فاجأتنا معظم وسائل الاعلام الجزائرية خلال الآونة الاخيرة بحديثها عن أحقية المنتخب الجزائري بالصعود الي مونديال جنوب أفريقيا 2010 وكأن منتخب الخضر استطاع أن يحصد الأخضر واليابس في البطولات الأفريقة خلال السنوات الماضية والمثير للدهشة والاستفزاز في الوقت نفسه أن الصحف الجزائرية لم تكتف بالمناداة بأحقية منتخب بلادها بالصعود للمونديال انما أخذت تسخر من كل لاعب أو مدرب يرشح مصر للتأهل معتبرة أن ترشيح الفراعنة جريمة لا يمكن أن تغتفر. ولكن الواقع والمنطق والإنجازات والحسابات والامكانيات ورغبات النجوم تقف حائلاً أمام رغبات الجزائريين نظرا لأن جميع العوامل السابقة تؤكد علي أحقية الفراعنة بالتأهل للمونديال عن جدارة ولا عزاء للجزائريين. الإنجازات ترجح كفة الفراعنة بالنظر الي انجازات المنتخبين نجد أن منتخب الجزائر لم يصعد الي بطولة الأمم الأفريقية منذ عام 2004 أي منذ خمس سنوات في المقابل فإن المنتخب المصري استطاع أن يكتسح أفريقيا ويحقق انجازًا قياسيا بحصوله علي الكأس الأفريقي في بطولتين متتاليتين عامي 2006 و2008 وهو ما أهل الفراعنة للمشاركة في كأس العالم للقارات ليضرب أبناء شحاتة موعدا مع تشريف الكرة الأفريقية حينما استطاعوا أن يقهروا المنتخب الايطالي أبطال العالم وتغلبوا عليهم بهدف نظيف وشلوا حركة نجوم الأزوري خلال المباراة كما أنهم قدموا عرضا قويا أمام نجوم البرازيل الذي يضم كوكبة من أفضل لاعبي العالم في مقدمتهم كاكا وروبينيو. أما علي صعيد الأندية فلم نسمع عن أي ناد جزائري منذ فترة كبيرة في المراحل النهائية لبطولة دوري أبطال أفريقيا التي كانت من نصيب الأهلي المصري لفترة طويلة. نخلص من ذلك أنه في الوقت الذي كان الفراعنة علي موعد مع حصد الألقاب وتقديم العروض القوية أمام أبطال العالم نجد أن المنتخب الجزائري لم يشترك في بطولة منذ خمس سنوات ..لذلك فالواقع يقول إن الفراعنة هم الأجدر بحمل لواء الكرة الأفريقية والدفاع عن سمعتها في مونديال جنوب أفريقيا وليس المنتخب الجزائري الذي افتقد ذاكرة البطولات. الإمكانيات والولاء لم يقتصر ترجيح كفة الفراعنة في التأهل الي المونديال علي الانجازات فقط انما امتدت الي امكانيات اللاعبين وولائهم لمنتخب بلادهم فمعظم لاعبي المنتخب الجزائري يفتقدون الولاء لمنتخب بلادهم وهو مابدا جليا في تسول رابح سعدان رضا لاعبيه المحترفين قبل كل مباراة يخوضها الخضر في تصفيات المونديال. أما بالنسبة للإمكانيات فنجد أن المنتخب المصري يضم كوكبة من أفضل لاعبي أفريقيا وفي مقدمتهم محمد أبوتريكة لاعب الأهلي والذي يعتبر أفضل لاعب في القارة الأفريقية خلال هذه الآونة كذلك الحارس الجسور عصام الحضري ونجوم خط الوسط حسني عبد ربه ومحمد شوقي وأحمد حسن والظهيرين المتألقين أحمد فتحي وسيد معوض وأخيرا خط الهجوم بقيادة محمد زيدان وعمرو زكي واحمد عيد عبد الملك.. في المقابل يتمتع لاعبو المنتخب الجزائري بحالة فنية سيئة وخاصة المحترفين الذين أصبحوا أسري لدكة البدلاء مع أنديتهم مثل كريم زياني الذي