· تخيل أنت لو اعتدينا علي الفريق الجزائري أو ألقينا طوبة علي الأتوبيس الذي ينقلهم ثم انهزمنا أو تعادلنا.. سيصاب الجميع بالاكتئاب والإحباط التعصب للأهلي أشد عنفاً من التعصب للمنتخب الوطني.. وأكثر ما أخشاه أن تعيدنا طوبة حمقاء وجاهلة يلقيها متعصب علي أتوبيس الفريق الجزائري إلي أزمة جديدة بين الشعبين المصري والجزائري.. سوف يقول الغاضبون إن فريق الأهلي تعرض لاعتداءات في الجزائر وحصار نفسي وعصبي وجسدي وأجواء غاضبة وصلت إلي حد إلقاء طوبة علي الأتوبيس الذي ينقل اللاعبين وبالتالي يجب أن نعامل فريق شبيبة القبائل في مصر مثلما عاملوا الأهلي في الجزائر ويجب أن نرفع شعار: طوبة بطوبة ونمنح جماهير الأهلي ضوءاً أخضر للتربص بالأتوبيس الجزائري وانتظاره بالطوب.. وهذا منطق أعمي وسلوك انتقامي غبي يجعل الكلمة الأولي للطوب والزلط وليس للعقول وينتصر للمتعصبين المتطرفين هنا وهناك.. إن أهم الدروس التي تعلمناها من الفتنة الأخيرة بين مصر والجزائر هو أن ننسب الأشياء لأصحابها، فنقول إن قلة من المتعصبين الجزائريين ألقوا طوبة علي أتوبيس فريق الأهلي ولانقول إن الشعب الجزائري كله اعتدي علي الفريق المصري.. إذا شتمتنا صحيفة جزائرية فعليناأن نلتزم بالدقة ونؤكد أن صحيفة الشروق «مثلا» تطاولت علينا بدلاً من الوقوع في خطأ جسيم وفادح، حينما ندعي أن الشعب الجزائري كله شتمنا.. وإذا أحرق مخبولان أو ثلاثة علم مصر فعلينا أن ننسب هذه الجريمة لفاعليها ولا ننسبها للشعب الجزائري كله.. أعلم أن حزب الطوبة هو الأقوي والأعلي صوتا.. أعرف أن هناك من يخطط الآن للانتقام من طوبة الجزائر بطوبة مصرية أكثر ثقلاً وأشد تأثيراً.. وواثق أن كل من سيعارض حزب «الطوبة» سوف يتهم بالخيانة والعمالة وبيع القضية لذلك أطالب بإدارة سياسية وأمنية ورياضية عاقلة ومتعقلة لدراسة الأجواء المحيطة بمباراة الأهلي وشبيبة القبائل القادمة في القاهرة ومنع الراغبين في الانتقام من إعادة الفتنة بين مصر والجزائر.. يسألني الغاضبون: لماذا فعل المتعصبون الجزائريون ذلك.. لماذا اعتدوا علي فريق الأهلي؟ أجيبهم قائلا: لأننا سنحتاج إلي سنوات لعلاج أثار هذه الفتنة ولأن المتعصبين الغاضبين مازالوا هم أصحاب الكلمة الأولي ويسألونني: أليس من حقنا الانتقام؟ وأجيبهم: الانتقام يجب أن يكون في الملعب.. لو هزمهم الأهلي هزيمة ثقيلة لارتاح كل المصريين، تخيل أنت لو اعتدينا علي الفريق الجزائري أو ألقينا طوبة علي الأتوبيس الذي ينقلهم ثم انهزمنا أو تعادلنا.. سيصاب الجميع بالاكتئاب والإحباط ولن يشعروا بنشوة الانتصار.. الانتقام ليس انتصاراً خاصة إذا ما تعلق بسلوك أهوج وأحمق لا ينبغي أبداً أن نقلده أو نكرره.. امنعوا طوبة حمقاء متوقعة من أن تجد طريقها نحو أتوبيس الفريق الجزائري وانتقموا في الملعب وابتعدوا عن إهانة الشعوب، فعلاج الفتنة بين مصر والجزائر بدأ وسيستغرق وقتاً أتوقع ألا يقل عن عشر سنوات.