الإعلان المرئي وصناعة المحتوى.. ورشة عمل بجامعة بنها الأهلية    قبل انتهاء مدة البرلمان بشهرين.. مرفت عبد النعيم تؤدي اليمين الدستورية خلفًا للنائبة رقية الهلالي    جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي في القليوبية 2025    النواب يستجيب للأزهر بشأن إصدار لائحة قانون تنظيم إصدار الفتوى    إزالة 27 حالة تعد بالبناء على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالبحيرة    محافظ الشرقية يتابع تنفيذ مشروعات الإبراهيمية الخدمية والتنموية    نائب محافظ قنا يتفقد المركز التكنولوجي ويشدد على تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين    أوكرانيا تعلن عن استعدادها للتفاوض مباشرة مع روسيا    وزير الخارجية الإسرائيلي: حرب غزة مستمرة للأبد إذا بقيت المساعدات بأيدي حماس    وزير الخارجية: مصر تدعم الموقف الإفريقي الموحد بشأن إصلاح مجلس الأمن    قرار جديد في ملف صفقات الأهلي المونديالية    على طريقة مرموش.. تفاصيل عرض احتراف مصطفى شوبير    مصرع مُسنة إثر سقوطها من الطابق الثالث في قنا    الأرصاد الجوية : درجة الحرارة " فى الظل " وصلت 40 درجة مئوية الساعة الواحدة ظهرا على القاهرة الكبرى    نشط مخك وتجنب 14 خطأ.. روشتة تربوية للطلاب قبل امتحانات الثانوية العامة 2025    بينهم سيدة.. القبض على عصابة الزواج المزيفة بالقاهرة    أكتب كي لا أقتل    انطلاق النسخة الثالثة من ملتقى «التمكين بالفن» بالمتحف المصري الكبير الجمعة المقبلة    وزير الثقافة يتابع حالة الأديب صنع الله إبراهيم    صحة الدقهلية: إجراء 4800 عملية خلال شهر وإدخال خدمات جراحية جديدة ب8 مستشفيات    سيتى كلوب تضع اللمسات النهائية لإقامة مباراة مصر وغانا بأمم أفريقيا للشباب باستاد السويس    ارتفاع أسعار المطاعم والفنادق بنسبة 14.2% على أساس سنوي خلال إبريل الماضي.. و4.1% على أساس شهري    البورصة تعلن عن انتهاء الخلل التقني بنظام تداول حقوق الاكتتاب    الخارجية الهندية: معاهدة تقاسم مياه نهر السند لا تزال معلقة    مرشح حزب سلطة الشعب بكوريا الجنوبية يسجل ترشحه للانتخابات الرئاسية    محافظ بنى سويف يكرّم الشاب عبد الله محمد لطفى لإنقاذه مواطنًا من الغرق    انهيار بئر بأحد مزارع المنيا على شخص جارى استخراجه    الجريدة الرسمية تنشر قرار نزع ملكيه أراضى بقنا لتطوير 5 مزلقانات    سنابل الذهب.. توريد 108 آلاف طن قمح محلى إلى شون وصوامع البحيرة    رئيسة بالميراس: مستعدون لمواجهة ميسي في كأس العالم للأندية.. ولن نذهب إلى النزهة بأمريكا    القاهرة الإخبارية: الاحتلال الإسرائيلى يواصل قصف الأحياء السكنية فى غزة    تكريم مازن الغرباوي بمهرجان المعهد العالي للفنون المسرحية    لا يهم فهم الآخرين.. المهم أن تعرف نفسك    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي أم يجوزُ لي تأجيلُه؟ .. الأزهر للفتوى يجيب    ممدوح عباس يعلن.. وصول توني بيوليس للقاهرة لدارسة إمكانية التعاون مع الزمالك    محافظ الدقهلية يحيل مدير مستشفى التأمين الصحي بجديلة ونائبه للتحقيق    ماذا يحدث للشرايين والقلب في ارتفاع الحرارة وطرق الوقاية    مدير تأمين صحى الفيوم يتفقد العيادات الخارجية ويوصى بتسهيل إجراءات المرضى    ضبط 575 سلعة منتهية الصلاحية خلال حملة تموينية ببورسعيد -صور    «حماة الوطن» بسوهاج يفتتح 9 وحدات حزبية جديدة بقرى ومراكز المحافظة    رئيس الوزراء يشارك في احتفالية "تكافل وكرامة" ويكرم عددا من شركاء النجاح.. صور    محافظ الدقهلية يتفقد مركز دكرنس ويحيل رئيس الوحدة المحلية بدموه للتحقيق    عاجل- البترول تعلن نتائج تحليل شكاوى البنزين: 5 عينات غير مطابقة وصرف تعويضات