تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، هدية أثرية قيمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء زيارته التي أجراها إلى روسيا مؤخرًا، وهى عبارة عن نموذج لمركب جنائزي فرعوني، درج قدماء المصريين على وضعه في مقبرة المتوفى كرمز للمركب الجنائزي الذي يقله إلى الحياة الأخرى، وتشير تقارير الخبراء الأثريين إلى أن المركب يعود تاريخه إلى نهاية العصر الانتقالي الأول حوالي 2100 قبل الميلاد، وتتشابه هذه القطعة مع مثيلاتها في مقبرة (مكت – رع) من الأسرة الحادية عشرة، والقطعة مصنوعة من الخشب المصمت ومطلية بالملاط (الجص)، وعلى متنها مقصورة عبارة عن مظلة مستطيلة تستند على أربعة قوائم وأسفلها ركيزتين خشبيتين لتثبيت نموذج لتابوت المتوفى (غير موجود) وتتضمن أحد عشر فرداً موزعين على جانبيها. فضلاً عن فردين في مقدمة المركب ومؤخرتها، ومرسوم على مقدمة ونهاية المركب عين حورس التي كان يعتقد المصريون القدماء أنها تحفظ المركب في رحلته إلى العالم الآخر، وتصل أبعاد هذه القطعة الأثرية الثمينة إلى 48.5 X 22X 17.5 سم، أما العناصر الموجودة على سطح المركب فيبلغ ارتفاع أقصاها 12.2 سم. و وجه الرئيس السيسي بإيداع هذه الهدية الأثرية القيمة في متاحف قصر عابدين، مع الإشارة إلى إهدائها من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تخليدًا لهذه اللفته الكريمة. وكان الرئيس الروسي قد حرص على تقديم هذه الهدية بنفسه إلى الرئيس خلال مأدبة الغداء الرسمية التي كان قد أقامها تكريمًا الرئيس والوفد المرافق لسيادته يوم 12 الجاري بمقر إقامته بقصر "بوتشاروف روتشييه"، وذلك خلافًا لما جرى عليه العرف من تبادل الهدايا عن طريق مراسم البلدين. وقد صرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأنه إلى جانب هذه الهدية الأثرية القيمة، أهدى الرئيس الروسي للسيد الرئيس، صورة تذكارية فريدة تم الحصول عليها من وكالة "أسوشييتد برس"، تجمع بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ورئيس وزراء الاتحاد السوفيتي السابق "نيكيتا خروتشوف"، تم التقاطها في 11 مايو 1964 بمكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وذلك قبيل إلقاء خطابه في الجمعية العامة للجمهورية العربية المتحدة، الذي حضره "خروتشوف"، وهي النسخة الوحيدة من هذه الصورة، والتي لم تنشرها الوكالة من قبل. وأكد بدوي أن الرئيس الروسي أمضى مع الرئيس يوم 12 الجاري ما يناهز إحدى عشرة ساعة متصلة، تم خلالها زيارة مجمع "لأورا" لمنافسات التزحلق على الجليد، ومنطقة "روزا خوتر" السياحية، فضلاً عن حضور عرض فني على الجليد بإستاد آيسبرج، بمنطقة الحديقة الأوليمبية، كما تخلل الزيارة العديد من مظاهر الحفاوة والترحيب الشخصي، حيث حرص الرئيس الروسي إلى جانب إقامته مأدبة الغداء الرسمية تكريمًا للسيد الرئيس على دعوة السيد الرئيس إلى العشاء منفردين، فضلا عن قيادته بنفسه للسيارة الرئيسية التي أقلت السيد الرئيس من مهبط الهليكوبتر إلى المقر الخاص بالرئيس الروسي في سوتشي. وأضاف بدوي أن الرئيس أعرب أثناء البيان الذي ألقاه في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس" بوتين" عن خالص شكره للرئيس الروسي على حفاوة الاستقبال، وذلك ليس فقط للمراسم البروتوكولية المتعارف عليها والمستقرة في مثل هذه الزيارات الرئاسية، وإنما أيضًا للعديد من الإجراءات المراسمية الاستثنائية التي حظيت بها زيارة السيد الرئيس إلى موسكو، ومن بينها، مرافقة طائرات مقاتلة من سلاح الجو الروسي للطائرة الرئاسية المصرية عند دخولها إلى الأجواء الروسية، واستقبال وزير الخارجية الروسي تحديدًا الرئيس، حيث جرت العادة أن يقوم بذلك أحد كبار موظفي وزارة الخارجية أو عمدة مدينة سوتشي، فضلاً عن مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف الذي جرت العادة على اصطفافه في العاصمة موسكو فقط، كما حرص الجانب الروسي أن يستعرض الرئيس حرس الشرف في الاستقبال ولدى المغادرة، وليس في الاستقبال فقط كما تقضي الأعراف المراسمية.