أصدر اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء قرارا بمنع تصدير سعف النخيل إلى إسرائيل وذلك حفاظا على ثروة النخيل بالمحافظة . وكانت مصر تسمح بتصدير سعف النخيل بسيناء إلى إسرائيل لإستخدامه في احتفالات اليهود الدينية وخاصة خلال عطلة« Suk kot» » فاليهود يقدسون سعف نخيل سيناء ويقبلون على إقتنائه في أعيادهم تبركا به وتبركا بالأرض المقدسة التي يزرع بها السعف ظنا منهم أن سيناء هي أرض الميعاد المباركة التي وعدهم بها الرب إلا أن السلطات المحلية بشمال سيناء قررت منع تصدير السعف هذا العام بإعتبار أن القطع أضر بثروة النخيل بسيناء والتي تقدر ب367 ألف نخلة.
ويقول الدكتور سيد عطا أستاذ الأراضي الزراعية بجامعة قناة السويس أن إقبال إسرائيل على إستيراد سعف النخيل من سيناء تحديدا يرجع لمعتقدات دينية تكمن في عقيدتهم بالتبرك بنخل سيناء وهي الأرض المقدسة في معتقداتهم.فهي امتداد لأرض الميعاد .
وتابع عطا أن عمليات قطع سعف النخيل باتت تتم في الآونة الأخيرة بصورة عشوائية وغير سليمة مما أثر إنتاجية النخيل الموجود بالمنطقة.
وأضاف أن جودة وإنتاجية نخيل سيوة والواحات أعلى أضعاف من إنتاجية نخيل سيناء إلا أن نخيل سيناء لدى اليهود له مكانة خاصة لإرتباطه لديهم بمعتقدات أنه من أرض الميعاد سيناء وان هذه المنطقة هي التي ظهرت بها اليهودية لدى قناعتهم.
وأكد أن السعف ليس الشيء الوحيد من منتجات النخيل الذي يتم تصديره بل هناك الجمار وهو قلب النخلة حيث يتبرك اليهود بتوزيعه في الأعياد على المصلين داخل معابدهم للتبرك بأكله ويتميز بطعمه الحلو المائل للسكر .
ويقول سمير شبانة مصدر سعف النخيل من شمال سيناء أن تصدير سعف النخيل بسيناء له مردود اقتصادي على مصر حيث يتم تصديره لدول أجنبية وأوروبية ولا يقتصر تصديره على إسرائيل . وأضاف أن السعف يصدر لكندا وهولندا بلجيكا وانجلترا وقد تم نحو تصدير 370 ألف سعفة للولايات المتحدةالأمريكية العام الماضي. و قال أن الإحصائيات تؤكد أن مصر قامت بتصدير نحو 450 ألف جريدة إلى إسرائيل خلال الموسم الماضي قام بتصدير نحو 50% من الكمية إلى إسرائيل . و يقول شبانة أن القيادات التنفيذية بشمال سيناء اتخذت قرارات سابقة بوقف تصدير سعف النخيل من سيناء لإسرائيل إلا ان سرعان ما يتم التراجع عن هذا القرار وتعاود عمليات التصدير . ويتابع شبانة أن لجنة بيئية أقرت في تقرير سابق لها بسلامة نخيل سيناء وعدم تأثر عمليات إنتاج النخيل بقطع السعف.
ويتم إستخدام السعف في بعض الصناعات المحلية ذات العائد الإقتصادي المحدود حيث تستخدم في صناعة الأقفاص والخوص وبطانة للأثاث المنزلي ويصل سعر الجريدة المستخدمة في الأغراض المحلية لنحو 25 قرش وهو مبلغ زهيد جدا.
ويطالب خبراء الزراعة في مصر بالإستفادة القصوى من سعف النخيل لتحقيق مردود إقتصادي ففي دراسة أجراها الباحث الدكتور احمد فؤاد عبد المطلب باحث بمعهد بحوث الهندسة الزراعية بهدف الوصول إلى إمكانية استخدام سعف النخيل فى تصنيع الأعلاف الحيوانية لسد جزء كبير من الفجوة العلفية المتزايدة وأمكن إستخدام آلة جرش وطحن لسعف النخيل من النوع الدقاق وأوصى البحث بضرورة جرش وطحن أوراق سعف النخيل لإستخدامها فى تصنيع الأعلاف الحيوانية غير التقليدية .
وفي عام 2007 استوردت إسرائيل من مصر فقط 700 ألف سعفة نخيل، وطلبت بعد ذلك 300 ألف أخرى لطقوس أعيادها الدينية، ورفضت دخول 150 ألف أخرى بزعم عدم مطابقتها للمواصفات. وإشترك المغاربة مع اليهود في الإحتفال بعيد العرش ويطلقون عليه بسيد العرش بجزم الدال، لكثرة إنبهارهم بما يجري من حولهم ويخلطونه بالأعياد الدينية. وتعد المادة الأولية الضرورية للإحتفالات بعيد العرش هي سعف النخيل.