المصرية يبدو أن مسئولى الرياضة الجزائرية أجمعوا على أن إمكانيات منتخب بلادهم لا تضاهى المنتخب المصرى وأن الهزيمة فى القاهرة هى مصيرهم لا محالة وأنهم سيكونون بوابة الفراعنة للصعود إلى المونديال على غرار موقعة عام 1989 والتى صعد فيها المنتخب المصرى إلى مونديال إيطاليا 90 بهدف حسام حسن الشهير فى مرمى الخضر .. لذلك قرروا ابتداع العديد من السيناريوهات السوداء لإفساد اللقاء الحاسم والتخلص بأساليب غير شرعية من كابوس الهزيمة الذى يطاردهم فى منامهم . وكان السيناريو الأكثراستفزازا عندما قامت بعثة المنتخب الجزائرى باستغلال قذف مشجع بطوبة واحدة على الحافلة التى كانت تقل الفريق من المطار إلى الفندق، والذى لا يبعد أكثر من نصف كيلو متر، وقام أفراد البعثة على أثر ذلك بتكسير زجاج بعض نوافذ الحافلة، مدعين أن هجوما من الجماهير المصرية تسبب فى تكسير الزجاج وإحداث إصابات لثلاثة لاعبين. وتشير مصادرنا إلى إمكانية أن يكون الذى قذف الطوبة من الجماهير الجزائرية التى كانت فى استقبال بعثة منتخبها، خاصة أن الأمن المصرى لم يبعدهم عن البعثة باعتبارهم جزائريين، فى الوقت الذى لم تسمح فيه قوات الأمن المنوط بها تأمين بعثة الجزائر بتواجد أى شخص من المواطنين المصريين . وما يؤكد أن هذا الحادث ما هو إلا مسلسل جزائرى هزيل تقمص بطولته محمد روراوة رئيس اتحاد الكرة الجزائرى أن البعثة الجزائرية قوبلت مقابلة رئاسية وبحفاوة بالغة أقرها وزير الشباب الجزائرى الهاشمى جيار والسفير الجزائرى فى مصرعبد القادر حجار، وأشادوا ببروتوكول الاستقبال الرئاسى الذى كان فى انتظار الأشقاء الجزائريين وذلك أمام التليفزيونات التى كانت تغطى وصول البعثة الجزائرية . وكان روراوة قد أطلق تصريحا انفعاليا قال فيه إنه سيدعو مندوب الفيفا لتفقد الحادث وإصابات اللاعبين على حد زعمه، مضيفا أنه سيطالب الفيفا بنقل المباراة أو تأجيلها لحين شفاء الإصابات المزعومة للفريق، مما يعنى أن ماحدث هو سيناريو أسود متفق عليه من قبل الجزائريين لزيادة حدة التوتر والقلق وكهربة أجواء اللقاء حتى يستطيعوا الخروج بأقل الخسائر الممكنة من المباراة . ولعل المغالطات والمتناقضات التى أوردتها صحيفة النهار الجزائرية ''المتعصبة '' فى تقريرها عن تلك الحادثة هو أبرز دليل على صحة كلامنا حيث جاء التقرير كالتالى: فى تطور جديد خطير، أقدم الأنصار المصريون المتعصبون، على التجمع أمام ميناء القاهرة الدولى وبالتحديد فى الصالة رقم 4، التى عرفت هبوط الطائرة الخاصة التى أقلت المنتخب الوطنى الجزائرى إلى العاصمة المصرية القاهرة، وقد أقدم هؤلاء الأنصار الذين كانوا مشحونين بدرجة كبيرة على الهجوم على الأنصار الجزائريين، الذين تجمعوا لاستقبال المنتخب الوطنى لحظة وصوله إلى القاهرة، وقد كادت الأمور تنزلق أكثر بعد الهجوم، الذى شنه هؤلاء الأنصار المتعصبون، الذين ينتمون إلى فرقة الألتراس لولا لطف الله، ونفس الأمر بالنسبة للصحافة الوطنية التى منعت هى الأخرى من دخول المطار لاستقبال المنتخب الوطنى، وإجراء