منذ أيام تناقلت وكالات الأنباء العالمية إعلان من تويوتا اليابانية عن إنشاء مصنع لها في مصر يبدأ العمل فيه خلال الشهر المقبل عبر مشروع مشترك بين شركة "تويوتا تسوشو" التابعة لمجموعة تويوتا موتورز، وشركة "تويوتا إيجيبت". وقالت تويوتا اليابانية وهي اليوم أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم أن المصنع الجديد سيتولي تجميع سيارتها من طراز "فورتشنر" الرياضية متعددة الأغراض. وذكرت تويوتا أن المصنع الجديد سينتج نحو ثلاثة آلاف سيارة سنويا بدءا من عام 2012, وأنها ستستعين في تجميع السيارات بشركات محلية مستخدمة أجزاء معظمها مصنع في تايلاند. وقالت الشركة اليابانية إنها بدأت تصدير السيارات إلي مصر عام 1979، وباعت نحو 15 ألف سيارة هناك في العام الماضي. وتخطط تويوتا اليابانية وفقا لتقارير لتعزيز إنتاجها من السيارات في أسواق ناشئةوخفضه في اليابان بسبب ارتفاع الكلفة في ظل صعود الين مقابل الدولار وعملات عالمية رئيسية أخري. وترغب الشركة بذلك في تحصين نفسها من تداعيات صعود العملة اليابانية التي ارتفعت مقابل الدولار في السنة المالية الماضية المنتهية في مارس/آذار بنسبة 8%. وكانت تويوتا قد اضطرت أواخر العام الماضي ومطلع العام الحالي إلي استرجاع ما يزيد علي عشرة ملايين سيارة بسبب عيوب صناعية في دواسات السرعة والفرامل ونظام القيادة. ودفعت الشركة في مايو الماضي غرامة بقيمة 16.4 مليون دولار -هي القصوي بمقتضي القانون الأميركي- بعد اتهامها بالتقاعس عن معالجة عيوب في طرز مختلفة من سياراتها. انتهي الخبر الذي تناقله الجميع كحدث مهم ستكون له يؤمل أن يكون له انعكاساته الإيجابية علي سوق السيارات المحلي كخطوة جديدة تدعم مكانة مصر كقاعدة هامة لصناعة السيارات في منطقة الشرق الأوسط. ولكن في الواقع يطرح هذا الإعلان عدة علامات استفهام عن سبب اختيار هذا النوع من المركبات تحديداً علماً بأنه لا يحظي بمبيعات ضخمة إلي الحد الذي يستدعي إنشاء مصنع يبدأ العمل بعد عامين تقريباً من الآن. فهذا الطراز لم يعرف عنه أنه يتمتع بشعبية كبيرة في السوق المصري يوماً ما التي يميل الذوق العام فيها إلي السيارات السيدان الصغيرة وليس المركبات متعددة الأغراض. أما الإشارة إلي أن المصنع الجديدة سيكون ثمرة تعاون مشترك بين شركة "تويوتا تسوشو" التابعة لمجمفورتشنر .. سيارة تويوتا الفاشلة قريباً في مصر بعد الإعلان عن نية تويوتا إنتاج سيارة جديدة في مصر من خلال مصنع جديد تنوي إنشاؤه، بقي سؤال مهم يطرح نفسه ولم يقم أحد بطرحه عن تلك السيارة والتي تنوي الشركة إنتاجها في مصر ونعني بها موديل فورتشنر الذي يبدو كأحد أسوأ السيارات في تاريخ تويوتا ربما في إشارة إلي قدر وحجم تويوتا إيجيبت في نظر الشركة الأم والذي يبدو ضئيلاً للغاية. فتلك السيارة التي ستسعي تويوتا إلي ترويجها في مصر علي أنها موديل فاخر ينتمي لفئة الدفع الرباعي ليست في واقع الأمر سوي نسخة لقيطة صممت في تايلاند ولا يتم تسويقها سوي في بعض دول أسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط والهدف منها إتاحة الفرصة لأصحاب الدخول المتواضعة للدخول إلي عالم مركبات الدفع الرباعي، ولا يعد ذلك عيباً ولكن القضية في السعر الذي ستقوم الشركة بوضعه للسيارة القادمة التي ستسوق علي أنها تويوتا ويعني ذلك أن سعرها في مصر سيكون عالياً. المؤسف أيضاً هو اختيار الموديل الذي يعتمد علي شاسيه موديل هايلوكس البيك أب وهو أمر يعني أن المقصورة لن تكون مريحة بأي حال من الأحوال كما أن ذلك يطرح عدد من التساؤلات بشأن سلامة وتماسك السيارة علي