شركة «مصر للطيران» طالبتنا بكتابة تعهد بدفع تذكرة الوصول.. والوزير ينفى أحمد: هربت من طرابلس وتركت أموالى وكان همى أن أصل مصر سالما طائرات إلى مطار «جربا» التونسى لإحضار المصريين العالقين.. و«الخارجية» تحذر من السفر إلى ليبيا فى الوقت الحالى كتب- عبد الحميد المسلمانى والفيوم- حسين فتحى: من مطار القاهرة، يروى الناجون من الموت فى ليبيا أغرب قصصهم ل«التحرير»، من ضمنها ما ذكره أحمد محمد محمود، من الشرقية، أنه سافر إلى ليبيا بتأشيرة عمل، كعامل حر، بعد ثورة 25 يناير، ولم يعد إلى مصر من وقتها، لأنه كان يتوقع أن تعود الأمور إلى طبيعتها فى ليبيا، من حيث أبواب الرزق المفتوحة، إلا أنه شاهد الموت المحقق أكثر من مرة بالحى الذى يسكن فيه، ولم يستطع العودة إلى أرض الوطن بسبب توقف حركة السفر من مطار طرابلس، كما أنه فشل فى الحصول على أى متعلقات مادية له نظير عمله طوال هذه الفترة، «تركت كل شىء.. كان كل همى أن أصل سالما إلى بلدى». قرنى محمد قرنى، استقبل مطار القاهرة بعبارة «الحمد لله» التى خرجت من أعماق صدره، وكأنها قبلة الحياة، قرنى لن يغادر مصر مرة ثانية، فهو يفضل، كما يقول، «أعود إلى الفيوم، وآكل التراب، بدلا من الموت فى الغربة». العاملون العائدون من ليبيا طالبوا السيسى بأن لا يدخر جهدا فى نقل باقى المصريين العالقين بالحدود الليبية مع تونس. المؤسف حقا فى روايات الموت تلك أن منظر الدم، وصيحات «عزرائيل» لم تكن وحدها سبب المأساة، بل تعدت ذلك إلى قول بعض المصريين العائدين من ليبيا، إن شركة «مصر للطيران» أخذت عليهم تعهدات بدفع قيمة تذكرة العودة، فى حالة إذا لم تدفعها الحكومة المصرية، وهو ما نفاه اللواء حسام كمال، وزير الطيران المدنى، مناشدا وسائل الإعلام تحرى الدقة فى نقل المعلومات. فى سياق حرصها على حل الأزمة، قامت وزارة الطيران المدنى، بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، بإرسال طائرات، لنقل العالقين بالحدود، بالإضافة إلى إرسال وفد دبلوماسى لتقديم الخدمات القنصلية إلى المواطنين المصريين الراغبين فى العودة إلى القاهرة، وفى هذا الشأن يقول اللواء كمال، وزير الطيران المدنى، إن وزارته تتابع مع وزارة الخارجية أعداد المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية، والتى تقوم بدورها بالتنسيق مع وزارة الطيران لتشغيل رحلات جوية تناسب أعداد النازحين، وأضاف الوزير أن الشركة على أهب الاستعداد لإرسال المزيد من الطائرات ذات الطرازات الكبيرة الحجم لنقل كل المصريين العالقين بتونس. جاب الله عبد الستار الهرايجى، هو فيومى من بلديات قرنى أيضا، يقول نجوت من الموت بأعجوبة، كنت مرافقا لمجموعة من المصلين الذين أطلقت عليهم الجماعات الإرهابية النار من مدافع 14 بوصة، أعمل بلبيبا منذ أكثر من 10 سنوات، وأملك هناك محلا كبيرا عبارة عن «ثلاجة» لتخزين الخضار، والفاكهة، عندما اقتحم علينا المحل