لم يتوقع ناخبو جنوبسيناء أو المرشحون أن يحصل الوافدون، أبناء وادى النيل، كما يطلق عليهم أهل سيناء من البدو، على ثلاثة مقاعد، الأحد الماضى، فى جولة ثانية بعد حكم المحكمة الإدارية بإلغاء نتيجة انتخابات الجولة الأولى. وكان لحزب الحرية والعدالة مقعدان، الأول فئات، لعبد الله الدسوقى، والثانى عمال، لأحمد قاسم، وكلاهما تعود أصولهما إلى محافظة الشرقية. أما المقعد الثالث فحصل عليه أحمد وهدان، مرشح قائمة الوفد، عمال، «ابن محافظة الغربية». وهناك مرشح رابع، فئات مستقل، ينافس فى جولة الإعادة اليوم، هو عبده عبد الرازق عطية ويحظى بتأييد كبير من الوافدين ورجال التربية والتعليم، وهناك تعاطف معه من قبل الناخبين، لأنه تعرض للتهديد حتى ينسحب من الانتخابات وتم حرق مقره بالفعل، ولم يرضخ. أبناء سيناء، من البدو، حصدوا مقعدا واحدا حتى الآن هو مقعد الفئات على قائمة حزب الإصلاح والتنمية، وفازت به المحامية الشابة فضية سالم عبيد الله، ابنة قبيلة المزينة، كما أن هناك مقعدا آخر للبدو، تم تحديده سلفا، وهو مقعد العمال الذى يتنافس عليه مرشحان من أبناء قبيلة المزينة، وهما غريب حسان الذى يحظى بحب وتأييد البدو والحضر، لأنه من الشباب المناضل ضد الفساد منذ أن كان عضوا بالمحليات ولم ينتم إلى الحزب الوطنى المنحل عندما دخل برلمان 2010، كما أنه أسس جمعية، قوامها 4 آلاف عضو، كلهم من الشباب، والثانى هو فرج بريك الذى يحظى هو الآخر بتأييد كبير من قبل أبناء قبيلته المزينة، لكن كفة غريب هى الأرجح، لأنه يعتمد على تأييد البدو والحضر. مصادر قبلية أكدت ل«التحرير» أن الاتجاه السائد بين القبائل هو التصويت لمرشحى العمال فقط، حتى تفوز القبائل بالمقعد الثالث، ولا يتم إعطاء أبناء وادى النيل فرصة للفوز بالمقعد الرابع. مقعد الفئات تجرى الإعادة عليه بين كل من عبده عبد الرازق عطية، مدرس بالتربية والتعليم «ابن محافظة البحيرة» ويحظى بتأييد وتعاطف من أبناء وادى النيل «الوافدين»، ومن المرجح أن يحصل على مقعد الفئات بعد أن أثبت قوته بحصوله على نحو 8 آلاف صوت بفارق 3 آلاف صوت عن منافسه القوى الشيخ محمد فراج، مرشح حزب النور، وابن قبيلة بنى واصل، الذى يحظى بتأييد من السلفيين وأهالى مدينة طور سيناء، ويسعى إلى كسب تأييد باقى القبائل، لأنه بمثابة المرشح القبلى الوحيد على مقعد الفئات. فى نفس السياق قام عدد من المرشحين بالدعاية داخل مدينة طور سيناء، مستخدمين سيارات ربع نقل مثبتا عليها مكبرات صوت لكسب تأييد الناخبين، خارقين فترة الصمت الانتخابى، ولم يتم تحرير محاضر بهذه المخالفات. على جانب آخر تم تشديد الإجراءات الأمنية أمام وداخل اللجان من قبل قوات من الشرطة المدنية والقوات المسلحة والشرطة العسكرية لمنع حدوث أى تجاوزات فى العملية الانتخابية، حيث تم زيادة عدد أفراد الأمن خارج اللجان وتكثيف الحراسات على اللجان التى شهدت إطلاق نيران فى الجولة الأولى، وهى لجان السيدات بمدارس بدر الإعدادية بنات والابتدائية. ويتوقع المراقبون أن تشهد جولة الإعادة إقبالا أعلى عن المرة الماضية، فكل من أبناء سيناء من البدو وأبناء وادى النيل يريدون الفوز بمقعد الفئات، مما يعطى منافسة قوية جدا بينهما، وتبقى كلمة السر الوحيدة للفوز هى مشاركة الناخب سواء بدويا أو حضريا.