المبدعون لم يكونوا أبدًا بتلك الصورة النمطية التي يضعها الناس، ذلك الشخص المرتدي النظارة السوداء دائمًا متخذًا في الغالب زي خاص به، ويضع السجارة بين أصابعه بينما ينفث دخانها نفثة واحدة، حياته مرتبة، يمكن أن يتحكم بها كما يتحكم بالموسيقى والكلمات، أو كما يتحكم بتعابير وجهه أمام كاميرا التلفاز، ولكن هناك من استطاعوا بجانب الإبداع والشهرة، أن تبقى لهم حياة غير مرتبة تمامًا، واحتياج دائم للمخدر الذي يمكنهم من المواصلة. أسمهان .. أدمنت الخمر للتغلب على حياتها الشائكة بسبب الحياة الأرستقراطية التي عاشتها "أسمهان" تعودت على البذخ، لترتبط حياتها بالخمر، حتى يصرح أحد أصدقائها وهو الصحفي "محمد التابعي" إنها كانت مدمنة على الشرب، حيث كانت تقول إنها لا تحب أن ترى الكأس مليئاً أو فارغاً، بالإضافة لتدخينها بشراهة، ربما كان هذا نابعًا من حياة أسمهان الشائكة، التي حتى الآن لا يدري محبوها إن كانت جندت من القوات البريطانية بالفعل، وأن موتها كان مدبرًا، أم أنها كانت حادثة عادية. نجيب سرور.. رجل الهلاوس المبدعة الشاعر المسرحي يدخل المصحة النفسية لأربعة مرات في حياته القصيرة، وتشخص حالته بإدمان شديد على الخمر، ربما يعزو إليها الأطباء حالة الهلاوس التي قيل إنها انتابت "نجيب" وربما كانت السبب في كتابة إبداعات "نجيب" الباقية حتى اليوم. أمل دنقل.. صديق الكأس الصامت "أكره لون الخمر فى القنينة، لكنني أدمنتها استشفاء" هكذا يخبرنا أمل دنقل في قصيدته "البكاء بين زرقاء اليمامة"، تكتب عنه زوجته الصحفية "عبلة الرويني" في كتابها "الجنوبي" وهو سيرة حياة للشاعر، عن مدى تعلق "أمل" بالخمر، هو الصامت الذي كانت يلجأ للكأس دائمًا. موديست موسورجسكي..الخمر ينهي حاته من تاريخ روسيا يستوحى الملحن الكبير أكبر أوبيرتاته، حيث جدد في طرق الموسيقى بشكل لم تعهده روسيا، وبرغم هذا فقد سببت المعاناة والوحدة في حياته، والمشاكل التي واجهها مع موسيقاه، لأن يدمن الخمر، ومنه يصاب بشلل لتنتهي حياته سريعًا في عمر 42 عامًا. أحمد فؤاد نجم .. قائد ثورة " الحشيش " "نفسى فى صنف حشيش ينمل الدماغ وينظف النخاشيش علشان انسى طابور العيش واخش فى الغيبوبه وانسى مشكلة الانبوبه وانسى بلدنا المنهوبه وانسى اللى بيجهزوه علشان يبقى رئيس للمخروبه" ربما كان ما كتبه أحمد فؤاد نجم معبرًا وبقوة عما ما يعنيه الحشيش له، في قصيدته "نفسي في صنف حشيش" حيث يلجأ بالحشيش من أجل أن ينسى كل ما يكدر صفوه من سوء الحياة حوله، ليدمن "الفاجومي" الحشيش بل ويصبح ذواقًا له، فيؤكد في العصر الحديث قبل وفاته أنه ماعاد هناك أنواعًا جيدة من الحشيش متوافرة في السوق. بوب مارلي ..الشادي على ألحان " الماريجوانا" اعتنق بوب الرسترفارية، وحسب تلك المعتقدات، فالرستفاريون يعتقدون أن المارجوانا تخرجهم من ترهات الحياة إلى التأمل والتفكر، يتحدث "بوب" في أغانيه عن الماريجوانا تلك الأغاني التي يكتبها المغني الكبير بنفسه، يشرب تلك النبتة قبل أن يصعد على خشبة المسرح، ينتشي الفنان ليصبح على المسرح من أشهر الكاريزمات التي وقفت لتغني يومًا أمام جمهورها. ساهمت المخدرات والخمور بشكل كبير في تشكيل حياة هؤلاء المبدعين، ارتبطوا بها و رأى البعض أنه بدونها ما كان إبداعه خرج بهذا الشكل، ليتركوا لمحبيهم في النهاية الرأي الذي لا يمكن أو يوضع في معزل عن كل الظروف التي أحاطت هذا الفنان أو ذاك.