مجموعة من الملثمين، وقاموا بطردنا، وتدمير وإحراق المكان، حتى دفاتر تسجيل النشاط التجارى، أموالى قاموا بالاستيلاء عليها عنوة عنى، وحرقها أمام عينى، حتى لا أستطيع معرفة مديونياتى لدى العملاء الليبيين. عبد السلام سنوسى، من مركز إطسا، يروى هو الآخر مأساته، قائلا إنه ظل أسبوعا عالقا بمنطقة الحدود، حتى تم انتشاله وعودته إلى مصر، «كنت أملك محلا لبيع الفلافل، تم تدميره، والاستيلاء على ما معنا من أموال، ولم يتركوا لنا سوى حقيبة ملابس بلاستيك، حتى إن بعض الليبيين منحونا أموالا قليلة لتدبير احتياجاتنا المعيشية». سنوسى يقول إن الجماعات الإرهابية وراء كل هذه المآسى، ويضيف أنه فوجئ بجماعات مسلحة تقوم بصب منصات صواريخ بجوار أحد المساجد بالقرب من مصراتة، وظلوا يطلقون النار على مطار مصراتة، حتى نفدت ذخائرهم، بعدها قاموا بعمليات السلب والنهب المنظم للعاملين المصريين بالمنطقة، ولم يتركوهم إلا بعد الاستيلاء على أموالهم ومدخراتهم، ثم دمروا وأحرقوا منازلهم ومحلاتهم التجارية، مرجحا أن تكون هذه الجماعات تنتمى إلى ميليشيات الإخوان. شهود عيان: 10 آلاف مصرى عالقون على الحدود التونسية محافظات- أشرف مصباح وطارق عبد الجليل: العائدون من أبناء كفر الشيخ رووا رحلة عودتهم إلى أرض الوطن، هربا من القتل والدم، حسن أحمد عاد مع أسرته المكونة من الزوجة و3 أبناء، عبر مطار جربة التونسى، وهو يحمل القليل من الأمتعة، وقد وجه نداء إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، قائلاً «ربنا يقدرك وتجيب أولاد مصر العالقين بين الحدود الليبية التونسية، بعد خروجهم من منفذ رأس جدير الليبى، ولا يستطيعون دخول تونس، وعددهم يقترب من 10 آلاف مصرى، بخلاف الذين لم يستطيعوا الخروج من ليبيا». أحمد أضاف «الحقوا المصريين فى ليبيا، ليس لديهم أموال لدفعها إلى الليبيين لنقلهم إلى الحدود التونسية»، موضحا أنه «لولا لقمة العيش والبطالة فى مصر، لعادوا سريعا فور تدهور الأوضاع بالأراضى الليبية»، مبديا شكواه من سوء معاملة الليبيين لهم، وكيف استولوا على أموالهم ومتعلقاتهم مقابل توصيلهم إلى رأس جدير، قائلا «كل مصرى دفع 70 دينارا ليبيا للخروج من رأس جدير، و30 دينارا آخر مقابل دخول مدينة جربا التونسية، ولم يتبق لدينا أى أموال للعودة إلى محافظاتنا». وأضاف أحمد أنه ترك محله التجارى الذى بناه بعرقه وعمله على مدى 10 سنوات ليعود إلى وطنه، خوفا من فقد الأبناء والأموال، قائلا إن «العيش فى مصر صعب، والبقاء فى ليبيا أصعب، ولكن لو الواحد هياكل عيش حاف فقط فى مصر مع الأمان والأهل أفضل من كنوز الدنيا كلها». محمود الباشا، أحد الشباب العائد من ليبيا، انتقد أداء البعثة الدبلوماسية المصرية فى تونس، مؤكدا أنها لم تهتم بهم، قائلا إن عددهم فى أول الأمر لم يتعد 60 مصريا، وظلوا عالقين حتى وصل العدد إلى أكثر من 5 آلاف مصرى، مؤكدا أن عدد المصريين فى تزايد، مشددا