الخطوة الأولي لإقامة أي مشروع توفير مكان أو مقر للمهندسين والإداريين المشرفين علي العمل، ويتم ذلك بعد توفير التمويل والمعدات اللازمة للتنفيذ.. هذه هي أبجديات العمل والأسلوب المتبع في كل بلاد الدنيا.. ولايشذ عن هذه القاعدة إلا حكومتنا فهي تصدر القرارات وتنشرها في الجريدة الرسمية بدون ترتيبات مسبقة أو اعتمادات أو توفير مقار! المهم إصدار القرار وبعدها يحلها الحلال! فعندما أصدرت قرار تقسيم محافظتي القاهرةوالجيزة إلي أربع محافظات لم يكن للمحافظتين الجديدتين أكتوبر وحلوان أي مقار! وعندما ذهب الدكتور فتحي سعد لحلف اليمين أمام السيد الرئيس استقل سيارته الخاصة وقادها بنفسه لأن السيارة التي كانت مخصصة لسيادته آلت إلي محافظة الجيزة وأصبحت تحت أمر المحافظ الجديد اللواء سيد عبدالعزيز.. وبعد حلف اليمين توجه المحافظ الجديد إلي مقر المحافظة بشارع الهرم.. ولم يعرف محافظ أكتوبر إلي أين يذهب! فلم يكن هناك مقر أو عنوان للمحافظة الوليدة! ولم يكن أمام الدكتور فتحي سعد إلا استعارة حجرة من رئيس جهاز مدينة أكتوبر التابعة لوزارة أخري لمباشرة مهام عمله ومعه مدير مكتبه الاستاذ أنور! واستمر هذا الحال عدة أشهر حتي فتح الله علي الحكومة ووفرت مقراً للمحافظة! ويبدو أن طريقة اصدار القرارات وترك الباقي لحين ميسرة، قد أعجبت الحكومة! لذلك أصدر الدكتور أحمد نظيف القرارات التالية والتي نشرت بالجريدة الرسمية العدد 17 مكرر في 4 مايو 2010 والتي يعمل بها اعتبارا من اليوم التالي للنشر وعلي الجهات المختصة تنفيذها! تقول القرارات الخاصة بمحافظة 6 أكتوبر.. أولا.. ضم الجزئين الواقعين غرب الطريق الدائري من شياختي «كفر غطاطي ومنشأة البكاري والتي كانت تابعة لحي الهرم سابقا وإنشاء مدينة جديدة تضمها بمسمي مدينة كفر غطاطي ومنشأة البكاري، يكون حدها الشرقي الطريق الدائري.. ثانيا: تغيير مسمي الوحدة المحلية لمركز الجيزة إلي مسمي الوحدة المحلية لمركز أبوالنمرس بمحافظة 6 أكتوبر.. ثالثا: تعديل نطاق الوحدة المحلية لمركز أوسيم بحيث يضم في نطاقه الجزء الواقع غرب الطريق الدائري من الوحدة المحلية لقرية بشتيل والوحدة المحلية لقرية جزيرة محمد والتي تضم قرية طناش ونزلة الزمر.. رابعاً: ضم الجزء الواقع غرب الطريق الدائري من قرية المعتمدية الي مركز كرداسة.. وبصدور هذه القرارات التي يعمل بها من اليوم التالي للنشر تنسلخ كفر غطاطي ومنشأة البكاري عن حي الهرم وبالتالي عن محافظة الجيزة وتؤول تبعيتهما إلي محافظة 6 أكتوبر! فهل سبق صدور هذه القرارات أية ترتيبات أو اعتمادات مالية أو إنشاء مقر للمدينة الجديدة التي صدر بها القرار! أبداً لم يحدث شيء من هذا القبيل! وأصبح مصير أهالي هذه المناطق مجهولاً! فمحافظة الجيزة لن تقدم لهما أية خدمات لخروجهما من نطاق ولايتها! ومحافظة 6 أكتوبر التي آلت إليها هذه المناطق تصرخ من قلة الاعتمادات والمعدات! ويكفي أن مدينة ومركز كرداسة الملاصقة لهاتين المنطقتين تعمل إدارتها بقيادة النشيط علاء بدران ونائبيه محمود فوزي وعصام حسن بأقل الاعتمادات ونقص شديد في المعدات وبالذات الخاصة بالنظافة من سيارات ولوادر، وتخيلوا أن محافظة مثل 6 أكتوبر التي تمتد حدودها حتي محافظة مطروح غربا ومحافظة الجيزة شرقا والمنوفية شمالا وبني سويف جنوبا ليست بها هيئة نظافة حتي الآن! فلمن يلجأ أهالي منشأة البكاري وكفر غطاطي خلال الفترة الانتقالية وحتي تجتمع اللجنة حيث تقول المادة الرابعة من قرار رئيس الوزراء.. تشكل لجنة بقرار من وزير الدولة للتنمية المحلية تضم في عضويتها ممثلين عن كل من الأمانة العامة للإدارة المحلية الاجهزة المعنية بوزارة الداخلية الهيئة العامة للتخطيط العمراني الهيئة العامة للمساحة المركز الوطني للتخطيط استخدامات أراضي الدولة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الأجهزة المعنية بوزارة الصحة المحافظات المعنية تختص باتخاذ الإجراءات الواجبة والعرض علي الجهات المعنية لاستصدار القرارات اللازمة لوضع هذا القرار موضع التنفيذ من تاريخ صدور القرار! طيب.. وحتي تجتمع اللجنة الموقرة لوضع هذه القرارات موضع التنفيذ من هو المسئول عن أهالي كفر غطاطي ومنشأة البكاري ومن هي الجهة التي يلجأ إليها الأهالي.. هل هي محافظة الجيزة أم محافظة أكتوبر وأيهما إجدي أن توفر الحكومة المقر المناسب للمدينة الجديدة الصادر القرار بشأنها وتوفر الاعتمادات المالية والكوادر البشرية اللازمة لإدارتها ثم يأتي القرار بعد ذلك! أم يصدر القرار وتترك كل الأمور للزمن ولحين ميسرة! كما فعلت من قبل مع محافظتي أكتوبر وحلوان اللتين مازالت الاشتباكات بين الادارات التابعة لها والتابعة للقاهرة والجيزة! يا عالم حرام كفاية قرارات عشوائية! وإذا سألت عن الأسباب يكون الجواب الجاهز من غير ليه! مع الاعتذار للواء الدكتور الموسيقار الراحل!!