نفس السيناريو تقوم به قوات الجيش منذ فضها اعتصامات مجلس الوزراء بالقوة المفرطة أو بالعنف المفرط (التعبير الذى لم يعجب السيد الجنرال عادل عمارة فى مؤتمره الصحفى الهزلى لتبرئة المجلس العسكرى من دم الشهداء الذين سقطوا فى معركة مجلس الوزراء».. يكرره يوميا.. وهو الهجوم على المتظاهرين فى الفجر.. ويصل الأمر إلى اقتحام ميدان التحرير ومطاردة المواطنين الذين نزلوا إلى الميدان، وبعضهم نزل ليتعرف على ما يحدث. منذ يوم الجمعة حتى فجر الثلاثاء.. يتكرر هذا السيناريو ويسقط فى طريقهم الشهداء ومئات المصابين. ويمارسون الانتهاكات كافة. ضربوا المواطنين العزل. حرقوا مخيمات المعتصمين. قتلوا الأبرياء. سحلوا الفتيات والسيدات.. وهو المشهد الذى أساء إلى مصر كثيرا.. ويبدو أن السادة جنرالات المعاشات فى المجلس العسكرى لا يهمهم الإساءة إلى مصر الثورة، التى أبهرت العالم برقيها وحضارتها ضد مبارك وعصابته، وسلميتها، وألهمت شعوب العالم للخروج ضد الطغيان والفساد. ولكن جاء جنرالات المعاشات ليهدموا كل قيم الثورة الجميلة. حاربوا الثوار الأصليين، وحاولوا صنع كيانات وائتلافات بديلة على غرار ما كان يفعله أمن الدولة فى عهد نظام مبارك المخلوع. استمروا فى تشويه الثورة بأنها ضد الاستقرار والسبب فى تدهور الاقتصاد.. ومن ثم إطلاق تصريحات من قبل جنرالات المعاشات بأن البلاد فى خطر.. وهم فى نفس الوقت يقفون حجر عثرة ضد أى مشروعات يمكن أن تدر على البلاد أموالا كثيرة، وهم الذين يقفون ضد دخول استثمارات أجنبية، وقد كانت واقفة على الأبواب بعد الثورة مباشرة، لكن تصرفات المجلس العسكرى وسلوكه عبر الفترة الانتقالية التى أطالوها، كانت هى السبب. وستكشف الأيام القادمة -بعد رحيلهم- حجم الاستهتار بالبلاد ووقف تقدمها على المستويات كافة، وإشاعة الفوضى، بالتوازى مع عمليات غسيل للرأى العام بأن الثورة والثوار وراء تعطيل أمور الحياة، (باستخدام فلول النظام السابق فى الإعلام، الذين عادوا بقوة وبفجر)، وذلك من أجل أن يظلوا قابضين على السلطة بوضعهم الحالى أو بالتوافق مع قوى سياسية منحوا لهم شرعية ووجودا وتمويلا على حساب قوة الثورة. كما ستكشف عن استمتاعهم بالمخصصات التى كانت تحصل عليها مؤسسة الرئاسة فى نظام مبارك المخلوع. فهل أحد يعلم الآن ميزانية السادة جنرالات المعاشات ومجلسهم.. وأنا هنا لا أتكلم عن ميزانية الجيش والتسليح.. إنما ما يحصل عليه الجنرالات الذين هم على المعاش الآن قانونيا.. إذا كانوا هم يحترمون القانون. وستكشف الأيام أيضا المخصصات التى يحصل عليها وزراء المجلس العسكرى الذين لم يتغير معهم شىء.. فهم امتداد لوزراء حسنى مبارك فى كل تصرفاتهم. وسنرى الجنزورى يضحك على الرأى العام فى أرقام الموازنة وغيرها، الذى يبدو أنه يحفظها عن ظهر قلب، ولا أحد كان يناقشه فيها، كما كان يفعل أيام مبارك المخلوع. سيفتضح أمرهم جميعا، كما انفضح مبارك وعصابته وأمواله التى اغتصبها من قوت الشعب المصرى. إنهم لا يريدون للثورة الاستمرار. وكفى على الثوار أو شوية العيال كما يرددون ويطلبون من مزيفى الوعى ومنعدمى الضمير والمتحولين فى الإعلام تكرارها، (ولأنهم شخصيات ليس عندهم دم يزايدون على المجلس العسكرى، ويتهمون شوية العيال بالبلطجة) تلك الفترة الماضية من التقدير والانبهار بهم. ومع هذا تجد قوى سياسية ما زالت تثق فى هذا المجلس العسكرى المغتصب للسلطة وتطلق مبادرات لوقف العنف. أى عنف هذا؟! هل يمكن أن تقارن عنف الرصاص الحى وسحل المواطنين السلميين وهتك أعراض النساء.. برد فعل المتظاهرين والثوار بقذف الطوب والحجارة. ومع هذا يا أيها الذين تطلقون مبادرات وقف العنف.. هل يمكن مساءلة الذين أمروا من قيادات جنرالات المعاشات بإطلاق الرصاص وضرب المتظاهرين وهتك أعراض الفتيات.. حتى لو بالتحريض. وهل يمكن مساءلة اللواء عادل عمارة على ما قاله من افتراءات فى مؤتمره الصحفى، وبثه إشاعات كاذبة عن معلومات لحرق مجلس الشعب، فى نفس الوقت الذى يحمى فيه الجيش جميع المداخل إلى مجلس الشعب حتى بأسواره الخرسانية. يا أيها أصحاب المبادرات.. اصمتوا من فضلكم!