على ضرورة تنظيم أكثر من رحلتين يوميا لسرعة إعادة المصريين الذين لا يملكون أموالا لدخول تونس. المصريون العائدون أشادوا بمعاملة السلطات التونسية، موضحين أنها أمدتهم بالماء والبسكويت طوال مدة وجودهم على الحدود بين البلدين. عماد سالم، أحد المصريين العائدين، أوضح أنه رأى الموت أكثر من مرة أمام عينيه، عندما قتل صديق عمره فى أثناء التجول فى شوارع المدينة لقضاء بعض مطالب المعيشة، نتيجة للفوضى التى تعيشها البلاد دون قيادة أو حكومة أو دولة، متسائلا: أين دور الحكومة المصرية للتدخل السريع وإجلاء أبناء مصر من ليبيا مثلما تفعل الدول الأخرى؟ أما أبناء أسيوط العائدون من ليبيا، فأوضح محمد عبد الجليل، ابن مركز منفلوط، أن أموالهم تم سرقتها، قائلا «قضينا أسوأ أيامنا على الحدود الليبية التونسية، ومنذ 5 أيام ونحن لا نجد الماء ولا الطعام»، مشيرا إلى أن المصريين هناك يعانون أشد المعاناة. محمد بديوى، من منفلوط، قال إن المصريين يفتقرون إلى الحياة الكريمة وينامون على الأرض ولا يجدون الطعام، مضيفا أن طريقة المعاملة معهم سيئة جدا، حيث يتم التعامل بالأسلحة والضرب، مشيرا إلى أن هناك إصابات كثيرة حدثت بينهم. محمد سيد، من أسيوط، اشتكى من سوء المعاملة من قبل الليبيين، مضيفا أنهم استولوا على متعلقاتهم مقابل توصيلهم إلى معبر «راس جدير». عصام سيد، من منقباد، قال إن السلطات الليبية عاملتهم بشكل سيئ، ومنعت عنهم الطعام والماء، وكانت توزع على ال10 أشخاص زجاجة مياه واحدة، مطالبا بإرسال عديد من الطائرات لنقل المصريين العالقين هناك، مؤكدا أنه يوجد قرابة ال10 آلاف مصرى على الحدود الليبية التونسية يريدون العودة. حمادة سيد، عامل من محافظة أسيوط، أوضح أنهم تعرضوا للضرب من الميليشيات الليبية التى كانت تهاجمهم بمساكنهم وتسلبهم كل ما يملكون من أموال وهواتف محمولة وأجهزة كهربائية، لافتا إلى أنهم عادوا إلى القاهرة دون أموالهم، قائلا «ظللت مع اثنين من أبناء عمومتى على الحدود الليبية التونسية لمدة 4 أيام»، موضحا أنهم سافروا إلى ليبيا منذ 3 أشهر، حتى إنهم لم يستطيعوا جمع تكلفة السفر المقدرة ب12 ألف جنيه، مضيفا أنه ومنذ قرابة الشهر ونصف الشهر لم يخرج إلى العمل خوفا على حياته هو وأبناء عمومته. السفير الليبى بالقاهرة ل : مصر تجرى اتصالات مكثَّفة لوقف القتال المسلح جبريل: مليون و600 ألف مصرى فى ليبيا.. واتصالات لتأمين عودتهم إلى بلادهم 150 ألف مسلح فى ليبيا.. والاقتتال يتم لأسباب واهية.. وضرورة انعقاد البرلمان فى موعده كتب- أحمد سعيد حسانين: «مساعٍ مصرية لوقف القتال فى ليبيا»، هذا ما أكده السفير الليبى فى القاهرة محمد فايز جبريل، موضحًا أن السلطات المصرية تسعى إلى العمل على إجراء حوار بين الأطراف المختلفة، قائلًا «القتال ليس لأسباب عرقية أو بين قبائل أو أحزاب، ولكن لأسباب واهية ووهمية وتدفع بالقتال المسلح داخل ليبيا»، متمنيًا