرف    البيان الختامي لعملية التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025.. المرحلة الثانية    عمرو أديب عن انتخابات مجلس النواب: سني علمني أن الطابور الكبير برا مالوش علاقة باللي جوا    أيمن العشري: المُنتدى المصري الصيني خطوة مهمة وجديدة لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري المشترك    إذاعة القرآن الكريم تُحيي الذكرى ال 45 لرحيل الشيخ الحصري    مراسل الحكاية: المنافسة قوية بين 289 مرشحاً على 38 مقعداً في انتخابات النواب    هل يجوز للزوج الانتفاع بمال زوجته؟.. أمين الفتوى يجيب    إطلاق أكبر شراكة تعليمية بين مصر وإيطاليا تضم 89 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية.. غدًا    ارتفاع حالات التهابات الجهاز التنفسي العلوي.. اللجنة العلمية لكورونا تحذر: اتخذوا الاحتياطات دون هلع    وزارة الأوقاف الفلسطينية تُشيد ببرنامج "دولة التلاوة"    مستشار الرئيس للصحة: مصر خالية من أى فيروسات جديدة (فيديو)    هل يجوز طلب الطلاق من زوج لا يحافظ على الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح!    رئيس الوزراء يشارك بالقمة السابعة بين الاتحادين الأفريقى والأوروبى فى أنجولا.. صور    خلال زيارته لوحدة بني عدي.. محافظ بني سويف يوجه بمتابعة رضيعة مصابة بنقص هرمون الغدة الدرقية    «الرزاعة»: إنتاج 4822 طن من الأسمدة العضوية عبر إعادة تدوير قش الأرز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فاجتهد ان تكون باب سرور 000!؟    د. أحمد ماهر أبورحيل يكتب: الانفصام المؤسسي في المنظمات الأهلية: أزمة حقيقية تعطل الديمقراطية    بث مباشر.. مانشستر يونايتد ضد إيفرتون في الدوري الإنجليزي 2025/2026    الرعاية الصحية بجنوب سيناء تتابع خطة التأمين الطبي لانتخابات مجلس النواب    أدعية المظلوم على الظالم وفضل الدعاء بنصرة المستضعفين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاسباني دل بوسكي فى مواجهة الهولندي فان مارفييك
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 07 - 2010

دخل مدرب اسبانيا فيسنتي دل بوسكي نهائيات مونديال جنوب افريقيا‏2010‏ وهو يحمل علي كتفيه عبئا بانه يشرف علي المنتخب الافضل في العرس الكروي والمرشح الاوفر حظا للظفر باللقب‏. فارتقي الي مستوي المسؤولية التي القيت علي عاتقه بعد خلافة لويس اراجونيس الذي قاد لا فوريا روخا الي لقبه الاول منذ‏1964‏ بعدما توج بطلا لكأس اوروبا‏2008‏ علي حساب نظيره الالماني‏(1-‏ صفر‏),‏ واصبح علي بعد‏90‏ دقيقة من ان يصبح الرجل الخالد في اذهان شعب باكمله‏.‏
نجح رهان الاتحاد الاسباني علي ابن سلمنقة المولود عام‏1950,‏ وها هو لا فوريا روخا علي عتبة ان يرفع الكأس العالمية المرموقة للمرة الاولي في تاريخه والعقبة الاخيرة التي تقف في وجهه متمثلة بالمنتخب الهولندي الباحث عن المجد الذي كان قريبا منه في مناسبتين قبل ان يسقط في المتر الاخير‏.‏
