لا أقصد أشخاصاً حاولوا تسلق الثورة وها هم أولاء يقرؤون دعاء الركوب الآن، ولا فئة من مؤيدى مرشحى الرئاسة الفلول تنتشر على النت وتهاجم وتشتم وتخون وتنسى أن دماء الشهداء فى أيدى مرشحيهم، بل أقصد الزبالة بمعناها الحرفى. الزبالة التى تسكن تحت بيوت معظمنا وتغلق الطرق فى كل مكان فى مصر ولا حياة لمن تنادى بعد أن خرجت شركات النظافة ولم تعد، وانشغلت الحكومة الحالية بمحاولة تجميل وجهها ناسية تجميل مصر وشوارعها. لن أسأل عن المبادرات الحنجورية التى أطلقت بعد الثورة لزوم الظهور فى الإعلام وعمل باى باى للكاميرا والشعب ولم تنفذ، ولن أسأل عن حلول الحكومة التى أعتبرها «فى البلالا»، فقط سأسأل مرشحى الرئاسة ورموز التيارات السياسية والإخوان والسلفيين والليبراليين بعيدا عن التنظير ومظاهرات استعراض القوة والتصريحات: أين أنتم من الزبالة؟ كنت أتمنى أن يطلق أحد مرشحى الرئاسة مبادرة لينزل مؤيدوه لتنظيف شوارع مصر، أو أن ينظم السلفيون حملة نظافة على أساس أن النظافة من الإيمان، مع تنظيم لجان شعبية تحافظ على نظافة البلد وتمنع الزبالة التى انتشرت فى شوارعها وفى عقول كثير من أبنائها. مصر تحتاج إلى وش نظافة، ونحن فى انتظار المرشح الذى سيمسك بالمقشة ليضرب مثلا، وسيضمن حينها أن لا يكنسه الشعب أبدا