توقف القتال وحل الأزمة عبر الحوار، مستطردًا «لا نملك إلا الدعاء»، مشددًا على ضرورة انعقاد البرلمان الليبى وعدم إرجائه. جبريل أوضح، فى تصريحات خاصة ل«التحرير»، أن إجمالى عدد المصريين العاملين فى ليبيا يبلغ نحو مليون و600 ألف مواطن، لافتًا إلى أن هناك اتصالات مستمرة بين السلطات المصرية والليبية لتأمين خروجهم ولإبعادهم عن الحرب، مضيفًا أن هناك اتصالات مستمرة تجريها السفارة مع الجهات والأطراف المعنية لتأمين عودة المصريين، كما أن هناك اتصالات تجرى على أعلى مستوى بين الحكومتين المصرية والليبية من أجل وقف القتال الداخلى، والعودة إلى الحوار بعيدًا عن العنف والقتال المسلح، قائلًا «بعون الله لن يفلح كل مَن يحاول العبث بليبيا وتحويل مسارها»، مؤكدًا أن زمن الحروب ولّى وانتهى، وأن هذه الحروب لن تحقّق شيئًا وهناك تجارب سابقة يمكن أن نتعلَّم منها ذلك. السفير الليبى بالقاهرة أضاف أن الوضع فى ليبيا خطر حاليًّا، ليس على المصريين فقط، لكن على الليبيين أنفسهم، لافتًا إلى أن كل الأجندات السياسية التى تعمل بقوة السلاح لن تحقِّق شيئًا، داعيًا إلى العودة إلى رفع راية الوطن والحوار والعمل على ضرورة الحديث على مائدة واحدة وتجنُّب النزاع والقتال الداخلى. جبريل أضاف أن قلة الخبرة ودخول مجموعات وتنظيمات من الخارج مثل القاعدة وكثرة السلاح وانتشاره بين عديد من المجموعات، سبب تزايد أعمال العنف فى ليبيا، مشيرًا إلى أن عدد المسلحين فى ليبيا وصل إلى نحو 150 ألف شخص، وهو رقم كبير، ويرجع إلى تشكّل عديد من الكتائب على أسس واهية، قائلًا «هذه ثورة دون رأس، بما يعنى أنه ليست هناك قدرات تنظيمية لها». السفير الليبيى بالقاهرة أوضح أن المصريين مثلهم فى ليبيا مثل أبناء الشعب الليبى نفسه، وأن الخطر مشترك بينهم، قائلًا «هناك عديد من المصريين موجودون فى ليبيا منذ أكثر من 30 عامًا»، لافتًا إلى أن هناك جهودًا مكثَّفة لإنهاء القتال وحل الأزمة القائمة، قائلًا «نأمل أن يتوقّف القتال ويعود الأمن والسلم للشعب الليبى مرة أخرى». الدقهلية- كارم الديسطى: مأساة.. مصريون مفقودون فى ليبيا منذ 8 سنوات الأحداث الأخيرة التى تمر بها ليبيا، فتحت ملف المصريين المختفين فى ليبيا منذ عدة سنوات، والذين لا يعرف مصيرهم أحد، فى الوقت الذى تنتظر فيه أسرهم أى خبر يدل على وجودهم على قيد الحياة. «التحرير» فتحت ملف المصريين المختفين، والتقت أسر مجموعة من عمال الدقهلية والمفقودون فى ليبيا منذ سنوات. فتحى عبدالخالق رشدى، مقيم بقرية الريدانية مركز المنصورة، قال «منذ عام 2006 قام شقيقى رضا وابن شقيقى محمد بالسفر إلى ليبيا للعمل واكتساب قوت يومهم، وكان كل منهما يلهث وراء حلمه الخاص به، فشقيقى كان يسعى لتحسين دخله وحياته بسبب زواجه وإنجابه لثلاثة أبناء، أما ابن اخى فكان يسعى ليتزوج»، موضحا أنه بعد سفرهما ذهبا إلى أحد الأشخاص الليبيين للعمل لديه ويدعى «أبو يوسف»، إلا أن هذا الرجل قام بسجنهما ولا نعلم عنهما أى شىء حتى هذه اللحظة. نجلاء محمد حامد، زوجة المواطن المختفى رشدى محمد عبد الخالق، أكدت أن زوجها سافر عام 2006 للعمل فى ليبيا، وترك ثلاثة أولاد، إلا أنه اختفى، قائلة «طرقنا كل الأبواب كى نصل لمعلومة واحدة عن زوجى، ولكن فوجئنا أن المسؤولين يكتفون باستقبال الشكاوى دون التحرك». نجلاء أضافت أنها سمعت إحدى المداخلات التليفونية على شاشة قناة فضائية، لسيدة تستغيث من أن نجلها تم سجنه فى ليبيا عام 2006، واستطاع عن طريق أحد السجانين الاتصال وإخبارها بأنه فى سجن سياسى تحت الأرض، مطالبا والدته بسرعة إبلاغ السلطات المصرية عن مكانهم وإنقاذهم. هدى محمد إبراهيم، والدة المصرى المختفى محمد عبد الخالق، قالت إن «ابنها سافر مع عمه للعمل بعد انتهاء خدمته العسكرية منذ عام 2006، وحتى الآن لا تعلم شيئا عنه. عبد العزيز متولى والد المواطن المختفى عادل، والمقيم بقرية شبرا سندى التابعة لمركز السنبلاوين، أكد أن ابنه سافر إلى ليبيا منذ عام 2006، وذهب إلى شخص يسمى ب«أبو يوسف» للعمل عنده، وعندما طلب نجلى منه أجره مقابل عمله قام بسجنه، ولا نعلم أى شىء عنه، قائلا «ماسمعتش صوت ابنى من 8 سنوات، ولا أعرف أخباره، ولا أى حاجة عنه، وكل ما أتمناه أن قلبى يرتاح وأطمئن عليه». متولى أضاف أن ابنه مسجون فى سجن يسمى «السرايا الصفراء»، مضيفا أن وزارة الخارجية لم تقم بالاستفسار من الجانب الليبى عن سبب حبسهم، أو تتدخل للإفراج عنهم، مشيرا إلى أن الدنيا قامت ولم تقعد حينما تم خطف الملحق الثقافى المصرى فى ليبيا، ولم تتحرك مصر للإفراج عن أكثر من 10 آلاف مصرى مسجونون فى ليبيا. مصدر: 15 ألف مصرى عبروا منفذ السلوم البرى خلال العيد ضبط 608 متسللين.. ومقتل 6 مصريين وإصابة آخرين على أيدى مسلحين بمعبر جدير التونسى مطروح- محمد منير: الحدود المصرية الليبية شهدت خلال الأيام الماضية نزوحا جماعيا لآلاف المصريين العاملين فى ليبيا، هربا من المعارك الدائرة بين الجيش الوطنى الليبى بقيادة اللواء خليفة حفتر، والجماعات الإرهابية المتطرفة من أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة والإخوان المسلمين، والتى راح ضحيتها المئات من القتلى وآلاف الجرحى الليبيين، وقد طالت هذه المعارك عديدا من الرعايا المصريين، الذين لقوا مصرعهم أو أُصيبوا بجراح. منفذ السلوم البرى استقبل خلال الأسبوع الماضى أكثر من 15 ألف مصرى، هاربين من الجحيم الليبى، مخلفين وراءهم أعمالهم وأرزاقهم التى تركوا أرض الوطن وأبناءهم من أجل الحصول عليها، وآثروا الرجوع إلى بلادهم بحثا عن الأمن والأمان. مصادر مطلعة بمصلحة الجوازات والسفر بمنفذ السلوم، أكدت ل«التحرير» دخول ما يقرب من 15 ألف مواطن مصرى عبر المنفذ منذ بداية الأسبوع الماضى حتى الآن، خصوصا خلال إجازة عيد الفطر، والتى استقبل فيها المنفذ نحو 9 آلاف مصرى، منهم من