تسلم دل بوسكي مهامه في المنتخب بعد كأس اوروبا مباشرة ونجح في قيادته لمواصلة عروضه الرائعة ومسلسل نتائجه المميزة‏,‏ ولم يلق ابطال اوروبا طعم الهزيمة بقيادته سوي مرتين فقط‏,‏ الاولي علي يد الولايات المتحدة في نصف نهائي كأس القارات العام الماضي‏(‏ صفر‏-2)‏ عندما وضع منتخب بلاد العم السام حينها حدالمسلسلانتصارات بطل اوروبا عند‏15‏ علي التوالي‏(‏ رقم قياسي جديد‏)‏ والحق به هزيمته الاولي منذ سقوطهامامرومانياصفر‏-1‏في نوفمبرعام‏2006,‏فحرمهمنتحطيمالرقمالقياسيمنحيثعددالمبارياتالمتتاليةدونهزيمة‏,‏ليبقيشريكاللمنتخبالبرازيليفيهذاالرقم‏(35‏مباراةدونهزيمة‏),‏علمابأنالاخيرسجلهبينعامي‏1993‏و‏.1996‏
اما الثانية فكانت في مستهل المشوار المونديالي علي يد سويسرا التي سجلت مفاجأة مدوية باسقاطها المنتخب الاسباني الذي استعاد توازنه بعدها وواصل زحفه حتي بلغ نصف النهائي للمرة الاولي منذ‏1950,‏ متلخصا في طريقه من البرتغال والبارغواي قبل ان يجدد الموعد مع المانيا في نصف النهائي فتغلب عليها مجددا وبالنتيجة ذاتها التي فاز بها في نهائي كأس اوروبا‏.‏
ودخل دل بوسكي ومنتخبه نهائيات جنوب افريقيا وفي جعبتهما‏11‏ انتصارا متتاليا و‏24‏ من اصل المباريات ال‏25‏ الاخيرة‏,‏ ما جعلهم المنتخب الاوفر حظا للفوز باللقب العالمي للمرة الاولي وهو ما زاد الضغط علي لاعب وسط ريال مدريد وكاستيلون سابقا‏,‏ الا انه كان علي قدر المسؤولية رغم البداية المتعثرة واصبح علي موعد مع التاريخ‏.‏
اثبت دل بوسكي انه يجيد التعامل مع الضغوط خصوصا انه اشرف علي اشهر وانجح فريق في العالم وهو ريال مدريد من‏1999‏ حتي‏2003,‏ فائزا معه بلقب الدوري عامي‏2001‏ و‏2003‏ ودوري ابطال اوروبا عامي‏2000‏ و‏2002‏ قبل ان يقال من منصبه عام‏2003‏ من قبل رئيس النادي فلورنتينو بيريز‏.‏
يعد دل بوسكي شخصية فريدة من نوعها‏,‏ وبينما اشتهر معظم افراد اسرته في العمل في مجال السكك الحديدية‏,‏ اختار شخصيا ان يخوض مغامرة مهنية مختلفة عن باقي اقربائه‏,‏ مفضلا الاستجابة لرغباته الكروية ومواصلة مسيرته في عالم الساحرة المستديرة‏.‏
ولم تخب طموحات دل بوسكي في مشواره العملي الذي ارتبط في مجمله بعملاق العاصمة ريال مدريد‏,‏ حيث حقق نجاحات كبيرة علي امتداد سنواته الطويلة في ملاعب كرة القدم فتوج بلقب الدوري المحلي كلاعب‏5‏ مرات وبالكأس المحلية اربع مرات‏,‏ قبل ان ينجح كمدرب بقيادة النادي الملكي الي لقب الدوري مرتين ودوري ابطال اوروبا مرتين وكأس السوبر الاوروبية مرة واحدة والكأس القارية مرة واحدة ايضا‏.‏
طرق الاتحاد الاسباني باب دل بوسكي بعد كأس اوروبا‏2008‏ ليخلف اراغونيس‏,‏ فلبي ابن سلمنقة النداء الوطني ونجح في قيادة بلاده الي نهائيات جنوب افريقيا بطريقة رائعة لان لا فوريا روخا حصد النقاط الكاملة في مجموعته الاوروبية الخامسة‏,‏ متفوقا بفارق‏8‏ نقاط عن البوسنة الثانية‏.‏ أعرب دل بوسكي عن امله في ان يواصل مشواره بهذه الطريقة خلال النهائيات‏,‏ و وهو حذر لاعبيه من الوقوع في فخ المفاجآت خلال العرس الكروي العالمي الذي يقام للمرة الاولي في القارة السمراء‏:‏ ان السؤال الذي يتكرر بشكل شبه دائم يتعلق بوضع منتخبه كأفضل مرشح للظفر باللقب‏.‏ حسنا‏,‏ في ما نؤكد دائما عدم اتفاقنا مع هذا الطرح‏,‏ فاننا في الوقت ذاته لا ننكر انه من المنطقي ان تصب أغلب الترشيحات في مصلحتنا بحكم تربعنا علي العرش الاوروبي وتحقيق الفوز في عدد من المباريات المتتالية‏.‏
