مسئولون في كابوس

أحلام مصرية

كنت أظنها أضغاث أحلام حين أفكر في إقالة مسئول مصري واحد أو محاسبته كماينبغي بحق الله و عدله بينما قلبت ثورة التحرير مصر رأساً علي عقب .. مليارات لا حصر لها أموال تم جمعها من قوت المصريين الشرفاء و هميصرخون جوعهم و أبنائهم في حينيصرخ المسئولون و الوزراء أيضاً بكل بلادة و لا شعور متعجبين متسائلين من أين نأتي لكم بزيادة و لو جنيهات بسيطة ؟!
يزداد الناس صراخاً تتلاشي أصواتهم التي لم تعد لديها القوة لفراغ أمعائهم ! و مسئولي مصر نيام .. دفء مليارات الغلابةيطمئنهم .. لا أعرف كيف غمضت أعينهم و لا أعلم مذاق نومهم لكن واضح أنه كان ملء العيون و الجفون لدرجة تفوق أهل الكهف و الآن و قد صدرت هذه القرارات المتلاحقة كالمنع من السفر و مصادرة الأموال+ المنهوبة و لن أخفي أني كنت أحترم بعض الأسماء التي ثبت إدانتها بل و اعترفت و للحق أقول أني كنت أضعهم في إطار راقيبدو أنه فقط في أحلامي المصرية التي جعلت الكثيرين غيري خرجوا منددين بإهانتهم .. لست نادمة علي إحترامي لهؤلاءيكفيني بكائهم المرير الآن و شعورهم بالخجل أنيعلم أبنائهم الصغار أنهم خلف القضبانينتظرون حكم عدالة القانون بينمايواجهون عدالة السماء .. بينما لا أقوي علي التشفي لإزلالهم بل أدعو للجميع بحسن الخاتمة .. هميعيشون الآن كابوس لايقوي علي وصفه أحديسيطر عليهم البكاء المرير في ظلمة قاتلة ..يواجهون قسوة الإحتقار و سقوطهم من الأنظار .. بينما الباقين ترتعش أطرافهم رعباً من المصير المنتظر .. في حين أتطلع و معي الشعب المصري كله للسيناريو القادم .. متييمكن عودة الأموال المسروقة ؟ متييستطيع المواطن الحصول علي شئ من الحقوق ؟ منع كبار المسئولين من السفر و احتجاز الأموال خطوة كبيرة غير متوقعة لكن ماذا بعد ؟ ما هي الخطوات و الإجراءات الملموسة التييشعر من خلالها الشعب أنه قد نال حقه و كل هذه الجهود كانت مثمرة بالفعل ؟ مايحدث الآن هو إرضاء المتواجدين في ميدان التحرير إلي حد معين لكن السؤال الذيينتظر إجابة بعد التغيرات الكبيرة في المجتمع المصري .. مسئولونيواجهون مسائلة القانون و الشعب بينما المحاكمات غير معلنة .. هل ستكتمل المحاكمات بشفافية مطلقة ؟ أم تهديدات بعضهم ستجد إستجابة ؟ نريد الحقيقة .. الشعبيريد الحقيقة معلنة ملموسة و منها إلي تطهير البلاد الفعلي .. الشعبيريد تعويض ما ذاقه من تعذيب .. و فيمايخص التعذيب تلقيت وابل من الإتصالاتيطالب المتصلين فيها بعودة المعتقلين من أسرهم و الذين واجهوا الإعتقال لمجرد جدل في حديث مع ضباط شرطة كانت تعززهم غطرسة غير مبررة ماذا عن هؤلاء ؟ ماذا عن المساجين ظلماً ؟ قص لي أحد الذين تلقيت إتصالاتهم أن أخيه في المحبس لأنه رفض سب ضابط شرطة لأمه عند دخوله مصريوم عودته من ليبيا ! ذهب وراء الشمس لأنه أبي سب أمه ! نريد تطهير البلاد الفعلي .. نريد حياة نظيفة غير مبنية علي تكميم الأفواه .. هل نتوقع أن نجد مصر بالفعل نظيفة ؟
حنان خواسك