قالت صحيفة "ذا بوست" الإسرائيلية الإلكترونية إن هناك "80 ألف سائقًا في مصر يعرفون المشاكل اليومية للمواطن المصري البسيط"، لافتة إلى أن كتابًا مصريًا يوثق ل58 محادثة قصيرة مع السائقين، يورد أسباب ثورة يناير. وتساءلت الصحيفة "من قال إن الربيع العربي فاجأ الجماهير المصرية؟"، مضيفة "اسألوا خالد الخميسي الصحفي المصري وهو يحكي لكم، أنه علم جيدًا بالفوضى الموشكة أن تحدث في وطنه، علم لكن لم يعرف متى سنتدلع"، لافتة إلى أن " الخميسي هو مؤلف كتاب (تاكسي) الذي يوثق ل 58 محادثة قصيرة مع سائقي سيارات الأجرة المصريين، والتي أجريت بين عامي 2005 و 2006، قبل اندلاع ثورة يناير بسنوات معدودات". وذكرت "ذا بوست" أن الكتاب الذي تم تأليفه باللهجة المصرية المحلية، صدر في القاهرة عام 2007 وكان على رأس أفضل الكتب مبيعًا ل4 سنوات، وبعد شهرين من صدوره طبع منه 3 طبعات. ولفتت إلى أن "تاكسي" ترجم لعدة لغات من بينها اليونانية والإيطالية والبولندية، والآن يتم نشره باللغة العبرية، وتصدره دار نشر (كرمل) بترجمة البروفيسور تامار هرمان والبروفيسور عمانوئيل سيون، الأمر الذي يحدث عشية الانتخابات الرئاسية في مصر والتي تجرى بعد عدة أيام، بينما في بلاد النيل بدأ عهد جديد قديم، عهد تعيد فيه ذرية مبارك لجام السلطة ومقاليد الحكم لنفسها. وذكرت أن "تاكسي" يدخل القارئ العبري إلى معارك الواقع المصري، ويطلعه على مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهي المشاكل التي لم تنته بل تفاقمت، ولهذا السبب فإن الكتاب هو وثيقة ذات صلة بالواقع. وقالت "لو ترجم تاكسي عشية ثورة 25 يناير، لكان مد الإسرائيليين بمعلومات عن علاقات الشعب المصري بحاكميه، معلومات كانت ستفسر لماذا خرج مئات الآلاف للشوارع؟"، مضيفة أنه في تل أبيب هناك من يسأل لماذا تسرع المصريون في زعزعة نظامهم الاجتماعي بهذا الشكل الدرامي؟، والإجابة يمكن أن نجدها بين صفحات الكتاب. وأشارت إلى أن صدور كتاب مصري في إسرائيل ليس أمر معتاد؛ فبسبب الحظر المصري على التطبيع مع تل أبيب يمنع كتاب مصريون من بيع حقوق أعمالهم لمؤسسات ثقافية إسرائيلية، وفي المقابل نادرًا ما يستهلك المصريون ثقافة إسرائيلية كل لا ينظر للأمر على أنه تعاون مع تل أبيب أو دعم لها، والنتيجة هي قمع مستمر، على مدار عشرات السنوات، لأي اتصال ثقافي بين الجارتين. ونقلت "ذا بوست" عن البرفيسور سيون قوله "الخميسي لم يتنبأ بالمستقبل الذي سيحدث لمصر، لكنه أشار إلى عمق المشكلة، أنت ترى من خلال المشاكل اليومية للشعب أن النظام فاسد، الخميسي ليس الوحيد؛ فقبل 5 سنوات صدرت رواية عمارة يعقوبيان، التي دارت حول 8 عائلات في مبنى سكني واحد، الكاتب علاء الأسواني عبر من خلالها عن ضائقة الفرد، الاحتجاج الذي خرج من صفحات (تاكسي) ليس موجهًا فقط ضد النظام، وإنما ضد المباركيون الصغار، بمعنى قيادات الحكومة بأنواعها، الذين يبتزون المواطن للحصول على رشوة منه". وقالت "الإسرائيليون، وكما كتب مترجمو (تاكسي) في المقدمة للقاري العبري، سيجدون في هذا الكتاب فائدة مزدوجة، سيجدون عددًا من السائقين يعبرون عن آرائهم فيما يتعلق بتل أبيب".