الطرق. وأمر استخدام شاسيه بيك أب كأساس لها يعني أنها سيارة تم تطويرها بميزانية متواضعة للغاية كما يشير الأمر إلي أن هذا الموديل سيكون أسوأ من موديلات تويوتا الحالية والتي زكمت فضائحها الأنوف خلال الأشهر الماضية. وبالطبع سيتم تزويد الموديل بتجهيزات عتيقة عفا عليها الزمن ومن بين تلك التجهيزات نظام التعليق وناقل السرعات والمحرك فضلاً عن اختفاء كافة التقنيات المتطورة من الموديل وهي كارثة أخري تفيد أن الشركة الأم تتعامل مع وكيلها في مصر علي أنه ضمن تصنيف الدرجة الثانية من الوكلاء. الموديل متاح في بعض أسواق الشرق الأوسط خلال الوقت الراهن وببعض الخيارات. فعلي سبيل المثال يتوافر الموديل في السوق الاماراتي بخيار من محركين، الأول من أربع أسطونات سعة 2400 سي سي بقوة 158 حصان ويجهز فئة القاعدة أس أر والتي تتوافر بخيارين من للدفع علي العجلات الخلفية وحدها أو بالدفع الرباعي، وأيضاً خيارين من علب التروس إما أوتوماتيكية من أربعة نسب أو يدوية من ست نسب. ويتوافر لتلك النسخ أيضاً بعض التجهيزات ومنها جهاز راديو كاسيت ومكيف هواء بمنطقتي تبريد مختلفة ووسائد هوائية للسائق والراكب الأمامي ونوافذ كهربائية بالإضافة إلي عاكس هواء صغير في مؤخرة سقف السيارة. وتوفر فئة القمة من أس أر قياسياً تجهيزات أكثر فخامة كجهاز استماع موسيقي مع مبدل أسطونات وخاصية فتح وإغلاق الأبواب عن بعد ومصابيح ضباب أمامية وجهاز منع أنغلاق الفرامل بالإضافة إلي عجلات رياضية قياس 17 بوصة كما أنها تتوافر بخيار علبة تروس أوتوماتيكية من أربعة نسب. وتتوافر أعلي السيارات تجهيزاً بمحرك من ست أسطوانات سعة 4000 سي سي بقوة 235 حصان تنتقل الي العجلات إما بواسطة علبة تروس أوتوماتيكية أو يدوية، فيما تحتوي تجهيزاتها قياسياً علي جهاز توصيل الهاتف بتقنية البلوتوث ومكيف هواء بمنطقتي تبريد مختلفة وغطاء جدلي لعجلة القيادة ومقبض ناقل السرعات ومثبت سرعة أما المقاعد الجلدية فتدخل ضمن الكماليات. الملاحظ في تلك التجهيزات التي أعلنت عنها الشركة أنها جاءت خالية من أي تقنيات تدعم من أداء السيارة أي أن جميعها من الكماليات التي لم تعد تميز سيارة عن أخري كما أننا نشك كثيراً في إمكانية توفير جزء من تلك الكماليات في النسخ التي سيتم إنتاجها في مصر نظراً لسمعة الشركة السيئة والتي يمكن تلخيصها في رغبة تويوتا المصرية في تحقيق أكبر ربح ولو جاء ذلك علي حساب العميل. سيارة تويوتا القادمة فاشلة بكل المقاييس خاصة وأنها موديل عتيق وضع وكيل الشركة في مصر في حجمه الطبيعي، فالشركة الأم لم تختر موديلاً محترماً لإنتاجه في مصر بل قدمت موديلاً عتيقاً لا يبدو مناسباً للسوق المحلي. وعة تويوتا موتورز، وشركة "تويوتا إيجيبت" فهي في واقع الأمر تبعث علي القلق لأسباب عديدة منها الفشل الذريع الذي اتسم به تعاطي الشركة مع عملائها طيلة الفترة الماضية والتي شهدت تغيير الإدارة وهجرة الكفاءات وتدهور في المبيعات وخدمات الصيانة مع ارتفاع في أسعار قطع الغيار وتقاعس عن التعامل بإيجابية مع مشكلة استدعاء موديل كورولا، فما بالنا بالتعامل مع عمليات تصنيعية علي نطاق واسع تتطلب مهارات وكفاءة ودقة لا تتوافر وفقاً للمعطيات في الإدارة الحالية التي عادت بإسم تويوتا سنوات إلي الوراء. خطوة تصنيع سيارات تويوتا في مصر إيجابية دون أدني شك ولكنها تتطلب من الوكيل تتغير تلك الإدارة الفاشلة إن أراد هو والشركة الأم أن يكتب لتلك الخطوة النجاح.وفي اعتقادنا أن تويوتا العالمية في غني عن إضافة مشكلة جديدة لها في مصر، فيكفيها ما تعرضت له من مصاعب في مختلف أنحاء العالم.