· لا نحرض علي كسر القوانين بدليل أن الرئيس مبارك انحاز لحملتنا وقال إن قانون الضريبة العقارية لم يحسم بعد · كنا ومازلنا ندافع عن الناس وعن مساكنهم وعن حقهم في حياة كريمة وعادلة الكتابة عملية استشهادية علي الورق ومن ليس لديه استعداد للموت فليبحث له عن مهنة أخري الشاعر الكبير الراحل نزار قباني لن أمل من تكرار هذه العبارة البديعة، فهي في رأيي أفضل وأجمل وأدق وأقوي وصف لمهنة القلم بكل أشكالها .. ومنها وبها تعلمت أن الصحافة لمن يمارسها بجد ليست مهنة البحث عن المتاعب كما اعتاد البعض وصفها ولكنها مهنة البحث عن الموت .. نحارب الفساد والقمع والاستبداد والظلم والقهر وندك حصون المفسدين والمستبدين حتي لو تطلب الأمر أن نلف خصورنا بأحزمة ديناميت ونفجر أنفسنا في الفاسدين ونحقق وصية نزار قباني بالاستشهاد علي ورق الكتابة. ونحن نحتفل بالعدد رقم «500» من «صوت الأمة»« تذكرت أنه كانت بيني وبين السجن شعرة في ثلاث قضايا مهمة وخطيرة : - الأولي كانت جزءا من أهم وأنقي وأطهر معركة سياسية في السنوات الأخيرة والتي عرفت باسم معركة الاستقلال القضائي أو معركة القضاه الاصلاحيين أو قضية مكي والبسطويسي.. كان المستشاران محمود مكي وهشام البسطويسي ضمن كتيبة القضاة الاصلاحيين الذين يطالبون بإصلاح القضاء واستقلاله عن السلطة التنفيذية وقد قدما إلي المحاكمة التأديبية بسبب كلام قالاه ل «صوت الأمة» عن تزوير الانتخابات واستقلال القضاء وقدمنا أنا وزميلتي هدي أبو بكر إلي المحاكمة الجنائية في قضية شغلت الرأي العام لعدة أشهر.. كنت أخرج من بيتي علي اعتبار انني لن أعود.. فهكذا أحكام محكمة الجنايات تنفذ ونحن داخل المحكمة فور النطق بالحكم ويتم نقل المحكوم عليه من المحكمة إلي السجن مودعا الحياة المدنية لفترة من الزمن.. وشاءت إرادة الله أن ننتصر في هذه القضية بمعجزة غريبة فبينما نحاكم وقبل النطق بالحكم بأيام صدر تقرير من محكمة النقض.. أعلي هيئة قضائية في مصر.. يؤكد تزوير الانتخابات في نفس الدائرة التي أشرف عليها القاضي الذي اختصمنا أمام المحكمة لاننا اتهمنا بعض القضاة بتزوير الانتخابات.. كان تقرير محكمة النقض المفاجئ هو طوق النجاة الذي انقذنا من السجن وأثبت صحة موقفنا وصدق كلماتنا.. وقتها أدركت أنه لا حامي لنا بعد الله سبحانه وتعالي إلا اثنان: أولا : القضاء العادل وثانيا: حب الناس الذين تجمعوا بالمئات داخل المحكمة واكتظت بهم القاعة واضطر رئيس المحكمة بعد ذلك إلي نقل المحاكمة من باب الخلق إلي مدينة نصر ثم التجمع الخامس.. التفاف الناس حولنا في هذه القضايا رسالة واضحة وصريحة وقوية إلي النظام وإلي الوزراء وإلي الفاسدين الذين يستهدفوننا بأننا لسنا وحدنا وأن الناس معنا القضية الثانية كانت رغم تفاهتها أغرب وأعنف وأشرس قضية في تاريخ الصحافة المصرية ووصفتها وقتها بأنه مذبحة، حيث حكم فيها بالسجن لمدة عام علي أربعة رؤساء تحرير دفعة واحدة وهم الزملاء الاساتذة : عادل حمودة وعبد الحليم قنديل وإبراهيم عيسي بالاضافة