يحصد ثمار الواقعية‏..‏ ويبحث عن القمة
‏{{‏ حصد المدرب بيرت فان مارفييك ثمار الواقعية واعاد المنتخب البرتقالي الي قمة هرم الكرة المستديرة وحقق بخبرته المتواضعة علي دكة البدلاء ما فشل فيه مواطنوه السابقون اصحاب السجلات الرنانة في المجال التدريبي‏.‏
لم يكن اشد المتفائلين في هولندا يتوقع بلوغ المنتخب البرتقالي المباراة النهائية للعرس العالمي وتحديدا وسائل الاعلام المحلية التي لم تذخر جهدا لتوجيه انتقاداتها الي المدرب فان مارفييك منذ لجوء الاتحاد الهولندي للعبة الي خدماته لخلافة ماركو فان باستن عقب الخروج المخيب في كأس اوروبا‏2008‏ في سويسرا والنمسا‏,‏ وذلك لقلة خبرته التدريبية وحتي مشواره الكروي كلاعب حيث دافع عن الوان فرق متواضعة وخاض مباراة دولية واحدة مع المنتخب البرتقالي‏,‏ بيد ان هذا المدرب ولاعب الوسط المهاجم السابق خالف التوقعات ورد علي منتقديه بطريقة رائعة علي أرضية الملعب وقاد منتخب بلاده الي المباراة النهائية لكأس العالم للمرة الاولي منذ عام‏1978‏ والثالثة في التاريخ بعد عام‏.1974‏
قام فان مارفييك الذي يحسب له قيادة فيينورد روتردام الي لقب كأس الاتحاد الاوروبي عام‏2002‏ بوروسيا دورتموند الالماني‏,‏ بثورة كبيرة علي اسلوب لعب المنتخب الهولندي فاعتمد اداء مختلفا تماما عن اسلوبه الشهير الكرة الشاملة وجعله اكثر براغماتية بعد ان دفع ثمن ذلك في بطولات كبيرة مؤخرا وابرز دليل علي ذلك كأس اوروبا‏2008‏ بقيادة فان باتسن حيث تعملق علي حساب فرنسا‏4-1‏ وايطاليا‏3-‏ صفر ورومانيا‏2-‏ صفر قبل ان يسقط امام روسيا‏(‏ بقيادة هولندي اخر هو غوس هيدينك‏)‏ في ربع النهائي‏1-3‏ بعد التمديد‏.‏
اما في المونديال الحالي‏,‏ فان المنتخب الهولندي يبرع بنظامه وانضباطه داخل الملعب اكثر من اعتماده علي الكرة الجميلة والاستعراضية‏,‏ وقد اعطت هذه الخطة ثمارها ونجح منتخب الطواحين في الوصول الي النهائي بعد غياب‏32‏ عاما‏.‏ كانت هولندا دائما بين المرشحين حتي بعد ايام النجوم الكبار يوهان كرويف ويوهان نيسيكنز وجوني ريب في سبعينيات القرن الماضي‏,‏ لكنها كانت تسقط في منتصف الطريق‏,‏ الا ان الوضع تغير بقيادة فان مارفييك حيث اتسم الاداء بالواقعية الالمانية التي تأثر بها المدرب بحكم تجربته التدريبية في المانيا علي رأس بوروسيا دورتموند‏(2004-2006)‏ وتخلص من صفة الفريق الخارق في الادوار الاولي والعادي في المباريات الاقصائية‏.‏ اذا كان مدربو المنتخبات العالمية يتميزون بشخصياتهم النافرة أو ظهورهم الاعلامي المستمر‏,‏ فان فان مارفييك قد يكون أقلهم شهرة وأكثرهم عملا‏.‏
لجأ الي خدمات مخضرمين بارزين في صفوف المنتخب البرتقالي هما فرانك دي بوير وفيليب كوكو لمساعدته في الادارة الفنية‏,‏ ووضع لنفسه هدفا وهو الفوز بكل المباريات والتتويج باللقب‏.‏ هدف حققه حتي الان بنسبة مئة بالمئة تقريبا اذا علمنا بان هولندا فازت بجميع مباريات التصفيات‏(8)‏ والمباريات الست في جنوب افريقيا‏,‏ وتبقي امامه المباراة النهائية ليكسب الرهان‏.‏