الحوارات وما إلى ذلك حيث لم يسبق لنا وأن شاهدناه من قبل. وأضافت الصحيفة: أقدم الأنصار المصريون فى بداية الأمر على ترديد إهانات وشعارات مهينة فى حق الجزائريين أمام مرأى الشرطة، التى كانت تفتقد إلى أى وسيلة للتحكم فى الوضع، على عكس ما صور لنا، وصور على أن التجاوزات غير واردة على الإطلاق لدى المجتمع المصرى، وما إلى ذلك من الكلام المعسول، غير أن ما وقفنا عليه من حقائق واقعية، أكدت لنا عكس ذلك، وتعرض لاعبو المنتخب الوطنى إلى إصابات خطيرة فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ المواجهات المصرية الجزائرية، وتبقى السابقة الخطيرة، حيث صعدت الجماهير المصرية إلى الحافلة، وانهالوا بالضرب على لاعبى المنتخب الوطنى الجزائرى، وأبرز اللاعبين الذين طالتهم هراوة الأنصار المتعصبين، كان وسط الميدان خالد لموشيه، الذى تعرض إلى إصابة خطيرة على مستوى الرأس استدعت نقله على جناح السرعة إلى المستشفى، إلى جانب كل من صايفى وكذا حليش وجبور، حيث عاش لاعبو المنتخب الوطنى جحيما حقيقيا من قبل ما كان يعتقد أنهم أشقاء ولن يقدموا على مثل هذه التجاوزات الخطيرة التى شاهدناها، والتى وقفنا عندها فى انعكاس خطير من قبل المصريين المتعصبين، الذين تجاوزوا حدود المعقول بعد، أن تم الاعتداء على لاعبى المنتخب الوطنى أمام مرأى الشرطة المصرية والمنظمين، الذين وعدوا بأن تكون الأمور جيدة بالنسبة للمنتخب الوطنى ولاعبيه. المغالطة الأولى التى وقعت فيها الصحيفة عندما أشارت إلى أن رابطة الألتراس هى التى قامت بهذه الحادثة ناسية أو متناسية أن هذه الرابطة تتجمع فقط داخل الاستادات سواء فى مباريات الأهلى أو مباريات المنتخب..أما المغالطة الثانية فتكمن فى منع الصحافة الجزائرية من دخول المطار لاستقبال منتخب بلادهم وهو ما كذبته الكاميرات التلفزيونية التى نقلت فعاليات استقبال منتخب الخضر حيث أوضحت الصور تواجد عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين الجزائريين داخل صالة الوصول بالمطار . أما أكبر مغالطة وقعت فيها الصحيفة التى افتقدت تماما مصداقيتها فى نقل هذا المسلسل الهزيل هو ادعاؤها بأن الجماهير المصرية صعدت إلى داخل أتوبيس لاعبى الجزئر وانهالت عليهم بالضرب، مما أدى إلى تعرض اللاعب خالد لموشيه إلى إصابة خطيرة فى رأسه نقل على إثرها إلى المستشفى.. لتنكشف عورات الصحيفة الجزائرية أمام الجميع .. فلم يحدث أن قام أحد الجماهير المصرية بالاقتراب من الأتوبيس الجزائرى أصلا بشهادة البعثة الجزائرية نفسها وعلى رأسهم بطل هذا المسلسل محمد روراوة، كما أنه لم يحدث أن تم نقل أحد اللاعبين إلى أى مستشفى لتتأكد للجميع الرغبة الجزائرية فى تشويه صورة الرياضة المصرية . وتأتى شهادة خيرى حسن موسى سائق حافلة المنتخب الجزائرى لتفند صحة كلامنا، حيث كشف عن تعرضه للضرب من قبل وزير الشباب والرياضة وتمزيقه لقميصه، مشيرا إلى أنه قام بإيقاف الأوتوبيس ونزع مفتاح المحرك لإثبات الحالة المبتدعة. وأوضح خيرى أن اللاعبين استعانوا بشواكيش الطوارئ المعدنية