للمتضررين    النيابة تصرح بدفن جثة طالب أنهى حياته شنقا بسبب سوء معاملة أسرته في أبو النمرس    1500 فلسطيني فقدوا البصر و4000 مهددون بفقدانه جراء حرب غزة    لرغبتها في استمراره في أوربا .. زوجة كوتيسا تعرقل صفقة انضمامه للزمالك    أمين الفتوى يحذر من الحلف بالطلاق: اتقوا الله في النساء    «جوتيريش» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    تامر عاشور يلتقي جمهوره في حفل غنائي بدبي 16 مايو    كندا وجرينلاند ضمن قائمة أهدافه.. سر ولع ترامب بتغيير خريطة العالم    النسوية الإسلامية (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا): مكانة الأسرة.. فى الإسلام والمجتمع! "125"    ما حكم من نسي الفاتحة أثناء الصلاة وقرأها بعد السورة؟.. أمين الفتوى يجيب    «التضامن» تقر تعديل وتوفيق أوضاع جمعيتين بمحافظة القاهرة    هل للعصر سنة؟.. داعية يفاجئ الجميع    ماذا قال دونالد ترامب عن إعادة ضبط العلاقات مع الصين؟    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    قمصان: زيزو سيكون إضافة كبيرة للأهلي.. الساعي قصر وهذه حقيقة خلاف كولر وأفشة    بالنسبة لهم أكثر من مجرد أكلة.. 5 أبراج تتمتع بمهارات طبخ ممتازة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن بوست: الفساد في مصر له جذر أمريكي.. ومجموعة جمال مبارك باعت القطاع العام بأقل من 10 % من قيمته بمساعدة أمريكية

قصة طاهر حلمي الرجل الخفي في عمليات “بيع مصر” و”صفقات عز” الذي لم يقدم للمحاكمة وسافر لانجلترا مجموعة جمال مبارك باعت شركات ثمنها 104 مليار دولار بأقل من 10 مليارات .. والعائدات استفاد منها 5 من الكبار جمال و المغربي وحلمي وعز ومحي الدين .. قصة الخمسة الذين باعوا مصر أمريكا دفعت 8 مليارات دولار منذ التسعينيات لتفكيك اقتصاد عبد الناصر .. ونجل مبارك ومجموعته بدأوه بمنحة 10 ملايين شركة طاهر حلمي أدارت صفقات خصخصة لعمالقة رجال أعمال مركز جمال مبارك كبنك الإسكندرية والمصرية للاتصالات وحديد الدخيلة مؤسسة حلمي تعاملت بأكثر من 3 مليارات دولار في الخصخصة ومكتبه وضع قوانين خفض الفائدة على ضرائب رجال الأعمال وقوانين الاحتكار
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن قضايا الفساد في مصر كان لها جذر أمريكي وأشارت إلى إن أمريكا مولت مجموعة جمال مبارك من خلال خطة للإصلاح الاقتصادي فكان النتيجة واضحة في تداعيات الربيع العربي .. وقالت الصحيفة “ قبل عقدين من الزمن ، مولت حكومة الولايات المتحدة مركز تابع لجمال مبارك مكرس للإصلاح الاقتصادي. من خلال منحة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ب10 مليون دولار كخطوة لبناء مركز الأبحاث المصري للدراسات الاقتصادية ، وتم جمع قادة الصناعة في دائرة صغيرة - مع نجل الرئيس جمال مبارك ليكون المحور الاساسى . ومع مرور الوقت ، تولى أعضاء هذه المجموعة ادوار عليا في الحزب الحاكم في مصر وفى الحكومة. واليوم ، جمال مبارك ، وأربعة من أعضاء هذا المركز البحثى في السجن ، بتهمة إهدار المال العام في بيع الموارد العامة ، والأراضي والشركات التي تديرها الحكومة كجزء من عملية إعادة هيكلة كبيرة. والبعض الاخر هرب من البلاد ، مشهرا به وسط سخط الجماهير بشأن الصفقات السرية والفساد الذي أطاح بالرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقالت ماجدة قنديل ، المديرة التنفيذية الجديدة لمركز الابحاث , بشأن برنامج الخصخصة الذ تم الدعوة اليه من قبل مؤسسى المركز , ” لقد أصبح رأسمالية المحاسيب ”. فبسبب الفساد ، يقدر المركز الآن ، الأصول التى باعتها مصر منذ عام 1991 فقط بحوالي 10مليار دولار ، 90 مليار دولار أقل من قيمتها المقدرة .
