«هناك حالة من التوافق العام على كل الوثائق للمبادئ الدستورية التى تم تقديمها، من بينها وثيقة الإخوان والبرادعى ووثيقة الأزهر، وذلك لأن جميعها تؤكد نفس مبادئ الحرية والمواطنة والعدالة والمساواة دون تمييز والانتقال السلمى للسلطة».. تصريح بلون الاعتراف للقيادى الإخوانى وأمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة الدكتور محمد البلتاجى، الذى أعلن تأييده التام للمبادئ الدستورية. وأضاف فى ندوة اللقاء المصرى التى تم عقدها أول من أمس (الأربعاء) بساقية الصاوى: نحن على التزام كامل بها وبمضمونها، وعلى استعداد لأن نقدم أرواحنا فداء لتلك المبادئ وسنسعى حثيثا لتنفيذها، ولكن اعتراضنا على مصطلح المبادئ فوق الدستورية، لأنها تعنى نوعا من فرض الوصايا على الشعب والبرلمان، ولا يملك أى طرف من الأطراف، بما فيها المجلس العسكرى، أن يكتب سطرا واحدا فى دستور البلاد دون تفويض من الشعب، ونرفض صدورها فى صيغة إعلان دستورى. البلتاجى اعتبر أن البلطجة الحالية منظمة، وقال هذه البلطجة تريد أن ترسل رسائل بأنها قادرة على الوصول والتهديد، والاستجابة لكلمة مبارك «أنا أو الفوضى من بعدى». وأشار كذلك إلى وجود تمويل لحالة الاستقطاب والأزمة السياسية الحالية، وقدّر هذا التمويل بالملايين واعتبره من داخل مصر. كما طالب المجلس العسكرى باحترام شراكته مع الشعب، بأن يقوم بتنفيذ أهداف الثورة والتعجيل من عملية انتقال السلطة من العسكر إلى المدنيين، رافضا تأجيل الانتخابات.
تزكية أخرى للمبادئ فوق الدستورية جاءت فى كلمة الناشط السياسى وأستاذ القانون الدولى بجامعة عين شمس، الدكتور حسام عيسى، ولكن رأيه حمل اختلافا ضمنيا كبيرا عما قاله البلتاجى. عيسى رأى أنه لا يجوز أن نترك صياغة الدستور الجديد فى أيدى الأغلبية البرلمانية، وذلك لأن تلك الأغلبية من الممكن أن تتعسف فى استخدام سلطاتها، ويجب أن يكون هناك رادع لها، واعتبر أن الأغلبية لا تمثل أكثر من 30% من القوى الشعبية.
ردود رئيس حزب الوسط المهندس أبو العلا ماضى، خلال الندوة كانت موجهة لعيسى، ورافضة رأيه. قال ماضى: «البرلمان القادم هو الوحيد الذى يحق له تشكيل لجنة تأسيسية لصياغة الدستور، وإذا لم يتم ذلك سنعطى فرصة لشريحة من النخبة لأن تتعامل بمنتهى التعالى والنظرة الفوقية مع المطالب الشعبية». ماضى هاجم كل من يسعى لتشكيل مستقبل مصر القادم بمفرده، قائلا: إن كل محاولات لى الذراع واستعراض القوى ستفشل، والحل الوحيد هو التوافق حول النظام الذى سيحكم مصر، مؤكدا أن الأغلبية هى التى ستحكم.