ويقول فان مارفييك في هذا الصدد عندما تم تعييني من قبل الاتحاد قلت للاعبين‏:‏ لدينا مهمة يجب ان ننجزها وهي الفوز‏.‏ سخر مني البعض‏,‏ ولكن من يضحك اليوم؟ لقد أظهرنا بأننا نعرف أيضا لعب كرة القدم‏.‏ هذه هي الرسالة التي حاولت تمريرها قبل عامين‏:‏ يجب علينا التركيز علي المباريات وعدم الغطرسة‏.‏ جئنا مركزين وينبغي أن نظل كذلك‏.‏ من السهل قول ذلك‏,‏ لكن التطبيق صعب‏,‏ بيد ان اللاعبين فهموا ذلك‏.‏ لقد خسرنا مباراة واحدة منذ استلامي المنتخب‏,‏ لقد وضعنا أسسا جيدة‏.‏ وتابع بالطبع أنا سعيد جدا‏,‏ لكن ما يزال الطريق امامنا‏.‏ تبقي امامنا مباراة واحدة وهي مهمة جدا لاننا نريد احراز اللقب‏.‏ الجميع يعرف الان ما يمكن أن نفعله‏.‏
ومن عوامل نجاح فان مارفييك في مهمته‏,‏ تركيزه علي تصحيح مشاكل خط الدفاع‏.‏ فبمجرد استلامه مهامه في اغسطس‏2008‏ قال هذا المنتخب يهاجم بشكل رائع‏,‏ الان سأقوم بتلقينه كيفية الدفاع بشكل رائع ايضا‏.‏ في غضون عامين‏,‏ نجح فان مارفييك في رهانه‏.‏ هدفان فقط دخلا مرمي هولندا في‏8‏ مباريات في التصفيات المؤهلة الي كأس العالم‏.‏ وفي جنوب افريقيا‏,‏ دخل مرمي هولندا‏5‏ اهداف في‏6‏ مباريات‏(‏ هدفان من ركلتي جزاء‏).‏ واذا كان فان باستن جرب نحو‏20‏ مدافعا فان فان مارفييك وضع ثقته في رباعي واحد‏(‏ القائد جيوفاني فان برونكهورت وجون هيتينغا ويوريس ماتييسن وغريغوري فان در فيل‏).‏
الكرة الأسبانية والهولندية‏..‏ علاقة وطيدة لأربعة قرون
رغم تساوي كفة الفريقين بشكل كبير في المستوي العام والمهارات الفردية وجمال الأداء‏,‏ تبدو المواجهة مع المنتخب الهولندي في نهائي كأس العالم‏2010‏ بجنوب أفريقيا هي الأنسب للمنتخب الأسباني من وجوه عدة‏.‏
ظلت هولندا مستعمرة أسبانية علي مدار نحو‏200‏ عاما‏,‏ وما زال التأثر الأسباني واضحا هناك من خلال الفن المعماري‏,‏ وفنون أخري‏.‏ أما في شأن كرة القدم‏,‏ تقدم البلدان كرة جذابة وهجومية‏,‏ ويشعر كثير من المحايدين في أنحاء العالم بالسعادة لأن النهائي سيجمع بين هذين المنتخبين‏.‏ وعلقت إذاعة ماركا علي ذلك بالقول إن منتخبا أسبانيا وهولندا دائما ما يقدمان كرة قدم جيدة‏..‏ إنها أنباء طيبة لكأس العالم وللعبة بشكل عام أن يلتقي الفريقان في المباراة النهائية‏.‏ ومنذسبعينيات القرن العشرين تركت هولندا تأثيرا هائلا علي كرة القدم الأسبانية‏.‏ بدأ ذلك بوصول المدرب الهولندي رينوس ميشيلز إلي برشلونة عام‏1971‏ حيث تعاقد نادي برشلونة الأسباني مع ميشيلز مخترع أسلوب الكرة الشاملة بعدما قاد هذا المدرب فريق أياكس الشاب إلي الفوز بلقب كأس أوروبا للأندية الأبطال‏.‏
كانت مهمة ميشيلز في كامب نو‏,‏ معقل فريق برشلونة‏,‏ هي الدمج بين بريق ومهارة الكرة الأسبانية‏,‏ والثقة والنظام والأداء البدني القوي للكرة الهولندية‏.‏