وقالت الصحيفة إن ملحمة الخصخصة هي حكاية تحذيرية حول السلطة ومخاطر المساعدات الخارجية للولايات المتحدة- وعلى الأخص ما يقرب من 8 مليارات دولار قدمتهم الولايات المتحدة لمصر منذ 1990 لدفع البلاد نحو اصلاحات اقتصادية.
وأضافت واشنطن بوست إن جمال مبارك 47) عاما ) والاخرون ينكرون ارتكاب أي مخالفات ويحاربون تهم الفساد المرفوعة من قبل الحكومة المصرية الجديدة، قائلين ان تم تلفيق التهم لهم لاسترضاء المحتجين في الشوارع الذين يدعون للانتقام . كما يؤكد المتهمون أيضا أن الصفقات كانت قانونية بموجب القوانين الحالية.
لكن فى جزء من جهود الخصخصة المدعومة من الولايات المتحدة في مصر يعيد للاذهان سنوات من الأسئلة من النقاد حول شفافية وفعالية اكثر من 70 مليار دولار في مساعدات عسكرية واقتصادية لمصر على مدى العقود الستة الماضية ، وهى اكبر مساعدات مقدمة إلى أي بلد خلاف اسرائيل.
على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين لم يثيروا علنا تساؤلات حول التمويل لمركز الابحاث المصرى للدراسات الاقتصادية (ECES ) إلا إنهم أعربوا عن مخاوف برقيات سرية أن جهود الخصخصة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستوى الفساد ، وذلك وفقا لما تم استعراضه من مئات من وثائق ويكيليكس من قبل الواشنطن بوست .
وقالت أحد البرقيات السرية لوزارة الخارجية الامريكية والمكتوبة من قبل دبلوماسي لم تحدد هويته عام 2006 ، نقلا عن هتلر طنطاوي ، رئيس سابق لهيئة الرقابة الإدارية المصرية , أن ” الخصخصة والانفتاح الاقتصادي في السنوات الأخيرة خلق فرصا جديدة ” للفساد الرأسى ”في المستويات العليا من الحكومة التي تؤثر في موارد الدولة” .
ورفض مسؤولون في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مناقشة دعمهم للمركز البحثى المصرى ولجهود الخصخصة في البلد أو في وجهة النظر الموجودة في البرقيات السرية.
وفي بيان ، قالت الوكالة انها اتخذت اجراءات لضمان حسن استخدام المنح التى تعطى للمركز البحثى الاقتصادى المصرى ECES) ) . وقالت الوكالة ” أن هذا المركز هو مؤسسة بحثية مرموقة ومركز للأبحاث الذى أنتج العديد من الأوراق البحثية ذات القيمة الاقتصادية على مدى السنوات ال 20 الماضية” .
الطريق الى الخصخصة
منذ السبعينيات، قدمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مليارات الدولارات من المساعدات الاقتصادية لمصر في مقابل وعود بتحرير الاقتصاد الاشتراكي الذى أنشئ منذ الخمسينيات من قبل الرئيس جمال عبد الناصر. وعلى الرغم من تلك الوعود، تحركت الخصخصة فى البداية في مصر بوتيرة بطيئة جدا ، وظلت كذلك في بداية عصر حسني مبارك بسبب أن قبضتة غير الثابتة على السلطة جعلته مترددا فى المخاطرة بالدفع ضد المعارضة الشعبية.
بحلول نهاية الثمانينات ، كان القطاع العام لا يزال يشكل أكثر من نصف الإنتاج الصناعي في مصر و 90 % من صناعات مصر المصرفية والتأمينية. وكان ما لا يقل عن 20 % من القوى العاملة المصرية في القطاع العام .
ولكن بدأت الصورة تتغير في اوائل التسعينيات ، بعد الأزمة المالية في مصر، عندما قال المقرضين الدوليين انهم لم يعودوا على استعداد لتعويم اقتصاد معتمد كثيرا على الشركات المملوكة للدولة.
