وزيرة التنمية المحلية: إنشاء 11 مدفنا صحيا آمنا في 8 محافظات بتكلفة 700 مليون جنيه    محافظ بني سويف: لا تهاون في التعديات ولا تأخير في التقنين والتصالح    نائب الرئيس الأمريكي: ترامب قد يتخذ إجراءات لإنهاء تخصيب اليورانيوم في إيران    كأس العالم للأندية.. انطلاق مواجهة فلومينينسي ودورتموند في افتتاح المجموعة السادسة    المشدد 5 سنوات للمتهم بخدش حياء فتاة وتهديدها بالقليوبية    مسلسل فات الميعاد يثير قضية الذمة المالية للزوجة    محافظ الأقصر يعلن بدء مشروع تطوير كورنيش مدينة إسنا    طريقة عمل الطحينة بالسمسم زي الجاهزة وبأقل التكاليف    التعليم العالى تعلن فتح باب التقدم للمنح المصرية الفرنسية لطلاب الدكتوراه للعام الجامعى 2026    الجيش الإسرائيلي: إيران أطلقت 400 صاروخ حتى الآن    "فوربس" تختار مجموعة طلعت مصطفى كأقوى مطور عقاري في مصر    نائب محافظ الدقهلية يتفقد الخدمات الصحية وأعمال التطوير والنظافة بمدينة جمصة    مصرع شاب في حادث دراجة بخارية بالمنيا    قرار مهم من "التعليم" بشأن سداد مصروفات الصفوف الأولى للعام الدراسي 2026    رئيسة «القومي للبحوث»: التصدي لظاهرة العنف الأسري ضرورة وطنية | فيديو    بعد تعرضهم لحادث.. صور مراقبي الثانوية العامة داخل المستشفى بقنا    «البحوث الإسلامية»: الحفاظ على البيئة واجب شرعي وإنساني    "أكبر من حجمها".. محمد شريف يعلق على أزمة عدم مشاركة بنشرقي أمام إنتر ميامي    ضربة قوية لمنتخب السعودية قبل مباراة أمريكا بالكأس الذهبية    "المدرسة البرتغالية".. نجم الزمالك السابق يطلق تصريحات قوية بشأن الصفقات الجديدة    "الحرية المصري": نخوض الانتخابات البرلمانية بكوادر على غالبية المقاعد الفردية    بدء الجلسة العامة للبرلمان لمناقشة الموازنة العامة    معهد ستوكهولم: سباق تسليح مخيف بين الدول التسع النووية    محافظ أسيوط يستقبل السفير الهندي لبحث سبل التعاون - صور    في ذكرى وفاة الشعراوي.. 7 معلومات مهمة عن إمام الدعاة يكشف عنها الأزهر للفتوى    "هيخسر ومش مصرية".. حقيقة التصريحات المنسوبة للفنانة هند صبري    بلمسة مختلفة.. حسام حبيب يجدد أغنية "سيبتك" بتوزيع جديد    افتتاح مشروع تطوير مستشفى الجراحة بتكلفة 350 مليون جنيه بالقليوبية    تخصيص بالأسبقية.. مواعيد الحجز الإلكتروني لشقق صبا بأرقام العمارات    محافظ المنيا يُكرم مديرة مستشفى الرمد ويُوجه بصرف حافز إثابة للعاملين    نجاح طبي جديد: استئصال ورم ضخم أنقذ حياة فتاة بمستشفى الفيوم العام    عرض غنوة الليل والسكين والمدسوس في ختام الموسم المسرحي لقصور الثقافة بجنوب الصعيد    مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير يواصل تألقه بعرض خاص في القاهرة    التعليم العالي: جهود مستمرة لمواجهة التصحر والجفاف بمناسبة اليوم العالمي    تأجيل محاكمة متهمين بإجبار مواطن على توقيع إيصالات أمانة بعابدين    اختراق غير مسبوق.. إسرائيل تعلن اغتيال قائد خاتم الأنبياء الجديد    محافظ أسوان يشيد بجهود صندوق مكافحة الإدمان فى الأنشطة الوقائية    وزير