وفي عام‏1974,‏ وبعد خسارته مع المنتخب الهولندي في نهائي كأس العالم‏1974‏ أمام ألمانيا الغربية‏,‏ انضم النجم الهولندي يوهان نيسكنز لخط وسط برشلونة ليدعم صفوف الفريق‏.‏ وأدرك ميشيلز أنه أنشأ بذلك مستعمرة هولندية في كامب نو وقاد كرويف فريق برشلونة للفوز بلقب وحيد في الدوري الأسباني ولقب وحيد في كأس أسبانيا علي مدار السنوات الخمس التي قضاها في الفريق‏.‏ وعاد كرويف إلي برشلونة عام‏1988‏ مديرا فنيا للفريق‏,‏ وتعتبر تلك العودة لحظة حاسمة في تاريخ النادي الكتالوني‏.‏ وعلقت صحيفة سبورت الكتالونية الرياضية في مارس الماضي علي تعيين كرويف رئيسا فخريا لنادي برشلونة بالقول منح كرويف برشلونة هوية خاصة ومميزة له من خلال أسلوب لعب واضح‏.‏
كان فريق الأحلام الذي شكله كرويف أوائل تسعينيات القرن الماضي من أفضل الفرق في تاريخ النادي الكتالوني‏,‏ حيث قاد هذا الفريق من خط الدفاع اللاعب الهولندي رونالد كومان‏.‏ وفاز الفريق لنادي برشلونة بلقب الدوري الأسباني في أربعة مواسم متتالية بالإضافة للقب وحيد في كأس الأندية الأوروبية الأبطال‏(‏ دوري أبطال أوروبا حاليا‏)‏ ليكون الأول لبرشلونة عبر تاريخه‏.‏
أقيل كرويف بشكل مفاجئ‏,‏ وفظ عام‏1996‏ لأسباب مثيرة للجدل‏,‏ منها شعور بعض مسئولي النادي بأنه صار صاحب سلطة كبيرة داخل النادي‏.‏
ولكن الاقالة لم تكن نهاية التأثير الهولندي علي كامب نو‏,‏ ففي عام‏1997,‏ تعاقد النادي مع المدرب الهولندي لويس فان جال الذي بدأ في جلب معظمم اللاعبين الذي فاز معهم بلقب دوري الأبطال الأوروبي عام‏1995‏ عندما كان مديرا فنيا لأياكس الهولندي‏.‏
حقق فان جال نجاحا سريعا مع الفريق‏,‏ ولكنه لم ينل شعبية طاغية لدي أنصار الفريق وربما كان ذلك لصرامته الشديدة في التعامل مع اللاعبين‏,‏ وربما لأنه جلب تسعة لاعبين هولنديين إلي صفوف الفريق ليأخذ معظمهم مكان اللاعبين الشبان المنتمين لإقليم كتالونيا نفسه‏.‏
وبعد ستة شهور من إقالة فان جال عام‏2003(‏ كانت الإقالة الأولي في عام‏2000),‏ أسند النادي مهمة تدريب الفريق إلي مواطنه فرانك ريكارد‏.‏
مدربو حراس المرمي يرشحون
كاسياس لجائزة أفضل حارس
لفت حراس مرمي إسبانيا وهولندا وألمانيا في كأس العالم لكرة القدم بجنوب أفريقيا‏2010‏ انتباه المتابعين للمونديال بأدوارهم الإيجابية في صعود منتخباتهم إلي المربع الذهبي‏.‏
ونال إيكر كاسياس حارس مرمي إسبانيا ومارتن ستيكيلنبورج حارس مرمي هولندا ومانيول نيوير حارس مرمي ألمانيا أفضل التقييمات في رأي مدربين حاليين لحراس المرمي وحراس سابقين عن أداء المدافعين عن عرين المنتخبات المشاركة في المونديال الذي تستضيفه القارة السمراء للمرأة الأولي‏,‏ لكن التفوق بدا نسبيا لصالح كاسياس‏.‏
واختار أحمد سليمان مدرب حراس المرمي في منتخب مصر كاسياس أفضل حارس في المونديال موضحا أنه كان له دور كبير في المباريات خاصة مباراة دور ال‏8‏ أمام باراجواي عندما نجح في التصدي لضربة جزاء كان لها أثر كبير في نتيجة المباراة التي انتهت بفوز إسبانيا بهدف نظيف‏.‏