في مقابل عمليات انقاذ من هذه الصعوبات المالية ، وافقت مصر على عمل أنواع الإصلاحات الهيكلية التي كانت تجتاح كوكب الارض بعد انهيار الشيوعية السوفيتية. ظن صناع القرار السياسى اقتصاد السوق من شانه أن يسحب الجماهير للخروج من الفقر، فضلا عن تحفيز الطبقة المتوسطة واصلاحات ديمقراطية في نهاية المطاف.
جاءت هذه الجهود في جميع أنحاء العالم ليطلق عليها ”إجماع واشنطن “ – (توافق واشنطن). وفي مصر، وجدت الخصخصة داعما قويا في شخصية جمال مبارك .
تخرج جمال مبارك من الجامعة الأميركية في القاهرة ، وبدأ مسيرته كمصرفى استثماري في بنك أميركا في لندن. أسس جمال وشقيقه الأكبر ، علاء ، برامج استثمار فى منطقة البحر الابيض المتوسط , وتحولوا الى رأسماليين وكسبوا ثروة كبيرة من خلال شراء وبيع الديون المصرية ، وفقا لادعاءات من قبل المدعين العامين المصريين . وعندما اصبح جمال مبارك أكثر انخراطا في الحياة العامة ، تحرك نحو ”إجماع واشنطن” مع التزام بأحادية التفكير .
وكان لدى جمال مبارك حليف وهو محامى طموح يدعى طاهر حلمي ، الذي ساعد في مشروع قانون عام 1991 الذي أجاز برنامج الخصخصة في مصر، مع خطة لخصخصة أكثر من 350 شركة تبلغ قيمتها 104 مليار دولار . وبعد مرور عام ، تعاون جمال مبارك مع حلمي لإنشاء المركز المصري للدراسات الاقتصادية لتعزيز اصلاحات السوق من خلال الكتب والأبحاث السياسية والمؤتمرات. وجاء المصدر الرئيسي الاول للدخل من منحة بقيمة 10 مليون دولار من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية .
بعض صفقات الخصخصة تمت في التسعينيات . ولكن التغيير الهام ، الذى ينطوي على أصول حكومية كبرى ، لم يأت إلا بعد أن سيطر جمال مبارك وزملائه الإصلاحيين على الحزب الوطني الديمقراطي ، الحزب الحاكم في مصر. ثم جاءت الإصلاحات في سلسلة من السياسات والقوانين الجديدة ، كثير منهم يستند مباشرة على الأوراق التي أنتجها المركز البحثى المصرى للدراسات الاقتصادية ECES) ) الذي تموله الولايات المتحدة .
في عام 2002 ، شكل جمال مبارك لجنة السياسات القوية للحزب. وبعد تقدمه ، قامت الجمعية العامة للحزب بتعيين بسرعة أعضاء اخرين من المركز المصرى للابحاث الاقتصادية في لجنة السياسات ، بما في ذلك السيد حلمي ، الذي كان رئيسا لهذه المؤسسة البحثية الفكرية في ذلك الوقت.
في خطبة لتشجيع شعار ”فكر جديد” ، قال جمال مبارك أن النمو الاقتصادي يجب أن يأتي ”من خلال التطبيق الأمثل لمبادئ السوق الحر.” هذا الخطاب خرج مباشرة من أوراق سياسات المركز المصرى للدراسات الاقتصادية ( ECES ) . وتمت صفقات الخصخصة بسرعة. في عام 2003 خصخصت مصر تسع شركات تبلغ قيمتها نحو 18 مليون دولار. وفي عام 2005 و 2006 ، ارتفع عدد الصفقات إلى 59 ، قيمتها 2.6 مليار دولار .
ظهرت التغييرات لتعود بالنفع على الاقتصاد الكلي في مصر ، حيث تضاعف الناتج المحلي الإجمالي وبلغ معدل النمو 7 % . ولكن من وراء الكواليس ، حذر دبلوماسيون امريكيون من مشكلات محتملة.
كتب السفير الامريكي , فرانك ريتشاردوني , في برقية سرية في اوائل عام 2006 , أن المصالح ”لأفراد على مستوى عال” من الحزب السياسي ونظام حسني مبارك يمكن أن تشكل خطرا على الإصلاح . وأضاف أن ” الفساد ايضا لا يزال عائقا كبيرا أمام النمو ، وقد تصبح السيطرة عليه أكثر صعوبة مع تقدم الإصلاح الاقتصادي” . ولكن في النهاية ، كانت الخصخصة تتحرك بكامل طاقتها .
