ماذا يريد العسكر.. بعد أن شاهدوا ورأوا كيف خرج الناس فى كل مكان فى مصر.. يهتفون «يسقط يسقط حكم العسكر» بل عاد الشعار الذى رفعه الناس ضد مبارك «الشعب يريد إسقاط النظام».. باعتبارهم هم النظام الذى يحكم الآن. وهو امتداد طبيعى لنظام حسنى مبارك. فقد حافظوا على نظام مبارك بكل تركيباته وبمؤسساته بل ورجاله أيضا، اللهم إلا قليلا من بعض الذين يحاكمون الآن فى محاكمات هزلية! ماذا يريد العسكر.. ووصل هتاف الناس إلى المصريين فى كل مناطق العالم.. حتى إن المصريين فى واشنطن استطاعوا أن يقدموا عرضا ضوئيا أمام السفارة المصرية ليظهر مقر السفارة، كأنه يحمل يافطة «يسقط يسقط حكم العسكر».. بل وصل الأمر إلى مبنى التليفزيون المصرى فقد استطاع شباب حملة كاذبون إضاءة المبنى من الخارج بيافطة «يسقط يسقط حكم العسكر». ماذا يريد العسكر.. والشعب يطالبهم بتسليم السلطة والآن فلم يعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوى محل الثقة التى منحها إياه الشعب فى 11فبراير الماضى، عندما تم خلع مبارك بعد 18يوما من إصرار الثوار والشعب على الرحيل وترك السلطة.. لم ينفع معه ألاعيب مبارك وعصابته وهم أذكى منهم جميعا ولديهم خبرة فى المناورات والحوارات.. واستخدام النفوس الضعيفة من السياسيين والباحثين.. والمنافقين والموالسين فى الإعلام الذين استخدموا كل الوسائل لتيئييس الناس من الثورة. فقد استخدم نظام مبارك من رأيناه يخرج فى برامج الفضائيات المسائية يصرخ للمعتصمين فى التحرير حرام عليكم «عودوا إلى منازلكم حتى يعود الجيش إلى ثكناته ومهمته فى حراسة حدود مصر.. إن البلاد مهددة من إسرائيل».. والحمد لله أن الثوار لم يسمعوا له وقد حاول خلال أيام الثورة تجنيد بعض شباب الميدان لتقديمهم إلى عمر سليمان لإجراء الحوارات الكذابة للتهدئة. الغريب أن هذا الشخص الذى كان يصرخ من أجل عودة الجيش وأن الرئيس مبارك قد استجاب لمطالب شباب الثورة، لم ينطق بكلمة عن عودة الجيش إلى ثكناته، بل نصب نفسه متحدثا باسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويورد لهم أنفارا تحت لافتة سياسيين ومثقفين.. لم نسمع صراخ هذا الرجل بعودة العسكر الآن إلى ثكناتهم كما يطالب الشعب الآن.. لكنهم يحاولون غسل سمعتهم على غرار ما يفعله رئيس حزب الوفد السيد البدوى، متخيلين أن ذاكرة الناس ضعيفة ولا تعرف ماذا فعلوا، أو تناسوا مواقفهم السيئة تجاه الثورة والشعب والعمل من أجل مصالحهم الشخصية. هل يصدق أحد ما يروجه السيد البدوى الآن من أنه مفجر الثورة بعد انسحابه من الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب 2010 مع الإخوان؟.. ومين يا أخ بدوى أجبرك على الدخول فى الانتخابات أصلا وقد كان هناك إجماع وطنى بمقاطعة الانتخابات لتعرية النظام، لكن البدوى ومعه الإخوان حاولوا ستر النظام الفاسد.. ويأتون الآن ليكذبوا على الناس.. ويدعون أنهم مفجرو الثورة. إنهم كاذبون.. ففى الوقت الذى ادعى فيه السيد البدوى أنه لم ينسق مع نظام مبارك حتى يوم 25 يناير، عندما أرسل محمد مصطفى شردى ورامى لكح إلى أنس الفقى «فى حواره مع عمرو الليثى»، ليؤكد اللقاء عبد اللطيف المناوى فى كتابه الجديد، الذى رآهم داخل مكتب أنس الفقى. إنهم كاذبون.. وقد قامت الثورة للقضاء على أمثال هولاء فهم دائما أعوان النظام الفاسد.. سواء كان نظام مبارك أو نظام العسكر.. ومستعدون للانتقال إلى أى نظام آخر.. ولو استمر الأمر وأصبح النظام إخوانيا.. فسيتحولون إلى إخوانيين. إنهم كاذبون.. والعسكر كاذبون.. ماذا يريد العسكر.. وقد أساء جنرالات معاشات المجلس العسكرى إلى الجيش. ماذا يريد العسكر.. وقد أظهروا طمعهم فى السلطة ولم يعودوا يستمعون إلى الثوار وإلى الشعب. فقد أصبح النداء على كل لسان «يسقط يسقط حكم العسكر». ماذا يريد العسكر.. وقد أصبحوا يتسمون بالبلادة والجليطة مثل حسنى مبارك وعصابته بالضبط. ماذا يريد العسكر.. ولم يفعلوا شيئا عبر عام كامل إلا محاولات تقسيم الشعب وإثارة الفتنة وماذا يريد العسكر.. ولن ينفعهم التحافهم بالإخوان. يا أيها الذين فى المجلس العسكرى استمعوا إلى الشعب وارحلوا الآن.