· ما هي حقيقة «برونو» المصور الإيطالي لحساب قناة ديسكفري الذي وفر · له حواس إقامة دائمة في فندق ماريوت علي نيل القاهرة، بدعوي خبرته في التصوير، بينما حقيقته أنه أحد العرابين وسماسرة تجارة الآثار · الهولندي مايكل فان راين عمل علي التشهير بكل من يدخل دائرة تجارة الآثار المحرمة دون التنسيق مع وكيلها في القاهرة · البلجيكي جاك بيل مدير شبكة «المجموعات المغلقة» لتجارة الآثار الدولية في أوروبا ومركز الاستقبال الأول لهدايا المسئول المصري · الإيطالي برونو غامض يقيم بشكل دائم في ضيافة حواس في فندق ماريوت بدعوي خبرته في تصوير الآثار في حين أنه أحد رجال المافيا البارزين · تآمر حواس علي ولي نعمته أحمد قدري وتسبب في مصرعه في مستشفي أمريكي دون علاج.. وعرف نهم سوزان ومبارك لتجارة الآثار فصار أمينا علي تلك التجارة لم يكن غريبا أن نكتشف عمل مدير أمن القاهرة المحبوس اسماعيل الشاعر بتجارة وتهريب الآثار..فلطالما انضم ضباط كبار وأثريون ورجال أعمال ووزراء إلي مافيا قبيحة للاتجار في تاريخ مصر لحساب الفرعون الأكبر حسني مبارك..وعلي رأس هذه المافيا شخص يدعي زاهي حواس. وليس تكرارا أن تكون قصة صعود د.زاهي حواس شبيهة بقصص صعود كثيرين من رجال النظام السابق..فقد "تشابهت قلوبهم" وجرائمهم ايضا بحق هذا الوطن. لكن زاهي حواس بما لديه من ذكاء نادر، راح يمد عمره علي الصعيدين المحلي والدولي حتي بعد سقوط كل أركان النظام ومفسديه..بل ويصبح - وياللمفارقة- وزيرا للآثار التي شارك في نهبها طوال سنوات مبارك وسوزان. زاهي الذي لم يتخرج في كلية الآثار أصلا،بل في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، عرف طريقه إلي العمل بإدارة آثار الهرم بعد التخرج..وكان من حظه ان التقي مديرها الدكتور أحمد قدري صاحب القلب الطيب،والذي احتضن الشاب المقبل علي الحياة وساعده، فما كان جزاؤه إلا توريطه بمؤامرة من حواس مع بعض عمال الحفر فيما عرف وقتها بقضية انف أبوالهول التي تعرضت لكسر آخر، كسر كبرياء الخبير الكبير أحمد قدري كما كسر قلبه وأتلف كبده، حيث أعوزه المرض للسفر إلي أمريكا لإجراء جراحة لم تشأ دولة مبارك دفع تكاليفها فمات الرجل كمدا قبل إجراء الجراحة..ليتسلم الشاب الذي أشفق عليه من قبل الراية من بعده بلا مقدمات، بل إن جثة أحمد قدري ظلت رهينة سداد تكاليف العلاج في أمريكا حتي سددها أهل الخير من المصريين. عرف زاهي حواس جيدا نهم السيدة الأولي سوزان مبارك وزوجها للآثار وتأكيد رئيس ديوانه زكريا عزمي عدم الإعلان عن اي كشف أثري قبل الرجوع لمؤسسة الرئاسة، فتقرب إلي الرئيس وحرمه من هذا الباب الواسع لنهب آثار مصر. وأهله رضا الرئيس وحرمه- علي الأخص- لإقامة علاقات دولية واسعة مع شخصيات وشركات وحكومات ومراكز بحثية، بل وقراصنة يعنون بمجال الآثار وتحديدا المصرية. وقد وجد ضالته في اثنين من الخبراء"القراصنة" في مجال الأثار علي المستوي الدولي، ألا وهما الباحث الهولندي مايكل فان راين والبلجيكي جاك بيان. وقد أدار الأول بشهرته العالمية في مجال الآثار خط تعاون وثيق مع حواس، حيث عمل علي التشهير بكل من يدخل دائرة هذه التجارة المحرمة دون التنسيق مع زاهي حواس.. حيث