استفادة الدائرة الداخلية المطلعة على بواطن الامور
بعض صفقات الخصخصة شملت عمالقة رجال الأعمال المشاركين في ECES. وتم التعامل مع بعض منها من قبل شركة حلمي . كان من بينها 1.6 مليار دولار بيع بنك الاسكندرية الوطني و892 مليون دولار من عمليات بيع الشركة المصرية للاتصالات.
وقال محمود محيي الدين ، رئيس اللجنة الاقتصادية للحزب الوطني الديمقراطي وأحد الشخصيات الرئيسية في مركز الابحاث الاقتصادى المصرى ECES , لبروس روذرفورد ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولجيت ، وذلك من أجل كتاب عن ”مصر بعد مبارك , أن ” المركز المصرى للابحاث الاقتصادية ( ECES ) جاء ببساطة في المكان المناسب في الوقت المناسب ، وأضاف ” ان المركز كان لديه مجموعة من المقترحات الجاهزة بالفعل التى أنسجمت مع الاتجاه الذى أرادت الحكومة أن تذهب اليه . ”
تحت قيادة حلمي ، تعامل مكتب القاهرة التابع للمؤسسة القانونية الدولية العملاقة التى مقرها شيكاغو , بيكر اند ماكنزي , بأكثر من 3 مليار دولار فى صفقات الخصخصة ، بما في ذلك بيع الحكومة لشركات وأصول واراضي ، وذلك وفقا لمعلومات على موقع المؤسسة والأخبار التى نشرت والتقارير الإخبارية .
قامت هذه المؤسسة القانونية بتمثيل الحكومة فى صفقات وساعدت شركات القطاع الخاص لشراء المؤسسات التي تديرها الحكومة.. و حافظ حلمي طويلا على صورته انه كان يعمل لصالح الأمة .
وقال حلمى لمجلة بيزنس توداى فى عام 2004 , ” نحن نساعد لأن هذا واجبنا كمصريين” ، واضاف ” نحن نريد مساعدة البلد لتتقدم من خلال صياغة التشريعات لتتناسب مع التطور السريع للسياسات الاقتصادية.”
من بين أولئك الذين استفادوا من علاقاتهم بالمركز البحثى و جمال مبارك وجهود الخصخصة كان أحمد عز ، وهو عضو مؤسس في المركز وعضو بارز في البرلمان وفى الحزب الحاكم السابق. كان معروف باسم ”ملك الحديد” ، جعل عز الشركة الوطنية للحديد والصلب بالإسكندرية جزءا من اكبر مصانع منتجة للصلب في الشرق الأوسط ، مع أكثر من 7000 موظف. أجرت شركة حلمي المعاملات لعز للصلب .
في عام 1998 ، كانت شركة حديد الدخيلة الاسكندرية تواجه الإفلاس ، بدأ عز بشراء أسهم الشركة ، بمساعدة من وزير الصناعة آنذاك ابراهيم سالم محمدين . يقول الادعاء العام فى مصر بأن عز حصل على أكثر من مليار دولار ارباح غير قانونية على مدى العقد المقبل كما انه حصل على اكثر من نصف اسهم الشركة التي تديرها الدولة.
استفاد عز أيضا من القوانين التى تم كتابتها والدفع بها من خلال زملائه فى المركز ECESودعاة الخصخصة الذين خدموا معه أيضا في لجنة السياسات في الحزب الوطني أو في الحكومة ، وفقا لدراسة حديثة أجراها صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة.
في عام 2004 ، على سبيل المثال ، خفض قانون , تمت صياغته الأولى من قبل السيد حلمي , معدل الضريبة على الشركات الى 20 % ، مما أدى إلى مكاسب هائلة غير متوقعة لإمبراطورية عز للصلب . في العام التالي ، كان لدى السيد حلمي يد في كتابة قانون المنافسة الذي ظهر لحماية الأعمال التجارية لعز من ادعاءات باعتبارها ممارسات احتكارية .
في سبتمبر ، ظهر السيد عز في قاعة محكمة في القاهرة الجديدة ، وقال للجنة من ثلاثة قضاة ”أنا لست مذنبا ، وكل هذه الادعاءات هى غير قانونية وضد المنطق السليم “.
عضو آخر من المركز ECESالذي اشترك في طفرة الخصخصة كان أحمد المغربي ، المطور العقاري والذي أصبح وزير الإسكان في مصر. شركة بالم هيلز للتعمير والتطوير العقارى ، وهي شركة مشتركة مملوكة للمغربي وابن عمه ، وهى شركة قامت ببناء “فيلات فاخرة” في مدينة 6 أكتوبر ، وذلك وفقا للموقع الالكترونى الشركة .
