تحت عنوان "القاهرة التي لم تعرفوها: كيف تنبأ سائقو التاكسي بالقاهرة ثورة التحرير"، قدم المحلل الإسرائيلي "جاكي حوجي" عرضًا لكتاب "تاكسي حواديت المشاوير" للكاتب خالد المصري الخميسي، مؤكداً أن الثورة كانت مرئية لدى مختلف فئات الشعب المصري بينما غابت عن أعين أجهزة المخابرات الإسرائيلي التي فشلت في تنبؤها. وقال "حوجي" في العرض الذي نشرته صحيفة "ذا بوست" العبرية إن 80 ألف سائق تاكسي لديهم خبرة كبيرة في الأزمات اليومية التي يعيشها المواطن البسيط، مشيراً إلى أن كتاب الخميسي وثق 58 حديثاً قصيراً مع السائقين الذين تحدثوا عن أسباب الثورة وأوضحوا الأسباب الحقيقية لمشاعر الغضب والإهانة التي قادت لنتائج خيبت آمال كثير من الإسرائيليين في حينه. وأضاف أن المحادثات مع السائقين لم تكن بعد الثورة وإنما كانت قبلها بكثير في الفترة بين 2005-2006، أي قبل بضعة سنوات من اندلاع الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك، مشيراً إلى أن الكتاب الذي كتب بلهجة محلية صدر بالقاهرة في عام 2007 واستمر لأربع سنوات في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً وتم إصدار ثلاث طبعات منه بعد صدوره ببضعة أشهر وتمت ترجمته لعشر لغات من بينها اليونانية والإيطالية والبولندية والعبرية أيضاً. وتابع بأن الترجمة العبرية جاءت عشية الانتخابات الرئاسية التي ستجري الأسبوع القادم بينما تغلق مصر دائرة صغيرة وتفتح صفحة جديدة- قديمة، وهي الدائرة التي يستعيد فيها ذرية حسني مبارك السلطة لأنفسهم- على حد تعبيره. وتناول الكاتب بعض القصص الواردة في كتاب الخميسي عن حياة سائق التاكسي بما في ذلك العمل الشاق والجلوس الطويل على عجلة القياة والتعامل مع مختلف الناس واستغلال رجال الشرطة للتاكسيات وعدم دفع الحساب والحوارات التي يفتحها سائقو التاكسي من أجل زيادة الأجرة من الاستياء وغلاء المعيشة وزيادة أسعار الوقود. وأشار إلى أن توقعات وتنبؤات سائقو التاكسي بسقوط مبارك فاقت توقعات أجهزة المخابرات الإسرائيلية التي أخذت تنوح على فراق الصديق(مبارك) وهي صرخات كان يمكن سماعها من القدس حتى القاهرة، بما في ذلك تصريحات الوزير السابق بنيامين بن اليعيزر مهندس اتفاقية تصدير الغاز المصري لإسرائيل بأن نظام مبارك قوي ولن يسقط بتلك السهولة، مؤكداً أنه كان يجب ترجمة كتاب سائق التاكسي قبل 25 يناير لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء سقوط مبارك.