اعتاد وضع قوائم سوداء لمن يقول إنهم تجار ومهربون حول العالم، في حين انهم مجرد منافسين دخلوا علي الخط.. بينما مثل الثاني حلقة إدارة شبكة مما يدعي في مجال تهريب وتجارة الآثار الدولية المجموعات المغلقة وكان الحلقة الأولي التي تستقبل القطع المصرية المهربة إلي الخارج. وفي هذا الإطار نذكر قصة طريفة لم يقف الجميع علي حقيقتها فيما عرف بحادث تهريب إنجيل يهوذا. فشل تاجر آثار مصري صغير في بيع تلك المخطوطة التي أراد الكل الحصول عليها مجاناً ولو بسرقتها.. فألقاها بإهمال في احدي الخزائن البنكية في لونج ايلاند بنيويورك، وظلت هناك لمدة 16 سنة..قبل أن تظهر في الصورة باحثة اسمها فريدا نوسبرجر وهي خبيرة سويسرية في الآثار. ليظهر فجأة مايكل فان راين الذي قدم نفسه باعتباره صاحب الاهتمام الخاص بإنجيل يهوذا وانه احد أعداء تجارة التهريب غير الشرعي للآثار، ليشن حملة دولية لتتبع فريدا نوسبرجر وفضحها وادعاء محاولتها بيع مخطوطات إنجيل يهوذا بعد أن حصلت عليها بشكل غير قانوني من مصر إلي تاجر آثار أمريكي في أوهايو اسمه بروس فيريني مقابل 2.5 مليون دولار. فشلت محاولة بيع إنجيل يهوذا إلي تاجر الآثار الأمريكي بعدما انكشفت المسألة وتزعم مايكل فان راين حملة تطالب بإعادة الإنجيل إلي مصر.. قد يبدو دور الرجل شريفا حتي هذه اللحظة ، إلا أن ما حدث بعد ذلك لم يكن عند هذا المستوي من الشرف..فقد اتفق الرجلان "راين وحواس" مع مؤسسة "ميناس" السويسرية علي تقديم مخطوطات الإنجيل (الذي كان مصريا منذ قليل) إلي مجلة ناشيونال جيوجرافيك التي يعمل بها حواس ويتقاضي منها 200 ألف دولار تحت بند"مكافأة شرفية" كل عام..ومازال هذا الأثر الهام بيد شركاء حواس الأجانب ولم يعرف طريقه إلي مصر حتي هذه اللحظة منذ ما يزيد علي 20 عاما. ويمكننا العودة لعلاقة حواس الخاصة ب"ناشيونال جيوجرافيك" حين قامت اول الامر باظهار حواس في صورة المستكشف المقيم - وهو واحد من بين ستة عشر مستكشفا تابعين لها متواجدين علي مستوي العالم- في عام 2001 عندما كان يشغل منصب مدير اهرامات الجيزة. ولقد ظهر حواس في العديد من الافلام الخاصة بناشيونال جيوجرافيك والتي كانت تتحدث عن مصر القديمة كما قامت المنظمة بنشر بعض كتبه وتنظيم مشاركاته في القاء الخطب والتي طلب في مقابلها قبض 15 ألف دولار امريكي عن كل محاضرة. وليس من الواضح طريقة سداد هيئة" ناشيونال جيوجرافيك" الأمريكية - حسب ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا- للرواتب الحكومية الخاصة التي يتلقاها حواس والتي لم يتم الكشف عن قيمتها حتي الآن. وتقول الهيئة الجغرافية القومية إنها تقوم بالدفع لحواس من اجل ان يقوم باخطارها وبابلاغها بالاكتشافات الرئيسية والمساعدة في تشكيل وصياغة سياساتها الخاصة بالامور والمسائل المرتبطة بالآثار.! لا يعكس هذه الوضع المميز لزاهي حواس لدي الأمريكيين وزنا بالغا للرجل علي الصعيد الدولي الخالي من المصالح والعلاقات التجارية الفاضحة..