يحمل جوازات سفر سليمة والبعض يحمل بطاقة الرقم القومى فقط، بعد أن فقد أوراقه الثبوتية مضيفا أن البعض فقد كل شىء جراء احتراق مقر إقامته. المصادر التى فضلت عدم ذكر أسمائها، أشارت إلى وصول 3 آلاف مصرى أول أيام العيد، وفى اليوم الثانى وصل 2512، أما اليوم الثالث للعيد فقد وصل نحو 2000 مصرى، وفى اليوم الرابع وصل 1490 مصريا، موضحا أن المصريين ما زالوا يتوافدون على منفذ السلوم قادمين من ليبيا. ومن جانبه، أكد مدير أمن مطروح اللواء العنانى حمودة، أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن مطروح وبالتنسيق مع عناصر حرس الحدود المصرية بالمنطقة الغربية العسكرية، تمكنت خلال الأسبوع الماضى من ضبط 608 شخصا تسللوا للحدود المصرية الليبية بطريقة غير مشروعة، عبر الدروب والمدقات الصحراوية المنتشرة على الحدود بين البلدين غربى مدينة السلوم وجنوب غرب مدينة سيوة. مدير أمن مطروح أوضح أنه تم عرض المتسللين على نيابة السلوم العسكرية، والتى أحالتهم إلى النيابة العسكرية الكلية بمرسى مطروح، مضيفا أنه فى أغلب الأحيان يتم الإفراج عنهم ما لم يكونوا مطلوبين على ذمة قضايا أخرى. فى ذات السياق، تتواصل معاناة المصريين العالقين من الجانب الليبى عند معبر رأس جدير على الحدود الليبية التونسية، حيث فرضت السلطات التونسية تذكرة سفر للعودة إلى البلدان الأصلية على غير الحاملين للجنسية الليبية، وقد لقى 6 مصريين مصرعهم مساء أول من أمس (الخميس) وجرح آخرين على الجانب الليبى من بوابة رأس جدير الحدودية برصاص الجماعات الليبية المسلحة. السلطات الأمنية التونسية بمعبر رأس جدير الحدودى، كانت قد سمحت بدخول نحو 1500 مواطن مصرى قادمين من ليبيا إلى الأراضى التونسية، لنقلهم إلى مطار جربة جريس الذى يبعد بنحو 120 كيلو مترا من الحدود الليبية التونسية، لإجلائهم بواسطة طائرات تابعة لشركة «مصر للطيران»، ضمن الجسر الجوى الذى أعلنت عنه الحكومة المصرية لنقل رعاياها النازحين من ليبيا إلى تونس ودون مصاريف سفر. أولى رحلات مصر للطيران كانت قد أقلعت صباح أول من أمس (الخميس)، وعلى متنها 319 مواطنا مصريا، ووصلت الطائرات تباعا، حيث ما زالت أعداد المصريين تتزايد على الحدود التونسية الليبية. السيد عبد العظيم الخطيب، عامل فى مجال المعمار بمدينة طرابلس، أوضح أن أحوال المصريين فى ليبيا تزداد سوءا يوما بعد يوم فى ظل تردى الأوضاع الأمنية، مضيفا أنه لا يكاد يمر يوما دون عمليات قتل أو احتجاز أو اعتقال مصريين يعملون هناك، خصوصا بمدينة بنغازى بالمنطقة الشرقية. شادى المصرى، صاحب ورشة إصلاح كاوتش للسيارات ببنغازى، قال إن الحكومة الليبية لا تملك توفير عنصر الأمن والأمان لهم وحمايتهم من البلطجية واللصوص، خصوصا أن ليبيا تعيش فى الوقت الراهن تحت رحمة الميليشيات المسلحة التى تفرض إرادتها وسطوتها على العمال المصريين البسطاء، وعلى كل أوجه الحياة اليومية لهم.