وصلت مطار القاهرة أمس أولي رحلات مصر للطيران التي نقلت العالقين المصريين في ليبيا بسبب تردي الأوضاع الأمنية هناك في ظل القتال بين الفصائل الليبية المتناحرة. كانت الطائرة قد عادت وهي من طراز بوينج 737 ونقل علي متنها 319 راكباً من مطار جربا التونسي نظراً لإغلاق مطار طرابلس. فور نزول العائدين المصريين من الأتوبيسات التي اقلتهم من المهبط إلي صالة الوصول بالمطار الجديد لانهاء إجراءاتهم واستلام حقائبهم رددوا هتافات قائلين الحقوا المصريين في ليبيا ليس لديهم أموال لدفعها إلي الليبيين لنقلهم إلي الحدود التونسية. وجه العائدون الذين وصلوا مطار القاهرة الدولي رسالة إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بأن يتدخل لاحضار باقي المصريين قالوا وربنا يقدرك يا سيسي وتجيب المصريين العالقين بين الحدود الليبية التونسية بعد خروجهم من منفذ رأس جدير الليبي ولا يستطيعون دخول تونس وعددهم يقدر بالآلاف بخلاف الذين لم يتمكنوا من الخروج من ليبيا. التقت "المساء" بالعائدين حيث قال إبراهيم محمود "عامل" من محافظة سوهاج انه تعرض للمعاملة السيئة من قبل الليبين وكذلك سرقة أمواله ومتعلقاته مقابل توصيله إلي رأس جدير وتعرضه للاعتداء والاهانات السيئة قال: أحمد ربنا انني عدت إلي أرض الوطن دون ان اقتل علي ايدي الجماعات التكفيرية هناك وأدعو الله عز وجل ان يعود باقي المصريين بسلام إلي الوطن. أضاف محمود كرم "كهربائي" من محافظة الشرقية ان الليبيين اجبروا المصريين علي دفع 100 دينار ليبي لكل واحد للخروج من رأس جدير و50 أخري مقابل دخول جربا فضلا عن المعاملة السيئة والاهانات المستمرة والاستيلاء علي متعلقاتنا الشخصية. قال عبدالحميد محمد "نجار" من محافظة قنا تركنا أموالنا وكل من نملكه من اثاث داخل الأراضي الليبية بسبب المعارك بين الفصائل المتناحرة بالإضافة إلي تعرضنا لعمليات سرقة ونهب من ميليشيات مسلحة داخل ليبيا ودفعنا كل ما نملك من أموال من أجل الخروج من ليبيا إلي تونس. استطرد خالد اسماعيل "عامل" من محافظة الفيوم بأننا لم يتبق معنا أي أموال للعودة إلي محافظاتنا وأغلبنا من الصعيد وبالفعل طلب بعضهم من العاملين بالمطار استعمال تليفوناتهم المحمولة للاتصال بأهلهم وأقاربهم بالقاهرة للحضور لنقلهم إلي منازلهم. أوضح صالح إبراهيم "عامل" من محافظة الفيوم انه تعرض للضرب وتم توثيقه بالحبال وتكميم فمه وتركه في المنزل وهو مريض لأيام واشتد مرضه ولم يفك وثاقه إلا عدد من جيرانه بعد أيام وسرق منه ماله وكل ما يملك وعاد بدون شيء موجها الشكر لمجند تونسي ساعده في حمل حقيبة ملابسه الخاصة وطلب من قيادته ان يكون من ركاب الطائرة المصرية الأولي. انتقد العائدون البعثة الدبلوماسية المصرية في تونس التي لم تهتم بهم وقال أحدهم انهم كانوا حوالي 80 مصرياً منذ 5 أيام ولم يتم تسفيرهم حتي زاد العدد إلي أكثر من 5 آلاف عندها فكروا في تنظيم رحلات للعودة وأكدوا ان اعدد المصريين تتزايد ولابد من تنظيم رحلات يوميا لسرعة نقلهم واعادتهم إلي أرض لأنهم لا يملكون أموالا لدخول تونس. كما انتقد العائدون قيام المسئولين المصريين بتبصيمهم علي تذاكر السفر واخذ عناوينهم لمطالبتهم بثمنها في منازلهم وقالوا كيف ندفع الثمن ونحن لا نملك 10 جنيهات للعودة إلي محافظاتنا كيف يطالبوننا بدفع ثمن تذكرة الهروب من الموت. أشاد المصريون العائدون بمعاملة السلطات التونسية لهم بعد دخولهم إلي الأراضي التونسية وقالوا انهم وزعوا علينا المياه والمأكولات والبسكويت والعصائر طوال مدة الإقامة علي الحدود بين البلدين. وجه العائدون من الجحيم الليبي نداءهم إلي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الطيران سرعة عودة المصريين المحاصرين داخل ليبيا لانعدام الأمن هناك وكذلك المصريين العالقين علي الحدود الليبية التونسية منذ 5 أيام في انتظار طائرة تقلهم إلي مصر. قامت سلطات المطار برئاسة اللواء علاء علي مساعد وزير الداخلية ومدير أمن المطار بتقديم كافة التسهيلات إلي العائدين وانهاء إجراءات وصولهم في أسرع وقت ممكن.