والتمس سليمان بعض العذر لحراس المرمي في أخطاء ارتكبوها خلال المباريات وحمل الكرة جابولاني مسئولية ذلك قائلا كان للكرة‏(‏ جابولاني‏)‏ تأثير كبير حيث ان سرعتها تزيد علي غير المعتاد‏,‏ ويبدو هذا واضحا عندما ترتطم بالأرض‏,‏ كما أنها تغير اتجاهها وكل هذا يؤثر علي حراس المرمي ويسبب لهم مشاكل في التعامل معها‏.‏ ولفت إلي أن حارس مرمي منتخب مصر عصام الحضري اعتاد علي الكرة جابولاني ولم تعد تسبب له مشكلات وظهر هذا خلال مباريات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة في أنجولا التي استخدمت خلالها الكرة في المباريات‏.‏
ورشح فكري صالح مدرب حراس المرمي في منتخب مصر الأوليمبي كاسياس للحصول علي لقب أفضل حارس مرمي وقال إن كاسياس كان له دور مؤثر في صعود إسبانيا إلي الدور قبل النهائي عندما تصدي لضربة جزاء سددها كاردوزو لاعب باراجواي‏,‏ كما واصل تألقه وأبعد انفرادا في نهاية المباراة‏.‏ وتابع أن الحارس الألماني مانيول نيوير ظهر بمستوي متميز في البطولة حيث كان تصديه لتسديدات لاعبي منتخب الأرجنتين في مباراة دور ال‏8‏ في أوقات حاسمة من عمر المباراة‏.‏
وقال صالح إن هناك حراسا ظهروا بمستواهم في المونديال‏,‏ وآخرين لم يظهروا بالشكل المتوقع كما كان لتذبذب مستوي البعض دور في خروج منتخباتهم ومنهم حارس غانا ريتشارد كينجستون الذي تألق مع النجوم السوداء منذ بداية البطولة لكنه ظهر مهتزا في مباراة دور ال‏8‏ أمام أوروجواي‏.‏ ورأي أن حارس مرمي نيجيريا أنيست إنياما لو كان ضمن صفوف غانا لبلغت النجوم السوداء المباراة النهائية‏.‏ وتابع أن من بين الحراس الذين اختلف أداؤهم طوال البطولة حارس البرازيل خوليو سيزار الذي ارتكب خطأ فادحا في مباراة هولندا في دور ال‏8‏ كلف فريقه الخروج من البطولة‏.‏ برغم أنه من أفضل حراس المرمي في العالم‏.‏ ومضي يقول إن الحارس الأمريكي تيم هاورد كان من أسباب هزيمة الولايات المتحدة أمام غانا في دور ال‏16‏ خاصة الهدف الأول الذي دخل مرماه‏,‏ برغم أنه ظهر بمستوي جيد منذ انطلاق البطولة‏.‏
وأشار صالح إلي أن هناك حراسا أنهوا مشوار منتخباتهم مبكرا مثل روبرت جرين حارس إنجلترا وفوزي شاوشي حارس الجزائر‏.‏ ولم ينس الاشارة إلي أن الكرة الجديدة التي تستخدم في مباريات كأس العالم جابولاني كان لها دور مؤثر في عدم ظهور الحراس بمستوي جيد وقال إنها قاتلة حراس المرمي ووزنها أقل ومواد صناعتها اختلفت عن الكرة السابقة مما جعلها تغير اتجاهها مع احتكاكها بالهواء‏.‏ واختار أحمد شوبير حارس مرمي الأهلي ومنتخب مصر السابق حارس هولندا مارتن ستيكيلنبورج الأفضل في المونديال لأنه ظهر بمستوي ثابت طوال البطولة‏,‏ مشيرا إلي أن كاسياس برز في مباراة باراجواي في دور ال‏8,‏ كما برز حارس باراجواي خوستو بيار‏.‏
ورفض شوبير تحميل جابولاني مسئولية عدم ظهور الحراس بمستوي طيب‏,‏ قائلا صحيح أنها أخف وزنا لكن تأثيرها لا يتجاوز‏5‏ أو‏10‏ في المائة‏.‏
ووضع إكرامي حارس مرمي الأهلي ومنتخب مصر السابق‏,‏ حارس مرمي ألمانيا نيوير في صدارة الحراس في المونديال‏,‏ معتبرا أنه ظهر بمستوي ثابت طوال البطولة حتي الآن وأثني علي أداء حارس غانا ريتشارد كينجستون الذي رزي أنه الأفضل في البطولة حتي قبل مباراة دور ال‏8‏ التي بدا فيها بمستوي مهتز‏.‏
