أكدت صحيفة (السياسة) الكويتية، أن إصرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز على زيارة مصر رغم قدراته الصحية ليهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه، ليس على نجاحه في الانتخابات الرئاسية التي لم يسبق أن نال رئيس الغالبية التي نالها من شعبه فقط، إنما أيضًا على نجاة مصر من العبث الذي أراده لها «الإخوان»، وقد أصبحوا اليوم شتاتًا وعلى نجاح خارطة الطريق، وهذا يترجم الأهمية التي تمثلها مصر بالنسبة للمملكة العربية السعودية، التي هى أيضًا حجر الزاوية في العالمين العربي والإسلامي. وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي، اليوم الأحد، تحت عنوان «قمة عبد الله -السيسي ...أفق عربي جديد») للكاتب أحمد الجار الله، إن هذه الزيارة تعتبر خير دليل عن حقيقة ساطعة كالشمس لا يمكن لأحد أن يغطيها بغربال أن المحنة انتهت إلى غير رجعة. وأضاف أن لقاء خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس السيسي كان واحدة من مفاجآت الملك عبد الله التي درج عليها في السنوات الماضية، سواء على المستوى المحلي لبلده أو على المستويين العربى والإسلامي، وتمثلت في مبادرات ولقاءات، مشيرًا إلى أنها أيضًا ترجمة أمينة للعادات والتقاليد العربية التي عبر عنها الرئيس السيسي خير تعبير. وتابع، أن ما دار في القمة الثنائية بين الزعيمين ترجمته تعابير الحاضرين التي بدا عليها الارتياح، مشيرًا إلى أن الملك عبدالله يدرك أهمية مصر، ومخاطر المحنة التي مرت بها واستطاعت النجاة منها بقوة الشعب الذي خرج ثائرًا على جماعة «الإخوان» والشر ومؤازرة الجيش بقيادة السيسي. وأوضح أن نجاة مصر لم تفرح المصريين فقط، إنما أفرحت المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، مشيرًا إلى أن هذا المخطط من قبل «الإخوان» كان يستهدف كل هذه الدول بل والعالم العربي من محيطه إلى خليجه، ولذلك كان حرص الملك على أن يعبر عن ذلك بنفسه في هذا اللقاء التاريخي. وأشار إلى أن الملك عبدالله أدرك منذ البداية المخاطر الكبيرة المترتبة على المخطط الإخواني، ولذلك كتب في رسالته إلى السيسي حين كان وزيرًا للدفاع بعد انتصار ثورة 30 يونيو: إن «هذا المخطط لا يعلم إلا الله نهايته ومخاطره».. وأوضح أن لقاء الطائرة الملكية بين كبيرين، كبير السعودية وكبير مصر يؤكد في الدرجة الأولى ثقافة العرب، وأدبهم الجم في العلاقات بين بعضهم البعض، وأيضًا يعني في السياسة بداية لعهد عربي جديد، يختلف كليًّا عما ساد في السنوات الأربع الماضية. واختتم مقاله بأن لقاء الطائرة بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السيسي بكل ما تخلله من ود ومحبة متخطيًا الوضع الصحي لهذه الهامة العربية والإسلامية المميزة، وكلاهما يعبر عن الثقافة العربية الواحدة، فإنه لا شك سيرسي دعائم سياسية تعود بالفائدة على العالمين العربي والإسلامي، وتفرح شعوبهما، كما أفرحت خادم الحرمين والرئيس المصري.