· لكن سيادته هو الذي حول الخاص إلي عام، عندما زق المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء لإعلان خبر الزواج الميمون، في توقيت كانت الناس فيه غارقة في الحزن والموت الشهر القادم.. سوف يتوقف الحديث عن أنفلونزا الخنازير، اللي طلعت مقلب حرامية، من منظمة الصحة العالمية إلهي يحرقها بجاز البعيدة، والسيول التي أغرقت القري وجابت عاليها واطيها، مما أصاب الدكتور بطرس غالي بأزمة نفسية حادة، لأنها فلتت من تحت إيده، ومش هياخد عليها ضرايب، وسوف تتوقف التعليقات قليلة الأدب علي تلك الصورة الفضيحة التي نشرها السيد وزير الصحة علي علب السجاير، لسيجارة متدهولة ماخدتش فياجرا، وكان المفروض يحط جنبها فنجان ولا طبق، عشان اللي مش واخد باله لا مؤاخذة، وسوف تخلع مصر الطرحة والجلابية، وتلبس فستاناً آخر موضة مشغول بالترتر والنجف، وتعلق الزينات والكهارب، ولا زينات قطر الندي بنت الحاج خمارويه، ابتهاجا بزواج السيد رئيس الوزراء الميمون، الذي سيغني له شعبولا مغني الأفراح والأزمات، باحب أحمد نظيف.. وماشي علي الرصيف.. إيييه. الشهر القادم.. ستحتفل مصر كلها.. فلاحين وعمال وفئات، بزواج سيادته، وهو حر طبعا في أن يتزوج، ويكمل نصف دينه، في الذكري السنوية لوفاة زوجته الأولي، أو يعيش بحكمة خالد الذكر فريد الأطرش.. وحداني ها أعيش كده وحداني.. ولا أقول ياغرام أبدا تاني، فهذه حياته الخاصة، ولا يجوز لأي مواطن سواء وطني أو معارضة، أن يتدخل فيها، فكل واحد فيهم أتجوز وخلف كبشة عيال، وما حدش قالهم حاجة، جت بقي علي الراجل اللي شايل مصر فوق كتافه لوحده؟ لكن سيادته هو الذي حول الخاص إلي عام، عندما زق المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء لاعلان خبر الزواج الميمون، في توقيت كانت الناس فيه غارقة في الحزن والموت، وبالتالي.. أصبح من حق الصحافة، أن تتناولها كقضية عامة، لأنها سوف تؤثر علي مزاج سيادته، الذي سينعكس بالضرورة علي مزاج الوطن. ومع ذلك.. مازلت مصرا علي أن من حقه - هو وحده فقط - أن يتزوج بالطريقة التي تعجبه، وأن يخلف صبيان وبنات يملوا عليه مجلس الوزراء، ولكن ما يشغلني فعلا هو حكاية الفرح، فليس من المعقول أن يتزوج سيادته سكيتي من غير زيطة وزمبليطة، ويقهر الوطن اللي نفسه يفرح، وليس معقولا أن يحجز سيادته قاعة أفراح بالرأس، ويوزع علي المعازيم علب ملبس، وأن يقوم المدعوون بتقديم النقطة يعني اللي يقدم طقم سفرة، واللي يقدم طقم كوبيات شاي مدهب، وليس معقولا أيضا.. أن يجلس سيادته في الكوشة، بينما يغني سعد الصغير رائعته.. باحب المنجة.. عموما يعمل اللي علي مزاجه، بس نصيحة.. اوعي تعزم الحاج بطرس غالي، عشان هايبصلك في اللقمة، وياخد عليها ضرايب كمان.. وألف مبروك مقدما ياعريس الوطن. محمد الرفاعي