دائما ما يضع المجلس العسكرى نفسه فى مأزق ويشدّنا إلى الخلف نتيجة إدارة جنرالاته الفاشلة للبلاد، والتى بدأت من خلال فقيه الجنرالات القانونى ممدوح شاهين بإدخالنا فى ترقيعات دستورية واستفتاء مارس 2011.. ثم الإعلان الدستورى الذى اتضح أنه لا يصلح لأى شىء، فقد جاء الإعلان الدستورى الذى أشرف عليه ممدوح شاهين -ومجموعة من المستشارين الذين احتضنهم المجلس العسكرى- خاليا تماما من خارطة طريق واضحة، واعتبر المجلس العسكرى وجنرالاته المعاشات الذين دخلوا فى صفقة مع جماعة الإخوان نتيجة الاستفتاء على الترقيعات الدستورية فتحا عظيما لكل منهما. .. ونحصد الآن النتيجة من هذا الإعلان الدستورى. .. ونحصد الآن صفقات المجلس العسكرى مع الإخوان ونقض كل طرف للآخر. .. وهذا نتيجة لعدم الشفافية التى اعتاد عليها جنرالات المجلس العسكرى وكذلك جماعة الإخوان، فهما ذات طبيعة واحدة ولا يؤمنون بالشفافية والمكاشفة التى يطالب بها الشعب منذ ثورته وحتى الآن بعد أن راح ضحية ثلاثين عاما من حكم الاستبداد والتعتيم فى كل أمور البلاد والعباد حتى أصبحت مصر منهوبة على يد النظام المخلوع وأتباعه ومنافقيه وموالسيه وفسدته.. وفساده. .. وكان نتيجة ذلك أيضا محاولات إجهاض الثورة وتشويه الثوار، وشارك فى ذلك المجلس العسكرى ومعه الإخوان الذين يحاولون الآن ادّعاء الثورية والنزول إلى الميدان الآن! ولعل ما حدث فى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وشارع قصر العينى ومحيط وزارة الداخلية وسقوط شهداء جدد للثورة لَدليل على ذلك. ويصل بنا الحال إلى برلمان يسيطر عليه الإخوان فلم يفعل شيئا من أجل الثورة، وأصبح البرلمان صورة لا تختلف كثيرا عن برلمانات مبارك ورجاله، وحافظوا على مجلس الشورى وصرفوا عليه أكثر من مليار جنيه فى انتخاباته من أجل سيطرة الإسلاميين عليه – بخلاف ملايين مكافآته. .. ونصل إلى حالة الفشل الكبرى فى تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد -وهو كان أول أهداف الثورة- لنقع بين رغبات الإخوان وغرورهم فى التكويش على السلطة، بما فيها الجمعية التأسيسية وتشكيلها من قوى وشخصيات ينتمون إليهم بالولاء.. وبين طمع جنرالات العسكر -غير المكشوف عنه- فى السلطة بعد أن ذاقوا طعمها ونفوذها.. حتى ولو أدى ذلك إلى تدمير الدولة. .. وما شاء الله عليهم لم يفعلوا أى شىء لاستعادة دور مصر على المستوى الإقليمى أو الدولى.. رغم أن الثورة بهرت الجميع وجعلت العالم كله يحترم الشعب الذى قام بثورة سلمية ضد قوى الطغيان والاستبداد والفساد وكان ملِهمًا لكثير من شعوب الأرض، وأبدى الكثير من الدول والمنظمات تقديم يد العون والمساعدة لمصر، لكن بسلوك «العسكرى» بجنرالاته وإدارتهم الفاشلة تراجع كل هؤلاء عن تعهداتهم فى انتظار القادم فى مصر. .. مسيرة من التخبط والعبث تصل إلى اختيار حكومة ضعيفة وتافهة بعد أن رفض «العسكرى» مطالب الثورة بحكومة إنقاذ وطنى تنقذهم وتنقذنا منهم ومن إخوانهم. .. ولنصل فى النهاية إلى نفق مظلم فى انتخابات رئاسية فى ظل مناخ عبثى ودون صلاحيات للرئيس ودون دستور.. ليكون أمامنا خياران مُرّان بين استبن الإخوان محمد مرسى ومرشح «العسكرى» والنظام المخلوع أحمد شفيق. .. ويتذكر «العسكرى» الآن الدستور وتعديل المادة 60 والإعلان المكمِّل. يتذكر الآن بعد أن خربها وقعد على تلها. ورغم كل ذلك ما زال لدى الثوار الأمل فى الحفاظ على ثورتهم من الفاشية الدينية والفاشية العسكرية اللتين وضعهما فيهما جنرالات معاشات المجلس العسكرى، ويطالبون بمجلس رئاسى. فيا أيها الذين فى المجلس العسكرى استمعوا إلى الثوار.. ودعكم من حوارييكم من قوى سياسية تنافقكم كما كانت تنافق النظام المخلوع، فهى لا تملك من الأمر شيئا. يا أيها الذين فى «العسكرى».. المجلس الرئاسى هو الحل. يا أيها الجنرالات ارحلوا يرحمكم الله.. واتركوا البلاد لتنهض من جديد.