أعلنت دار إسرائيلية للنشر عن إصدارها ترجمة باللغة العبرية لكتاب "تاكسى"، الذى قام بتأليفه الصحفى المصرى خالد الخميسى، وفقًا لصحيفة "ذا بوست" الإسرائيلية. ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن "تاكسى" ترجم لعدة لغات من بينها اليونانية والإيطالية والبولندية، والآن يتم نشره باللغة العبرية، وتصدره دار نشر "كرمل" بترجمة البروفيسور تامار هرمان والبروفيسور عمانوئيل سيون، والأمر الذى يحدث عشية الانتخابات الرئاسية فى مصر والتى تجرى بعد عدة أيام. ولم تشر الصحيفة إذا ما حصلت دار النشر الإسرائيلية على حقوق نشر الكتاب من المؤلف أو دار النشر المصرية، واكتفت بالقول إن "صدور كتاب مصرى فى إسرائيل أمر غير معتاد، فبسبب رفض القاهرة التطبيع مع تل أبيب يمتنع كتاب مصريون عن بيع حقوق أعمالهم لمؤسسات ثقافية إسرائيلية، وفى المقابل نادرًا ما يستهلك المصريون ثقافة إسرائيلية، لكى لا ينظر للأمر على أنه تعاون مع تل أبيب أو دعم لها". ولفتت "ذا بوست" إلى أن الكتاب المصرى يوثق ل58 محادثة قصيرة مع السائقين، والتى أجريت بين عامى 2005 و2006، قبل اندلاع ثورة يناير بسنوات قليلة، ويورد أسباب ثورة 25 يناير، وتساءلت الصحيفة "من قال إن الربيع العربى فاجأ الجماهير المصرية؟". وأضافت قائلة "اسألوا خالد الخميسى الصحفى المصرى وهو يحكى لكم، أنه علم جيدًا بالفوضى الموشكة أن تحدث فى وطنه، علم لكن لم يعرف متى ستندلع". وذكرت "ذا بوست" أن الكتاب الذى تم تأليفه باللهجة المصرية المحلية، صدر فى القاهرة عام 2007 وكان على رأس أفضل الكتب مبيعًا ل4 سنوات، وبعد شهرين من صدوره طبع منه 3 طبعات. وذكرت أن "تاكسى" يدخل القارئ العبرى إلى معارك الواقع المصرى، ويطلعه على مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهى المشاكل التى لم تنته بل تفاقمت، ولهذا السبب فإن الكتاب هو وثيق الصلة بالواقع. وقالت "لو ترجم تاكسى عشية ثورة 25 يناير، لكان قد مد الإسرائليين بمعلومات عن علاقات الشعب المصرى بحاكميه، معلومات كانت ستفسر لماذا خرج مئات الآلاف للشوارع"، مضيفة أنه فى تل أبيب هناك من يسأل لماذا تسرع المصريون فى زعزعة نظامهم الاجتماعى بهذا الشكل الدرامى؟ والإجابة يمكن أن نجدها بين صفحات الكتاب. ونقلت "ذا بوست" عن البرفيسور سيون قوله " الخميسى لم يتنبأ بالمستقبل الذى سيحدث لمصر، لكنه أشار إلى عمق المشكلة، أنت ترى من خلال المشاكل اليومية للشعب أن النظام فاسد، الخميسى ليس الوحيد؛ فقبل سنوات صدرت رواية عمارة يعقوبيان، التى دارت حول 8 عائلات فى مبنى سكنى واحد، الكاتب علاء الأسوانى عبر من خلالها عن ضائقة الفرد، الاحتجاج الذى خرج من صفحات (تاكسى) ليس موجهًا فقط ضد النظام، وإنما ضد المباركيين الصغار، بمعنى قيادات الحكومة بأنواعها، الذين يبتزون المواطن للحصول على رشوة منه". وقالت " الإسرائيليون، وكما كتب مترجمو (تاكسى) فى المقدمة للقارى العبرى، سيجدون فى هذا الكتاب فائدة مزدوجة، سيجدون عددًا من السائقين يعبرون عن آرائهم فيما يتعلق بتل أبيب".