ففي ألمانيا يعتبر دكتور فلدونج مدير متحف برلين وزميلته الخبيرة العالمية شوسكا أن زاهي مجرد باحث "غير ملم بخبرة الآثار المصرية أصلا". وقد افتعل لهذا السبب أزمة بين مصر وألمانيا قبل سنوات حول رأس نفرتيتي، وما يظهر حقيقة ما مثله واهي حواس للرئيس المخلوع، انه تحدث باسمه في هذه الأزمة، وتصرف وفق مشورته اليومية في تلك الأزمة، حين راح يصر علي طلب رأس نفرتيتي، بينما رفضت المستشارة انجيلا ميركل الطلب وابدت دهشتها من رغبة حواس في استعادة قطعة خرجت بشكل قانوني بينما يساهم في ملء أوروبا بالقطع الأثرية المصرية المهربة. ولدي حواس علاقات مع شركتين أمريكيتين تمارسان نشاطهما في مصر حتي وإن كان هو نفسه يقول إنه لا يجني أي أرباح من هذه العلاقة..ومن بين الاشياء التي كان يحصل عليها حواس المعارض والفنون الدولية والتي امنت حصول حواس علي تصريح واذن لعدة سنوات مضت من اجل ان يقوم باخذ اكثر كنوز الدولة القيمة وكنوز واغراض الملك توت عنخ آمون في جولة عالمية فيما بدا كبار المسئولين التنفيذيين بواحدة من الشركتين مؤخرا مشروعا منفصلا للتسويق لخط ملابس زاهي حواس. ولقد قامت شركة ثانية متخصصة في الترويج والتسويق للمعارض ببيع نسخ من قبعة حواس لسنوات عديدة وفي العام الماضي تم استئجار تلك الشركة لتشغيل متجر جديد في المتحف المصري في القاهرة. لقد كتبت صحيفة الجارديان البريطانية عن حواس " تجسدت فيه كوزير للآثار كل اخطاء عهد مبارك، تقول الجريدة إن كلمة فرعون لها معني ايجابي اذا وصف بها شخص ما في مصر ولكن لو استخدمت مع شخص ديكتاتوري فإنها تعني الاسوأ، ومنذ تنحي مبارك في الحادي عشر من فبراير تصاعدت المطالبات بإقالة حواس من منصبه كوزير للآثار حتي من قبل زملائه. فحراس المواقع الاثرية والمتظاهرون في ميدان التحرير يعتبرونه «انتيكة» من عصر فرعون مصر الحديثة مبارك فلو تخيلنا ان مجال علم الآثار في مصر دولة فبالتأكيد زاهي حواس هو «مبارك» الاثار.. فهو ديكتاتور مثل المخلوع.. وصاحب مصالح تجارية، كما انه متهم باختصار علم الآثار المصري في شخصه، فقد انفرد بالاكتشافات وانفرد بالحديث عن الآثار في وسائل الاعلام وكأنه عالم الآثار الوحيد في مصر. اختتمت الجريدة مقالها بقولها إن اقالة حواس تعد علامة الانتصار لاولئك الذين يحاولون تطهير البلاد من جذور الاستبداد المترسخة فيها». لكن ما لم تذكره الصحيفة البريطانية حقيقة قصة المصورالإيطالي لحساب قناة ديسكفري "برونو" الذي وفر له حواس إقامة دائمة في فندق ماريوت علي نيل القاهرة، حيث يصطحبه في كل جولة او مهمة اثرية بدعوي خبرته في التصوير، بينما حقيقته انه احد العرابين وسماسرة تجارة الآثار الذين توفرهم المافيا الدولية لوكيلها في مصر في ظل رعاية رئاسية من مبارك. تصرفات وزير الآثار السابق سلسلة من الجرائم بحق ثورة هذا الوطن وتاريخه وأهمها تلك المعارض التي تتجول الآن في العالم لمدد طويلة يتجاوز بعضها إحدي عشرة سنة، وتضم قطعاً نادرة تم تسليمها إلي شركة تجارية يتعامل معها الوزير السابق، وما نشر عن استخدام هذه القطع كمواد دعاية لملابس تنتجها شركة تجارية باسم زاهي حواس، وجلوس عارض أزياء فوق كرسي الملك توت الذي يفارق المتحف المصري لأول مرة ولعدة سنوات، وهو الآن في استراليا، وسينتقل إلي اليابان بواسطة شركة تجارية أيضاً متخصصة في إنتاج مواد التصوير. إن قانون الآثار في مصر يحظر خروج القطع النادرة التي لا مثيل لها، ومحتويات المتحف الحالي لتوت عنخ آمون وعددها يتجاوز المائتي قطعة في معرض نيويورك، يضم أندر ما تمتلكه مصر..