لكسر الزجاج من الداخل قبل الدخول لفندق الإقامة حيث قال: كانت هناك كاميرات مصرية ترصد الحدث وحينما علم أفراد البعثة الجزائرية وجهوا لهم الضربات وقاموا بتحطيم الكاميرا التى رصدت مشهد تحطيم لاعب للزجاج بنفسه، ولكن السلطات المصرية تحفظت على الكاميرا فى محاولة لاستخدام المحتوى. وأضاف: خرجنا من المطار بسلام، ولكن عندما اقتربنا من الفندق حدثت واقعة تحطيم الزجاج حيث قام البعض من الجزائريين بتحطيم الزجاج الأمامى للحافلة، والمعمل الجنائى أكد على أن الزجاج الخلفى تم تحطيمه من الداخل. ولم يكن ذلك السيناريو الأول قبل المباراة المصيرية، حيث سبقته مجموعة من المسلسلات الهزلية أبرزها عندما قرر مجموعة صحفيين جزائريين القدوم إلى مصر لمتابعة مباراة الفراعنة وتنزانيا الودية والتى أقيمت فى أسوان، حيث هاتفنى أحد الصحفيين الجزائريين وقال لى إن الأمن يمنعهم من حضور المباراة بتعليمات من مسئولى اتحاد الكرة المصرى .. على الفور قمت بالاتصال بسمير زاهر رئيس الاتحاد الذى قام بدوره بنفى هذه الواقعة تماما وبعد خمس دقائق من المكالمة أرسل زاهر مندوبا إلى هؤلاء الصحفيين وأبدى ترحيبه الشديد بحضورهم المباراة لننجح فى إجهاض محاولة دنيئه لإشعال الفتنة بين جماهير البلدين سيناريو آخر كنت شاهدا عليه عندما أصر ثلاثة جزائريين على اقتحام طابور تذاكر المباراة أمام نادى الصيد وسط حشد جماهيرى مصرى وحالوا افتعال أزمة بالاحتكاك بأحد المشجعين المصريين إلا أن تدخل أمن النادى فى الوقت المناسب حال دون تحقيق غرضهم. كذلك قيام محمد روراوة باستغلال نفوذه باعتباره عضوا فى اللجنة التنفيذية فى الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا بإثارة جوزيف بلاتر ضد الجماهير المصرية واتحاد الكرة ليجبر الفيفا على توجيه تحذيرات للمصريين وفرض رقابة مشددة على اللقاء فى الوقت الذى وقف فيه هانى أبوريدة الذى يحتل نفس منصب روراوة فى الاتحاد الدولى مكتوف الأيدى وعاجزا عن الرد ولو بتصريح . وينضم إلى قائمة السيناريوهات السوداء قيام الصحافة الجزائرية بخداع المصريين بنشر أخبار كاذبة عن الإصابات التى تلاحق لاعبى الخضر، حيث انكشفت تلك الخدعة عندما فوجئنا أن المنتخب الجزائرى حاضر إلى القاهرة مكتمل الصفوف بدون أى إصابات أوغيابات .. وأنا بدورى أحمل الإعلام المصرى جزءا كبيرا من هذا السيناريو، حيث انشغل مقدمو البرامج الرياضية بالمهاترات والردح وأصابونا بالتوتر وزادوا من حدة التعصب . من جانبه نفى حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة ما تناقلته وسائل الإعلام الجزائرية بخصوص اعتداءات تعرضت لها بعثة المنتخب الجزائرى لدى وصوله مصر . وأعرب صقر عن شجبه لأى محاولة لإلحاق الضرر ببعثة المنتخب الجزائرى حيث قال: أعتقد أن الحقيقة ليست كما نقلتها وسائل الإعلام الجزائرية..لا أعتقد أن أى مُشَجع مصرى حريص على تأهل منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم سيُقدم على هذا الفعل، وبالتالى هناك لغط كبير فى هذا الأمر ويجب أن نتأكد منه. ؟