تحول إلي لاعب أساسي في فريقه الجديد فولفسبورج إلي مجرد لاعب احتياطي لا يشارك الا لدقائق معدودات ونذير بلحاج الذي يعاني من تدهور في المستوي بسبب عدم مشاركته مع بورتسموث كذلك اللاعب عنتر يحيي الذي أصبح مشغولا بالتصريحات أكثر من الملعب وهو ماجعله في بداية طريق الانهيار. كما يعيش الثنائي غزال ومغني وضعا متناقضا، فالأول يلعب في فريق متواضع جدا ومستوياته متدنية وهو يشارك باستمرار، أما الثاني فيلعب في فريق قوي ولا يشارك إلا كبديل في حالات استثنائية. نخلص من ذلك أن امكانيات لاعبي الجزائر ليست مثل امكانيات لاعبينا وذلك بالنظرالي الانجازات الخرافية التي حققها منتخبنا الوطني ولذلك يقوم المنتخب الجزائري بإطلاق تصريحات هدفها تشتيت لاعبينا ورهبتهم. لذلك يجب علي الجماهير المصرية العظيمة ألا تنظر الي هذه التصريحات وألا نهتم بها ولا نفعل مثلهم . ودعونا من التعصب ولا يجب علينا ان نفعل مثلما فعلوا هم في الجزائر حتي يوفق الله منتخبنا الوطني وما علينا الا الدعاء الي الله حتي ننتصر في هذه المباراة. عدم احترام الواقع أصبح كل من يرشح المنتخب المصري للصعود الي المونديال مرتكبًا جريمة في حق الشعب الجزائري وكان آخر مجرم في وجهة نظر الاعلام الجزائري هو الايفواري ديدييه دروجبا الذي نال نصيبًا كبيرًا من السخرية والتوبيخ من قبل الشعب الجزائري عقب التصريح الذي ادلي به موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم - الفيفا - والذي عبر فيه عن اقتناعه بقدرة المنتخب المصري بالصعود لكأس العالم حيث قال نجم نادي تشيلسي الإنجليزي أن المنتخب المصري سيشّرف القارةالسمراء في نهائيات كأس العالم لما تملكه تشكيلته من لاعبين، اعتبرهم دروجبا من أفضل اللاعبين في العالم. لتخرج جميع الصحف الجزائرية متهمة دروجبا بالتطبيل للفراعنة بصحبة بلاتر وجوزيه الذي أكد أن مصر قادرة علي سحق الجزائر . أبرز التعليقات أقام أحد المشجعين المصريين "كليبا كوميديا" مستغلا مشهداً من أحد الأفلام الأجنبية التي صنعت لسرد حياة الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر. وأسقط المشجع كلمات قام بتأليفها علي سيناريو الكليب، وأظهر الترجمة علي الشاشة، في موقف يثير الضحك لكل مشاهديه. ويبدأ الكليب باستعراض معاوني هتلر لموقف المنتخب المصري في التصفيات، وأنه استطاع الفوز بكل مبارياته بعد الخسارة من الجزائر، وأنهم ينتظرون موقعة القاهرة للتأهل للمونديال. فما كان من هتلر إلا أن قام بالرد عليهم بالتأكيد علي أن المصريين لن يستطيعوا تحقيق الفوز لأن كل لاعبيهم مصابون، إلا أن كبير قواده يبين له أن اللاعبين تعافوا وعادوا من الإصابة، وهو ما أصاب هتلر بالفزع وبالتحديد من مهاجم بروسيا دورتموند محمد زيدان. ويبدأ هتلر في المشهد التالي في الانفعال في وجه مساعديه وأنه كان في أشد الحزن يوم أن سجل حسام حسن هدفًا قاتلاً في مرمي الجزائر عام 1989 والذي صعد بالفراعنة لمونديال ايطاليا مشيرا الي أن زيدان سيكرر سيناريو حسام وستخرج الجزائر من المولد بلا حمص.