الأواني الكانوبية والتابوت الذهبي، وخنجر الملك توت، ومقود الكلب، وقناع بويا. الطريف ان كشف سلسلة هذه الجرائم لم يعد الرجل إلي الوراء خطوات بل زاده تقدما حتي منصب الوزير المسئول الأول عن الآثار في مفارقة غريبة ومستفزة من حكومة عصام شرف والذين من فوقه..حيث ذهبت كل البلاغات الجادة من الخبراء والأثريين ضد الرجل وراعيته الأولي سوزان مبارك سدي..ومنها البلاغ الذي قدمه نور الدين عبد الصمد مدير عام إدارة المواقع الأثرية ضد سوزان مبارك وزاهي حواس يتهمهما بإهدار المال العام والتسبب في سرقة الآثار المصرية..واتهم البلاغ زاهي حواس بالتعاقد مع الجمعية الجغرافية الأمريكية لإقامة معارض لآثار مصر النادرة بالمخالفة للمادة 10 من قانون حماية الآثار رقم 177 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2011 في عدة مدن أمريكية واستراليا.. وأشار عبد الصمد في البلاغ الذي تقدم به إلي النائب العام وحمل رقم 8130 بلاغات النائب العام والذي أمر النائب العام لنيابة الأموال العامة للتحقيق فيه والتحقق من مدي صحته، حيث ذكر أنه تم عرض عدد 131 قطعة أثرية نادرة من مجموعة الاسترالية حتي 5 سبتمبر المقبل، ومن المقرر أن يتم نقلها إلي مدينة هيوستن و تكساس بالولايات المتحدةالأمريكية ليتم عرضها هناك في الفترة من 16 أكتوبر المقبل حتي 15 أبريل 2012 . كما قاموا بعرض مجموعة من الآثار الخاصة بتوت عنخ آمون أيضا ولم يتم حصرها بإحدي المعارض في مدينة مينيسوتا الأمريكية حتي 15 ابريل 2012 كما قاموا بعرض مجموعة نادرة من الآثار المصرية والتي يبلغ عددها 143 قطعة كانت تعرض بالمتحف المصري بالقاهرة ثم تم نقلها إلي واشنطن في الفترة من 30 يوليو2002 حتي 14 أكتوبر من نفس العام. وأشار البلاغ إلي أن تلك القطع الأثرية لم تعد إلي المتحف المصري حتي تاريخ تقديم البلاغ وجميعها قطع فريدة لا مثيل لها، وجاءت تفصيليا بالكتالوج الخاص بتوثيق هذه القطع والذي يمتلك نسخة مقدم البلاغ نسخة منه علي حد ما ذكره في البلاغ. وجاءت تلك المعارض مخالفة لمواد القانون المدني في مواده أرقام 88،87 ،81 وكذلك المادة 558 من نفس القانون، حيث لا يجوز أن يتم تأجير تراث مصر وهو الأمر الذي حدث في معرض توت عنخ آمون باعتراف زاهي حواس في أحد البرامج، حيث أقر بالتعاقد مع الجمعية الجغرافية الأمريكية لتنظيم هذه المعارض من أجل جمع تبرعات لصالح جمعية سوزان مبارك بمصر الجديدة والتي بلغت حصيلتها 17 مليون دولار علي الرغم من أن جمعية سوزان مبارك لم تكن من الجهات الحكومية، بل كانت جمعية خاصة تديرها حرم الرئيس المخلوع وكان المشكو فيه حقه الثاني مقرر لهذه الجمعية التابعة لسوزان مبارك. وطالب في نهاية بلاغه التحقيق مع المشكو في حقهم وإصدار قرار بعودة جميع هذه المعارض الأثرية والتحف إلي المتحف المصري فورا. نفوذ حواس امتد الي نجله الذي امتلك مطعم"لبيترا" في المهندسين ومصر الجديدة به العديد من المخالفات تم التجاوز عنها ، كما تم التجاوز عن ضبطه وهو يتعاطي المخدرات قبل الثورة بأربعة اشهر فقط.