الرياضة يرد على الانتقادات: دعم الأهلي والزمالك واجب وطني.. ولا تفرقة بين الأندية    زيلينسكي: روسيا هاجمتنا بالطائرات المسيرة بكثافة خلال ساعات الليل    محافظ المنيا: استمرار أعمال توريد القمح بتوريد 509آلاف طن منذ بدء موسم 2025    "ليست حربنا".. تحركات بالكونجرس لمنع تدخل أمريكا فى حرب إسرائيل وإيران    CNN: ترامب يواجه ضغوطا متعارضة من إسرائيل وحركته الشعبوية    هشام ماجد يسترجع ذكريات المقالب.. وعلاقته ب أحمد فهمي ومعتز التوني    المرور تحرر 47 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    البحوث الفلكية: الخميس 26 يونيو غرة شهر المحرم وبداية العام الهجرى الجديد    دار الإفتاء: الصلاة بالقراءات الشاذة تبطلها لمخالفتها الرسم العثماني    طلاب الثانوية العامة بالفيوم: "امتحان اللغة الأجنبية الثانية فى مستوى الطالب المتوسط لكن به بعض التركات الصعبة جدا    التعليم الفلسطينية: استشهاد أكثر من 16 ألف طالب وتدمير 111 مدرسة منذ بداية العدوان    جدول مباريات اليوم: مواجهات نارية في كأس العالم للأندية ومنافسات حاسمة في الكونكاكاف    مستشفيات الدقهلية تتوسع في الخدمات وتستقبل 328 ألف مواطن خلال شهر    ضبط 18 متهمًا بحوزتهم أسلحة و22 كيلو مواد مخدرة في حملة أمنية بالقاهرة    أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة قنا    بدء التشغيل التجريبي لمستشفى طب الأسنان بجامعة قناة السويس    «أمطار في عز الحر».. الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الثلاثاء: «احذروا الشبورة»    موعد مباراة الهلال ضد ريال مدريد والقنوات الناقلة في كأس العالم للأندية 2025    بعد تلقيه عرضًا من الدوري الأمريكي.. وسام أبوعلى يتخذ قرارًا مفاجئًا بشأن رحيله عن الأهلي    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك لنظيف- حمدى قنديل- صحيفة المصري اليوم
نشر في مصر الجديدة يوم 25 - 01 - 2010

أظن أن الناس فى مصر دهشوا عندما خرج عليهم المتحدث الرسمى باسم رئاسة مجلس الوزراء ببيان يوم 18 يناير، يعلن عليهم أن الدكتور نظيف قرر عقد قرانه الشهر المقبل. ولعل السبب الأول للدهشة أن النشر الرسمى للأخبار المتعلقة بالحياة الشخصية للحكام، وإن كان سائداً أيام الملكية، إلا أنه لم يعد وارداً منذ قيام الثورة.. ولعل الضجة التى صاحبت ما نشر حول صحة الرئيس مبارك منذ أكثر من عام تدلنا على انزعاج الدولة واستهجانها لذلك.
فى المجتمعات الديمقراطية نجد الحياة الشخصية للسياسيين دائماً تحت المجهر بسبب سطوة الإعلام من ناحية، ولأن تلك المجتمعات من ناحية أخرى تقر بأن نشر أخبار الحكام الخاصة وسيلة من وسائل الرقابة على مسلكهم، ومؤشر للتقييم عند انتخابهم، ولذلك فإن المكاتب الإعلامية للمسؤولين عادة ما تبادر بالإعلان عن وعكة صحية ألمت بهم أو عن إجازة عائلية يقومون بها، لكن المهمة الأولى للمتحدثين الرسميين تظل فى إخطارهم عموم الناس بكيفية تسيير المسؤولين لشؤون الدولة، كبيرها وصغيرها، وبإنجازات الحكم وإخفاقاته، وبذلك ترسى قواعد الشفافية بين الحاكم والمحكوم..