صفقة غريبة
تقع مكاتب المركز المصرى للابحاث الاقتصادية ECES موجودة في الطابق الثامن فى برج نايل سيتى ، وهو برج يضم عناوين الماركات التجارية العالمية مثل شركة بروكتر أند جامبل ، وموتورولا والمجموعة الامريكية الدولية. من جانبها كشفت ماجدة قنديل , المدير التنفيذى الجديد للمركز , سجل جديد - كان مثيرا للجدل بين مجلس ادارة المركز والذى لم تتم الموافقة على نشره حتى قيام الثورة. واشارت قنديل الى صفحة فى هذا السجل تشير الى إحصاءات تبين أن بيع الأصول العامة في مصر قد تم استرداد فقط واحد على عشرة من قيمتها الحقيقية على مدى 20 عاما منذ أن بدأ برنامج الخصخصة . ووفقا لقنديل ان أسعار البيع كانت 9.6 مليار دولار ، أو حوالي 1 % من الناتج المحلي الاجمالي في مصر. وبلغت القيمة الحقيقية للأصول 104 مليار دولار .
وقالت قنديل ، وهى خبيرة اقتصادية مصرية حاصلة على دكتوراه من جامعة ولاية واشنطن ، وتم توظيفها من قبل لجنة البحث برئاسة السيد حلمي , ان ” بعض صفقات الخصخصة كانت غريبة ” , واضافت أن ” النتائج استفاد منها هؤلاء الذين اشرفوا على العملية ” .
خمسة اشخاص من الذين لهم صلة وثيقة بمركز الدراسات الاقتصادية ECES – أعضاء ومديرين ومؤسسين – تم توجيه لهم اتهامات في تحقيقات الفساد التى بدأت منذ الثورة . بالإضافة إلى جمال مبارك ، تشمل الاتهامات عز والمغربي ومسؤولين اخرين خدموا كوزراء للاسكان و للتجارة . ( تم الحكم على عز الشهر الماضى بعشر سنوات في السجن بعد ادانته في التورط فى مخططات بيع غير مشروعة لتراخيص الصلب) .
وقالت قنديل , ان المركز ECES علق عضوية جمال مبارك والمغربي حتى يتم الفصل فى قضاياهم ، وتمت إزالة عضوية عز لأنه لم يسدد استحقاقاته . ( وقالت النيابة العامة المصرية هذا الاسبوع أن لديهم أدلة تشير إلى أن جمال مبارك وشقيقه يمتلكون مئات الملايين المودعة في حسابات مصرفية في الخارج ، بما في ذلك 340 مليون دولار في سويسرا ) .
وقالت قنديل أن حلمي ، الذي ترأس المركز العام الماضي ، تم مطالبته بالتنحي. وقالت انها اخر مرة شاهدته كان قبل ثورة يناير ، عندما قال انه ذاهب الى رحلة عمل. لكن قنديل قالت انه قال لها انه ليس لديه خطط فورية للعودة من المملكة المتحدة بريطانيا ، حيث يعيش هناك الآن مع زوجته وأطفاله الثلاثة الذين هم في سن المدرسة. وقالت قنديل ” أنا استشعر: انه لا يأمل كثيرا بشأن العودة .”
السيد حلمي ، الذي لم توجه له اتهامات في قضايا فساد ، لا يزال مدرجا كرئيسا لمكتب مؤسسة بيكر آند ماكينزي في القاهرة فى أبراج نايل سيتي. ورفض حلمى طلب من اجل اجراء مقابلة. وقال متحدث باسم مؤسسة بيكر آند ماكينزي :” أن السيد حلمي لا يزال يزاول ويدير مكتب القاهرة التابع لشركتنا . انه لم ينتقل بشكل دائم لمكتبنا بلندن ” وأكدت قنديل أن مشكلات مجلس أدارة المركز ECES لا ينبغي أن تغيم وتلقى بظلالها على العمل الراسخ القوى للمركز .
وقالت ان قادة مصر لم يتبعوا المواقف السياسية للمركز داعيين لتنظيم قوى و قوانين قوية . وأكدت على ضرورة أن يكون هناك دور للحكومة في مجال التنظيم ، والتأكد من وجود فرص متكافئة لكبح جماح الجشع “.
البديل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.