نشرنا في الأسبوع الماضي شكوي لأحد مالكي سيارات تويوتا في مصر وكان لهذا الموضوع رد فعل كبير حيث تلقينا بعد النشر مكالمات عديدة من مالكي تويوتا، وتحديداَ موديل كورولا الذي يشعر الكثير من مالكيه بالقلق ليس بسبب الوسائد الهوائية التي لا تفتح كما هو الحال في شكوي الأسبوع الماضي، ولكن بسبب ناقل السرعات الذي يعاني كثير من مالكي الموديل منه. فكثير من مالكي موديل كورولا للعامين الماضيين لاحظوا عيب في هذا الناقل وتحدثوا مع الشركة بشأنه وكان رد الشركة بأنه لا عيب علي الإطلاق وأن ناقل السرعات يعمل بكفاءة. بدأت الشكاوي قبل تفجر قضية تويوتا عالمياً ولم تستجب الشركة ومراكز الصيانة التابعة لها، بل لم يستجب جهاز حماية المستهلك لشكاوي الناس خلال الفترة الماضية وبدأ في التحرك فقط بعد أن تفجرت الأزمة عالمياً. وفي حديث مطول مع أحد مالكي كورولا، أخبرنا أنه أكتشف العيب مبكراً لخبرته الكبيرة في مجال السيارات وتوجه للشركة التي حاول القائمون علي مركز صيانتها إقناعه بأن ناقل السرعة سليم، فتوجه لجهاز حماية المستهلك الذي لم يهتم كثيراً بشكواه منذ أكثر من عام ولم يتحرك القائمون عليه سوي بعد انتشار أخبار عيوب السيارات في تويوتا حتي أنه أخبرنا بأنه يفكر في مقاضاة الجهاز. ويضيف أنه عاود الاتصال بتويوتا مصر بعد تفجر القضية والإعلان عن استدعاء السيارات المعيبة في مصر وفقاً لجدول زمني فما كان من الشركة سوي تسجيل بياناته وإخطاره بأنه سيتم الاتصال به قريباً. حدث ذلك منذ شهر ونصف تقريباً ولم تقم الشركة بإخباره بموعد الإصلاح. واللافت للأمر أن ذلك حدث مع أكثر من شخص، والأغرب أنه بعد معاودة الاتصال بالشركة للاستفسار عن موعد الإصلاح لم يعد أحد يرد علي العملاء. يبدو الأمر عجيباً نظراً لما هو معروف عن تويوتا مصر من مصداقية في التعامل لم تكن وليدة اليوم بل هي مصداقية تمتد لقرابة 30 عاماً صارت فيها سيارات الشركة من بين أفضل الماركات في السوق المصري. وبدا رصيد الشركة يتراجع كثيراً خلال الأسابيع الماضية بعد أن ظهرت قضية عيوب الموديلات التي حاولت الشركة التقليل من شأنها وتبين في نهاية الأمر أن الشكاوي كانت حقيقية. كان جهاز حماية المستهلك قد أعلن عن جدول زمني ستلتزم به تويوتا مصر لإصلاح النسخ المعيبة من موديل كورولا لعامي 2008 و2009 خاصةً في نظام وصل وفصل الحركه ( الدبرياج) إلي جانب القيام بتعديل في دواسة البنزين بإضافة قطعة متطورة في بعض موديلات كورولا 2007 تماشياً مع سياسة تويوتا في باقي الأسواق العالمية. وقال سعيد الألفي رئيس الجهاز أن الجدول الزمني الذي قدمته الشركة للجهاز عقب الاجتماع المطول تضمن التزام واضح من الشركة باستدعاء النسخ المعيبة من طراز كورولا MMT بمعدل 150 سيارة خلال الشهر الجاري بحيث يرتفع المعدل إلي 700 سيارة في الشهر القادم ثم 1000 سيارة شهرياً بداية من مايو وحتي أكتوبر في حين سيتم تعديل دواسة البنزين في بعض موديلات تويوتا كورولا 2007. وشدد الألفي علي أهمية الجدول الزمني في استدعاء السيارات للتأكد من الالتزام وضمان حقوق كافة المستهلكين كما أنه وضع خريطة للمراقبة ومتابعة التنفيذ وناشد المستهلكين من مالكي كورولا الالتزام في نفس الوقت بزيارة أحد مراكز الخدمة التابعة للشركة عند الاستدعاء بهدف المساهمة في تحقيق التنفيذ وفق هذا الجدول الزمني الذي حددته الشركة. وكشف الألفي عن موافقة الشركة علي منح ضمان إضافي علي قطع الغيار الجديدة والمطورة والتي سيتم تركيبها في تلك السيارات لمدة عامين من تاريخ التركيب. وأضاف أنه تم التأكيد عل أن جميع الفحوصات وتركيب قطع الغيار التي سيتم توريدها من الشركة الأم في اليابان سيكون بشكل مجاني للمستهلك علي أن تتحمل الشركة التكاليف دون أي أعباء علي المستهلك كما ينص القانون. وتحدث الألفي علي أن تلك الخطوة تعد مهمة وجيدة كما أنها ستسهم في بناء وترسيخ قواعد جديدة وثقافة استهلاكية داعمة للمستهلك وحقه كما هو الحال في الأسواق المتقدمة، كما أنها خطوة جيدة في الوقت ذاته لبناء الثقة بين المستهلكين والشركات التي تحترم الحقوق وتسعي لاحترام القانون. تبدو الخطوة جيدة وإن جاءت متأخرة كما أنه يتعين علي الجهاز وشركة تويوتا مصر التحرك بشكل سريع لتبديد مخاوف المستهلكين الذين لم تكلف الشركة خاطرها بإبلاغ كثير منهم بمواعيد الإصلاح حتي الآن الأمر الذي أثار مخاوفهم.