لكن المؤسف فى حالتنا هذه - النشر الرسمى لخبر قران رئيس الوزراء - أن الدولة كعادتها تريد أن تتشبه بالدول الديمقراطية دون أن تكون فى الواقع كذلك، فيبث المتحدث الرسمى خبر قران الوزير الأول، لكنه يلتزم التعمية والتغطية والسكوت المطبق فى الأمور الجلل والقضايا الكبرى، وهو فى ذلك - شأنه شأن باقى المتحدثين الرسميين فى قصر الرئاسة وفى دواوين الوزارات - يمارس انتهاك الشفافية بجلافة وفظاظة أودت بمصر إلى قاع قائمة الدول التى تنتهج سياسات شفافة.
على أن الخطأ لم يكن فى بث خبر القران فى حد ذاته بقدر ما كان فى توقيت نشره، إذ أكد اختيار التوقيت بعد أيام من فاجعة نجع حمادى على انعدام حس مذهل بنبض الشارع المصرى..
ففى الوقت الذى كانت فيه الأنباء تترى عن عرس رئيس الوزراء المرتقب كانت مصر كلها فى مأتم، والفتنة تكاد تشتعل فى جنباتها جميعاً، والسخط عارم على الحكومة والحكام لأنهم يحاولون طرمخة الجريمة الطائفية المأساوية وتصويرها بأنها مجرد حادث فردى عارض، فى حين أنها تكررت130 مرة فى عهد الرئيس مبارك، وفيما يتعلق بالتوقيت أيضاً،كان يوم نشر خبر قران رئيس الوزراء هو اليوم الذى أبلغت فيه مصلحة الأرصاد الجوية جميع الجهات الرسمية أن عاصفة جوية سوف تدهم البلاد وأنها مقرونة بأمطار وسيول، بل إن محافظى المناطق المنكوبة كانوا قد تلقوا تحذيرات بالكارثة منذ يونيو الماضى على نحو ما نشرت «المصرى اليوم» أمس الأول..
ولكن مكتب الدكتور نظيف كان فى واد آخر شأنه شأن أجهزة الدولة جميعاً، هاربين أو مضطرين للهرب، مثل رئيس الوزراء ذاته الذى ما إن وطئت قدماه أرض العريش حتى حاصره الأهالى الغاضبون هاتفين «اطلع بره.. جاى ليه»، فهرول بعد خمس دقائق عائداً إلى مقره فى القاهرة الذى أذيع منه خبر قرانه قبلها بثلاثة أيام فقط.
لا شك أننا نقر حق رئيس الوزراء فى هناء عائلى يحتفى به على نحو يليق بوقار منصبه ويتسق مع استقامته.. بل إننى كنت أود أن أنتهز المناسبة لأزجى التهانى للدكتور نظيف، لولا أن متحدثه الرسمى آثر أن يهتم بخبر القران دون أن يخبرنا بشىء عما غمض علينا من أمور ظلت مثار اهتمام الناس طوال الأسابيع الأخيرة، وعن موقف رئيس الوزراء وحكومته بشأنها.
1- لم يحدثنا المتحدث الرسمى عن الضريبة العقارية، وما الذى تنوى الحكومة اتخاذه من إجراءات إزاءها بعد تدخل الرئيس لإعادة النظر فى قانونها، وبماذا يفسر المتحدث تصريح وزير المالية الذى أكد أن القانون لا يتعارض وتصريحات الرئيس، وكذلك تصريح المصدر الموثوق المنشور فى «الشروق» بأن القانون لا يزال سارياً؟
2- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عما تنوى الحكومة أن تفعله مع طفلها المدلل وزير الإسكان السابق بعد أن أغدقت عليه الأوسمة والمناصب رغم أنها تعلم ما ارتكبه من مخالفات فاجرة، ولماذا لم تبادر بإلغاء قرار رئيس وزرائها تكليف الوزير السابق برئاسة شركة خدمات البترول البحرية بعد أن أفتى مجلس الدولة بأن القرار مخالف للدستور وللقانون الذى ينص على عدم جواز تعيين أعضاء مجلس الشعب فى مناصب حكومية؟ وهل ستمضى الحكومة بعد فتوى المجلس فى مطالبة الوزير السابق برد الراتب الذى تقاضاه طوال الشهور السبعة الفائتة، والذى يقدر ب8.4 مليون جنيه أم ستغمض عينيها عن هذا الجانب من الفتوى؟
3- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عما يتردد من أقاويل بشأن تصدير الغاز واستيراده.. لا نتحدث هنا عن مبدأ تصدير الغاز لإسرائيل الذى سيفصل فيه مجلس الدولة يوم 27 فبراير القادم، ولكننا نريد أن نعرف تعليق الحكومة على ما قاله رئيس الهيئة العامة للبترول من أن تصدير الغاز المصرى لإسرائيل لا يتسبب فى خسائر للاقتصاد القومى فى حين أصبح معلوماً أننا نبيع الغاز لإسرائيل بسعر تشجيعى حتى بعد تصحيحه، وأن وزارة البترول تدرس طلباً من الأردن لشراء الغاز المصرى بأسعار تفوق أسعار تصديره لإسرائيل، وأن وزير البترول أعلن عن دراسة لاستيراد غاز من العراق، وأن هناك من يقول باستيراده من تركيا أيضاً، وأن خبراء يؤكدون وجود قوائم بأسماء مصانع وطنية تحتاج إمدادات إضافية من الغاز هى الأولى به من مصانع إسرائيل ومحطات كهربائها.
4- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عن السبب فى خروج الدكتور محمود أبوزيد من وزارة الرى فى تعديل وزارى اختصه وحده بالإقالة دون إخطار لائق، وما هو تعليق الحكومة على ما صرح به بعد إقالته من أن الكارثة الكبرى فى مصر هى تحويل الأراضى الزراعية إلى منتجعات سياحية؟ وما هى إجابتها على سؤاله لماذا لا يزرع الوليد بن طلال أرض توشكى؟
وماذا تقول فى كشفه تعديات خطيرة على أراضى الدولة بلغت 350 ألف فدان فى غرب الدلتا، والتعديات على المياه الجوفية فى الأراضى الجديدة؟.. ولم يحدثنا المتحدث الرسمى أيضاً عن السبب فى خروج الدكتور يسرى الجمل من وزارة التعليم فى تعديل تال اختصه هو الآخر وحده بالإقالة، والسبب فى الطريقة المهينة التى أقيل بها وهو يشمر عن ساعده لتناول التطعيم ضد الأنفلونزا، وما الذى اقترفه من خطايا؟
5- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى بعد أن عيّن الدكتور أحمد زكى بدر وزيراً جديداً للتعليم عما وراء استقالة ثلاثة مستشارين من رجال الوزير السابق، وعما وراء إيقاف الوزير لمستشارين آخرين عن العمل.. هل يعنى كل هذا أن للوزير الجديد سياسة تعليم جديدة، وما هو كنه هذه السياسة؟
6- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عن موقف الحكومة من قانون محاكمة الوزراء، خاصة أن الدكتور فتحى سرور استعجل مجلس الشورى للموافقة على مشروع القانون الذى قدمه النائب علاء عبدالمنعم قبل 3 سنوات.. أيقنا الآن بامتنان عظيم أن مجلس الشعب يتعجل قرينه بعد انتظار دام ثلاث سنوات، لكننا نعلم أن فريقاً آخر من النواب سبق له تقديم مشروع مماثل منذ عشر سنوات، بل إن المشروع مطروح على مجلس الشعب منذ عام 1984، لذلك فإن سؤالنا هو: ما سر صمت الحكومة الدائم إزاء المشروع، وهل تتوافر الإرادة السياسية لديها ولدى حزبها وبرلمانها لتمريره؟
7- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عن مشروع قانون آخر لا يقل خطورة، هو ما يسمى بقانون تنظيم البث الإذاعى والتليفزيونى الذى يقال إن الحكومة سوف تتقدم به فى هذه الدورة لمجلس الشعب.. لماذا نفت الحكومة فى البداية وجود القانون ثم اعترفت بوجوده بعد أن نشر نصه؟ وما مدى تطابقه مع مبادئ حرية التعبير؟ ثم ما هو موقف الحكومة من مشروع القانون الذى قدم مؤخراً فى مجلس الشعب لاغتيال الحريات الإعلامية باسم تجريم من يسىء لسمعة مصر فى الفضائيات؟
8- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عن القضية التى قضّت مضاجع الملايين من هواة كرة القدم، عندما فشل تليفزيون مصر فى التفاوض مع قناة الجزيرة حتى تفضلت أخيراً واستجابت للتسول المصرى الرسمى فأهدتنا مبارياتنا مجاناً.. نحن لا نتحدث هنا عن ماض عشنا فيه الأزمة نفسها فى ثلاث بطولات أفريقية، ولا نسأل أين كان إعلامنا عندما تعاقدت شبكة ART على بث المباريات من قبل ولا عندما اشترت منها الجزيرة الحقوق من بعد، ولكننا نطالب المتحدث الرسمى بأن يحدثنا عن خطة الحكومة للحصول على مباريات كأس الأمم الأفريقية عام 2012 وكأس العالم فى 2014، وما إذا كنا قادرين على المنافسة فى شراء حقوق بثها، أم أن الحكومة ستعيد علينا سماع أسطوانة أن «كرامة مصر أهم من مباريات كرة»؟
9- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عما يمكن للحكومة أن تتخذه من إجراءات للحيلولة دون وقوع تراث مصر السينمائى فى يد روبرت مردوخ الملياردير الأسترالى الجنسية الصهيونى العقيدة، عندما يعقد فى نهاية هذا الشهر اتفاق شراكة مع قنوات روتانا التى تملك من 1500 إلى 1800 فيلم مصرى؟ وإلى أين سيمتد نفوذ إمبراطور الإعلام المتوج فى المنطقة وفى مصر بالذات؟ وهل هناك احتمال لقيامه بشراء قنوات مصرية خاصة أو المشاركة فى ملكيتها؟ وما هى المخاطر السياسية لذلك؟ وكيف نوفق بين سياسة مصر المتيمة بالانفتاح وصد هذه الهجمة؟
10- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى ونحن بصدد الحديث عن هجمة الأجانب فى مجال الإعلام عن سياسة حكومته فيما يتعلق بهجمتهم فى مجال الاتصالات.. مناسبة الحديث هى الضجة التى ثارت مؤخراً حول بيع أسهم موبينيل إلى شركة «فرانس تليكوم» التى انساق خلالها مصريون كثر فى لوثة جماعية يهنئون نجيب ساويرس على حكم محكمة القضاء الإدارى برفض استحواذ الشركة الفرنسية على غالبية الأسهم فى موبينيل، ظانين أن الشركة أصبحت بذلك مصرية 100٪ فى حين أن الفرنسيين يملكون أصلاً غالبية أسهم موبينيل، وأن المشكلة التى ثارت أخيراً كانت حول سعر بيع السهم، وأنه لو كانت الشركة الفرنسية قد عرضت السعر الذى طلبه ساويرس لكان باعها ما تريد ولكانت كل شركات المحمول فى مصر قد أصبحت فى قبضة الأجانب.. مرة أخرى، السؤال ذاته: كيف توفق الحكومة بين سياستها المتيمة بالانفتاح وبين ملكية الأجانب لهذا المرفق الحيوى؟ وما هى نهاية اللعب على المشاعر الوطنية للناس بشعارات خائبة مثل «من أموالنا بإيد عمالنا»؟
11- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عما قدمه مليارديرات مصر من نجدة لضحايا السيول أو غيرهم من ضحايا الفقر والبطالة والمرض.. تذكرنا بهذه التبرعات الأنباء المذهلة التى نشرتها الصحف فى الأسابيع الأخيرة عن رجل الأعمال الذى أهدى سيدة سعودية فيلات ثمنها 50 مليون جنيه واتهمها بسرقة حقيبة مجوهرات قدر ثمنها ب70 مليوناً أخرى.. الناس تسأل: كيف تلقى كل هذه الملايين تحت أقدام النساء فى مصر؟ وكيف تكدست مثل هذه الثروة فى الأساس؟ ومن الذى شارك صاحب المال فى تفريخه فى الماضى والحاضر؟.. إن كان حلالاً فهو حِلٌّ لهم، وإن لم يكن كذلك فإن سؤالنا للمتحدث الرسمى: إلى أى حد مس الفساد فى هذه الحكاية طُهر الحكومة وعفافها؟
12- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عن مدى صحة تقارير الفساد التى تفيد بإهدار فى مؤسسات الدولة ووزاراتها بلغ 39 ملياراً و373 مليوناً و524 ألف جنيه فى الفترة من أبريل 2008 حتى يناير 2009 وحدها؟
13- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عن الانهيار الذى وقع فى مبنى المعهد القومى للأورام بعد بنائه ب16 سنة، وعما إذا كان هناك فساد فى تسلم البناء من المقاول، وعن نتائج التحقيق فى ذلك، وعن العقاب المقرر، والأهم من ذلك أنه لم يحدثنا عن مصير المرضى بعد أن توقف المعهد عن استقبالهم، كذلك لم يحدثنا ولو بأثر رجعى عن السبب فى إهمال الحكومة لهذا المعهد فى حين تحيط مستشفى سرطان الأطفال برعاية مركزة؟
14- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عن فساد أبشع فى مجال الصحة، هو استيلاء 11 نائباً على أموال مخصصة للعلاج على نفقة الدولة، كان لوزارة الصحة فضل توجيه اتهام إليهم عندما شكت تحت قبة البرلمان من أنهم يحصلون على 44 مليون جنيه من ميزانيتها كل شهر، أى أن كل نائب منهم حصل على حق 15 نائباً آخرين، وأنهم يعالجون مرضاهم فى مستشفيات 5 نجوم، وأن بعضهم طلب أدوية ب25 ألف جنيه فى المرة الواحدة فى حين أن نواب الصعيد يحصلون على قرارات علاج ب800 جنيه فقط.. ما نطلبه من المتحدث الرسمى هو أن يطلعنا على الحكمة فى تخصيص أموال العلاج للنواب، ومن هم، وإلى أى حزب ينتمون، ومن هو «الشخص الأعلى» الذى طلب من الوزارة الانصياع لطلباتهم على نحو ما كشف مساعد الوزير فى مجلس الشعب؟
15- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عن شبهة فساد آخر فى مجال الصحة يتعلق بدواء مرضى فيروس «سى» الكبدى «الإنترفيرون» الذى كانت تنتجه شركة أجنبية، والذى ظلت وزارة الصحة تستخدمه سنوات، ثم أجازت أخيراً استخدام «إنترفيرون» آخر تنتجه شركة مصرية قيل إنه أرخص سعراً وأكثر فاعلية، لكن تقارير الأطباء تضاربت مؤخراً فى مدى فاعلية الدواءين.. ما هو قول الحكومة ومتحدثها الرسمى فى ضوء الحرب الضارية بين شركات الدواء التى تستخدم فيها أسلحة أقذر من أسلحة الدمار الشامل؟
17- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عما إذا كانت الحكومة ستصمد أمام طلب أمين تنظيم الحزب الوطنى أحمد عز بإدخال تعديل على قانون حماية الآثار يسمح ببيعها وشرائها.. نعرف أن وزير الثقافة قال فى مجلس الشعب «إحنا قفلنا الموضوع ده خلاص»، لكن عز لم يقفله، فما قول رئيس الوزراء فى بيع تاريخ مصر؟
18- ولم يحدثنا المتحدث الرسمى عن السبب فى اعتقال 17 من الناشطين الشباب ذهبوا لتقديم العزاء فى ضحايا حادث نجع حمادى والقيام بوقفة سلمية احتجاجاً على التعصب الطائفى حتى ولو كان قد أفرج عنهم فى اليوم التالى بضغوط من منظمات المجتمع المدنى.. لماذا يساق شباب كهؤلاء أصلاً إلى الحجز مع معتادى الإجرام وهم أصحاب رسالة نقية يريدون إيصالها فى سلام؟
المتحدث الرسمى، راجين إياه أن يوصى زميله المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن يكف عن تصريحاته ولو بعضاً من الوقت، هو ووزيره إن أمكن.
إن استجاب لنا المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء ولبى طلبنا ورد على أسئلتنا، كلها أو حتى بعضها، لقلنا إنه يحق له التحدث رسمياً عن قران رئيس الوزراء، «مبارك لنظيف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.