إلي كاتب هذه السطور، لم تكن السابقة الأولي في انها مذبحة جماعية ولكن أيضا، لأنها المرة الأولي التي يستخدم فيها سلاح الحسبة السياسية أي أن الذي أقام الدعوي ضدنا هوغير ذي صفة ولم يلحق به أذي مباشر، فقد أقام الدعوي القضائية نيابة عن قيادات الحزب الوطني .. وفوجئنا بالدوائر السياسية، الحكومية وبقيادات الحزب الحاكم يرحبون ويهللون للحكم بحبس 4رؤساء تحرير وعشنا لحظات صعبة وقاسية واستأنفنا الحكم وتم تخفيفه إلي الغرامة وغصبنا بشدة لأنها إدانة في كل الاحوال وهي إدانة لا نستحقها ولا يستحقها المجتمع لأنها كرست امكانية اقامة دعاوي حسبة سياسية.. أي أن المسئول الذي يخشي من مواجهتنا داخل المحكمة يمكن له أن يدفع بأي شخص ليقيم دعوي قضائية ضدنا وتحكم له المحكمة بحبسنا مع أنه بدون صفة. أما القضية الثالثة فهي القضية الحالية في مواجهة وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالي والتي تبدأ أولي جلساتها يوم الأحد 18يوليو الحالي في محكمة جنايات شمال الجيزة في دار القضاء العالي دائرة المستشار إميل حبشي . سنذهب إلي المحكمة دون خوف فقد كنا ومازلنا ندافع عن الناس وعن حقهم في حياة كريمة وعادلة.. لم نشن الحملة علي الضريبة العقارية دفاعا عن مصالحنا فالمجتمع كله كان ومازال ضدها..ربما كان صوتنا أعلي وحججنا أقوي وأدلتنا أوضح.. سنذهب إلي المحكمة لنعلن ونؤكد تمسكنا بموقفنا الذي يتمثل في رفض السياسات الضريبية المجحفة والظالمة.. سنذهب إلي المحكمة ونؤكد علي موقفنا الداعي إلي إسقاط الضرائب العقارية عبر الوسائل القانونية ومن خلال المؤسسات الدستورية نقول لمن يتهمنا بالتحريض إن مهنة الصحافة في الاساس هي تحريض علي مقاومة الظلم والاستبداد والفساد .. هي تحريض علي الاصلاح والتصحيح.. الشيء الوحيد الذي يحتاج منا فقط إلي توضيح هو اننا لا يمكن أن ندعو إلي اسقاط الضريبة العقارية من خلال الدعوة إلي تحطيم القوانين وعدم الالتزام بها حتي لو اتخذت حملتنا شعارات من نوع : لا تدفعوا الضريبة ولا تقدموا الاقرار فهدفنا هو اسقاط الضريبة قانونيا ودستوريا باللجوء إلي القانون وليس تحطيمه والدليل علي نجاح حملتنا أن الرئيس مبارك استجاب لمطالب الكثيرين وقال بالحرف الواحد في محافظة كفر الشيخ بعد اسبوعين من حملتنا إن قانون الضريبة العقارية لم يحسم بعد وإنه لابد أن يراعي الابعاد الاجتماعية.. ندعو إلي مواجهة السياسات الضريبية المجحفة.. نعم.. ندعو إلي اسقاط الضرائب العقارية الظالمة .. نعم.. ندعو إلي اسقاطها بالقانون والدستور وليس بتكسير القوانين .. نعم.. ذاهبون إلي المحكمة دون خوف وندعو الناس إلي التضامن معنا في وقفة احتجاجية بنقابة الصحفيين يوم الاثنين القادم 12يوليو الساعة الخامسة عصرا وندعوهم أيضا إلي التلاحم معنا في المحكمة في دار القضاء العالي يوم الأحد18يوليو الساعة التاسعة صباحا.. كنا ومازلنا ندافع عنكم ولن يحمينا بعد الله سبحانه وتعالي إلا أنتم فتعالوا إلي المحكمة لمواجهة ما نتعرض له جميعا من ظلم.