هل يستطيع عاقل في هذا البلد أن يدلني علي الفوائد التي عادت علي البلد من وراء الجريمة البشعة التي وقعت بنجع حمادي بقنا وراح ضحيتها ستة من المواطنين المصريين الأقباط وجندي مصري مسلم.. وكان الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب قد سأل اللواء مجدي أيوب محافظ قنا.. هل مرتكب الجريمة معروف بتعصبه ضد الأقباط؟ فرد المحافظ.. لقد سألت الأجهزة الأمنية عن هذا الأمر فكانت الإجابة لا.. وهنا عقب الدكتور فتحي سروركما جاء في جريدة الشروق.. إذن هناك من حرض هذا الشخص وعندما طالب عدد من نواب المجلس باشراك اللجنة الدينية في اللجنة التي ينوي المجلس ايفادها إلي نجع حمادي للوقوف علي حقيقة الأحداث.. انفعل الدكتور سرور وقال بغضب، الموضوع مالوش دعوة باللجنة الدينية.. وطلعوا الدين برة.. الحادث ده إجرامي جاء نتيجة غباء من مرتكبيه.. وأنا عارف مين اللي مسلطهم! فإذاكان سيادة رئيس مجلس الشعب يعرف من هو المحرض علي ارتكاب هذه الجريمة.. وإذا كانت الشائعات بين النواب داخل أروقة المجلس تشير إلي تورط نائب عن الحزب الوطني في هذه الأحداث! فلماذا لايقول لنا معالي الأستاذ الدكتور فتحي سرور ولايذكر السادة النواب اسم النائب المحرض علي الجريمة! وهل لو كان النائب المحرض ينتمي إلي حزب معارض أو تيار آخر كان المجلس سيصمت؟ وهل صحيح أن هناك خلافات بين أحد نواب الوطني والانبا كيرلس، وأن هذه الخلافات كانت وراء التحريض علي ارتكاب هذه الجريمة؟ وما ذنب هؤلاء المواطنين المصريين الذين قتلوا وهم يحتفلون بعيدهم؟ وهل كانت شائعات تحريض أحد نواب الوطني علي ارتكاب احداث نجع حمادي وراء سرعة سفر المهندس أحمد عز إلي مسرح الأحداث في محاولة ل«لم» الموضوع!.. إنني اطالب بنشر نتائج التحقيقات كاملة علي الرأي العام في الداخل.. وتوضيح الحقائق أمام العالم الخارجي.. فإذا كان المتهم الرئيسي بارتكاب الجريمة كما قال السيد محافظ قنا ليس معروفا بتعصبه ضد الأقباط ولم يرتكب جريمته بدافع ديني فلابد من توضيح ذلك للناس في الداخل والخارج.. وإذا ثبت أن هناك تحريضا من أحد نواب الوطني علي ارتكاب الجريمة فلابد من اتخاذ موقف رادع من داخل حزبه ومن خلال مجلس الشعب الذي ينتمي إليه! فهناك مناطق ممنوع الاقتراب أو اللعب فيها ! فالنار ليست في حاجة إلي من يسكب عليها المزيد من البنزين! ولعن الله الفتنة ولعن من يوقظها كل فترة.. وقد يكون من المعاد والمكرر الحديث عن الحب والتآخي الذي يربط المواطن المصري المسلم بالمواطن المصري المسيحي.. وأنا شخصيا عشت سنوات دراستي في المدرسة الإعدادية أتعلم من الأستاذ صلاح روفائيل وكان استاذي في المرحلة الابتدائية الاستاذ إبراهيم نجيب.. وفي المدرسة السعيدية تتلمذت علي يد الأستاذ سمير مدرس اللغة الإنجليزية والاستاذ نجيب مدرس اللغة الفرنسية.. وكان أحب زملائي في تلك المرحلة سامي ووديع توفيق زخاري وهما من أبناء أحد كبار رجال التعليم في الاسماعيلية وانتقلت اسرتهما إلي القاهرة بعد عدوان 1967.. وفي كلية الآداب جامعة القاهرة زاملت في مطلب السبعينات من القرن الماضي مجموعة من الزملاء لم يكن أحد يعرف منا من فينا المسلم ومن فينا المسيحي! ومع بداية شهر رمضان ومع قدوم عيدي الفطر والأضحي تكون أولي التهاني التي اتلقاها من اللواء الدكتور نبيل لوقا بباوي الحاصل علي الدكتوراه في الشريعة الإسلامية وهو بالمناسبة من قرية بهجورة بنجع حمادي والتي كانت مسرحا للاحداث الاخيرة والمهندس ممدوح كستور وهو بالمناسبة واحد من أبناء أعرق العائلات في المنيا.. وغيرهم كثير من الأخوة المصريين المسيحيين الذين لاتفوتهم مناسبة إلا وكانوا أول المبادرين بالتهنئة.. أو الوقوف بجانبي في وقت الأزمات والشدائد.. إنني فقط اردت أن أنوه إلي العلاقة الوثيقة التي تربط بين المواطن المصري المسلم بأخيه المواطن المصري المسيحي! ولم نسمع عن اختلاف بين عنصري الوطن إلا في الأيام الأخيرة.. مرة أخري لعن الله الفتنة ولعن الله من أيقظها.. سواء عن قصد.. أو بجهل كما حدث في نجع حمادي. نجاح الصاوي