كرة القدم من أكثر الألعاب شعبية في الوطن العربي، بل والعالم أجمع، ولايمكن لأحد أن ينكر هذا، لذلك من الطبيعي أن تكون حماسة الجماهير المتابعة للحدث مثارة وعلى أعلى مستويات الترقب، وكذلك من الطبيعي أن يحدث إحتكاك بسيط بين جماهير الفريقين يجب الا ترقي الي العنف ، وحتماً كل جمهور يتمنى فوز فريقه. وهذا الكلام لا غبار عليه، ولكن الأحداث الاخيرة التي شهدتها مباراة الاهلي والشبيبة في الجزائر قد برهنت أشياء أخرى تتعدى كرة القدم بمراحل ، أنا شخصيا لم أكن أنوي الخوض في هذه الأحداث المؤسفة والرعب الذي عايشة لاعبي الاهلي في الجزائر ،لانني تمنيت من الله العزيز الا يمد في عمري حتي لا أشاهد شعوبنا العربية تتقاذف القنابل بدلا من الشتائم، وتترشق الصواريخ بدلا السباب، لان ما حدث في الجزائر لبعثة الاهلي مرفوض من كل الوجوه !! صحيح أن كأس الرابطة الافريقية هو حلم مغري ومشروع للجميع في مصر أو في الجزائر ، لكن ليس على حساب رشق بالحجارة وأرهاب وتكسير اتوبيس اللاعبين فافعال الجهلاء والحمقى، الذي فاق كل التصورات والتوقعات، يجب أن يكون لنا وقفة فيه لاعادة الامور الي نصبها الطبيعي فالذين يثيرون الفتنة ويزرعون بذور البغض والمرارة بسبب منافسة كروية لا يجب أن يكونوا بيننا لان الدين والعروبة منهم براء، المباراة كانت من الممكن أن تذيب الخلاف بيننا وكان يمكن أن تمر في جو أخوي عادي بين شعبين شقيقين لان كرة القدم فيها الغالب والملغوب ، لولا عمليات الشحن المريض التي مارسها بعض الجهلاء والمتعصبين .. لذا لم يتبق للذين أهانوا مصريتنا والمتمثلة في فريق النادي الاهلي سوى أن اوجه كلامي الى كل فرد جزائري إنساق خلف طوفان الكره والحقد الأعمى، الى كل من سقط وتهاوى وراء أخبار كاذبة بثت عبر وسائل اعلامهم المسموم .. الى اولئك الذين حملوا الطوب وقذفوا حافلة الفريق ،والى من البسوا جنودهم ملابس جامعي الكرات خلف المرمي وأشتبكوا وأعتدوا علي اللاعبين .. فأي شعب هذا الذي يسعى لسفك دم أخية بسبب مباراة في كرة القدم !! وأي نوع من الإعلام الذي يتهجم على شعب شقيق واصفاً إياه باقذع الأوصاف وأقبحها!! الاخوة في الجزائر أخذوا الرياضة مجالا للصراع والتنافس غير الشريف، بل وجعلوها أداة للتعصب لا أعرف سبباً لهذا العداء ضد مصر بالذات ، أليست هذه مصر التي كان الجميع يلجأ إليها في كل أزمة تنزل بهم، هل هُنا عليكم إلى هذه الدرجة فتقذفوننا بالحجارة كما يقذف الفلسطيني اليهودي ملعونة كرة القدم التي أوصلتنا لهذه الدرجة ..وأخيراً أقول إن هذا قدرنا أن نكون نحن الأكبر دائماً ونترفع عن الصغائر ونغفر الزلات والله هو الغفور الرحيم .