وأضاف إكرامي الملقب ب وحش أفريقيا أن خوليو سيزار حارس مرمي البرازيل كان من أفضل الحراس في البطولة قبل أن يرتكب بالتعاون مع فيليبي ميلو الخطأ الفادح الذي تسبب في الهدف الأول لهولندا في مباراة دور ال‏8.‏
وتابع اكرامي أن أداء حراس المرمي في البطولة حتي الآن ليس مطمئنا إلي حد كبير والشاهد علي ذلك الأخطاء التي ارتكبت في المباريات سواء من حراس مرمي كبار أو صغار‏.‏ وبرأ إكرامي ساحة الكرة جابولاني من الاتهامات التي وجهت اليها بأنها السبب في اهتزاز مستوي الحراس في المونديال قائلا‏:‏ غير صحيح أنها السبب وراء ذلك‏.‏
نصف مليار يشاهدون حفل الختام
تختتم بطولة كأس العالم لكرة القدم اليوم بحفل بهيج يتوقع أن يبهر الجماهير في كافة أنحاء الكرة الأرضية بمشاركة كوكبة من الموسيقيين والراقصين العالميين والأسماء اللامعة في مجال الفنون البصرية الذين سيقودون الجماهير التي ستتوافد علي ملعب سوكر سيتي في مهرجان من الفرح والموسيقي والجمال قبيل انطلاق المباراة النهائية لعروس البطولات ليكون ذلك مسك الختام للنسخة الأفريقية الأولي من المونديال‏.‏
وذكر موقع الفيفا أن من المتوقع أن تكون الاحتفالية بمثابة تحية كرنفالية للبطولة والجماهير وما عاشه عشاق الساحرة المستديرة في الدولة صاحبة الضيافة خلال شهر حافل بالإثارة والحماس الكروي‏.‏ وبينما ستتسمر عيون ملايين المشاهدين في أرجاء العالم لمتابعة إسدال الستار علي أم البطولات‏,‏ فإن فتاة صغيرة ستحول أحد أحلامها إلي حقيقة عندما تعتلي المنصة لترقص بجانب نجمتها المفضلة‏,‏ شاكيرا‏.‏ وقالت كيشينكا بيلاي ابنة الثماني سنوات‏:‏ بدأت الرقص نتيجة ولعي الشديد بشاكيرا‏,‏ إني أحب الرقص وسيتحقق حلمي بالرقص معها‏.‏ ودخلت بيلاي عالم الرقص قبل ثلاث سنوات وتقدمت لكي تكون من بين الفريق المصاحب لشاكيرا خلال حفل الختام في جوهانسبرج‏,‏ وقالت بيلاي‏:‏ كنت متوترة أثناء اختبار الأداء‏.‏ إلا أننا رقصنا كمجموعة وكان هذا أمرا جيدا‏.‏ كانت خبرة جميلة‏.‏ غمرتني السعادة عندما تم اختياري وسأتذكر هذه اللحظة إلي الأبد‏.‏ وبينما كانت بيلاي تقوم باختبار الأداء‏,‏ سيطر أمر واحد علي تفكيرها‏:‏ تخيلت كيف سيكون عليه الأمر عندماأرقص علي خشبة المسرح مع شاكيرا وأمام العالم بأسره‏.‏
وتجسد هذه الفنانة العالمية المثل الذي تحتذي به بيلاي‏,‏ حيث تعرب هذه الفتاة الصغيرة عن إعجابها بالمواهب التي تتمتع بها شاكيرا وكذلك شخصيتها القوية‏,‏ وأضافت‏:‏ إنها إنسانة جيدة وهي ودودة للغاية‏.‏ إنني معجبة بها كثيرا وأريد أن أصبح ناجحة مثلها يوما ما‏.‏
يذكر أن حفل الختام سيجري قبيل انطلاق المباراة النهائية للبطولة وسيتم بثه مباشرة في‏215‏ دولة ليشاهده أكثر من نصف مليار شخص ويشارك فيه‏780‏ فنانا ومجموعة من أهم الموسيقيين والراقصين في جنوب أفريقيا والقارة السمراء‏.‏ويبدو أن هذا العدد الهائل من المشاهدين سيتابعون أداء هذه الراقصة اليانعة‏,‏ هو أمر لا يثير الرهبة أو الخوف في قلبها‏,‏ حيث قالت‏:‏ أشعر بإثارة بالغة لكون العالم كله سيتابع الحفل‏.‏ لقد أفسح لي كأس العالم المجال لكي ألتقي بشاكيرا‏.‏ والأمر الأجمل هو أنني سأمسك بيدها‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.