على خطى سلفه المخلوع يمضى الرئيس محمد مرسى لبيع الكيانات الصناعية الكبرى التى انشأها جمال عبدالناصر فى الستينيات، «وما ادراك ما الستينيات»! وفى مقدمة القلاع المعروضة للبيع، قلعة الحديد والصلب بحلوان التى تم تدميرها فى عصر النظام السابق لحساب أحمد عز، طوفى ذات الوقت الذى توشك فيه شركتا النصر للسيارات ومصر للغزل والنسيج على الاغلاق وفى الوقت الذى اغلق فيه 1500 مصنع فى عهد الرئيس مرسى ليصبح عدد المصانع المغلقة بعد الثورة 2500، فضلاً عن 1500 مصنع اغلقت فى عهد النظام البائد ما تسبب فى تشريد 400 ألف عامل كانوا يعملون بهذه القلاع الصناعية التى تقدر استثماراتها ب60 مليار جنيه، فقد قام الرئيس محمد مرسى بعرض الشركة للبيع على القطريين ضمن حزمة الامتيازات التى يقدمها مرسى لهم. كانت الجمعية العمومية للشركة القابضة قد انعقدت فى 18 فبراير الماضى وأصدرت قرارا باستمرار تعليق أعمال تصفية شركة النصر انتظارا لدراسة الفريق رضا حافظ وزير الإنتاج الحربى، إمكانية تشغيلها تحت إشراف وزارته، وذلك عقب زيارته لمقر الشركة بداية فبراير. أما شركة مصر «للغزل والنسيج» بكفر الدوار والتى كان يعمل بها 50 الف عامل فقد تم تصفيتهم الى 14 ألف عامل بعد تعطل الماكينات وعدم صيانتها او تحديثها، وأهم المشاكل التى تعانى منها هو عدم وجود سيولة نقدية مما يترتب عليه قصور شديد فى المواد الخام مثل القطن وقطع الغيار وكذلك تراكم الديون المستحقة لهيئة التأمينات والتى وصلت إلى 220 مليون جنيه، بالإضافة إلى 36 مليون جنيه شهريا منها 16 مليوناً للرواتب و10 ملايين للاقطان ومستلزمات الانتاج، و10 ملايين جنيه كهرباء وضرائب، فى حين أن متوسط البيع الشهرى لا يتجاوز ال 20 مليون جنيه فقط. ويؤكد شعبان البغدادى رئيس نقابة العاملين بالشركة أن الشركة القابضة كانت ترسل شهريا 5 ملايين جنيه دعماً للرواتب لكن هذا الدعم توقف منذ عدة أشهر دون أسباب، وبعد اتصالات مكثفة بالوزراء المعنيين وافقوا على دعم 30 مليون جنيه لعدد 26 شركة غزل ونسيج نصيب كفر الدوار منها مليونا جنيه فقط تساهم فى شراء الأقطان وباقى مصروفات الشركة متوقفة لعدم وجود سيولة. وأشار إلى أن الشركة تعانى من عشرات المشاكل وتحتاج إلى تدخل عاجل من الحكومة قبل وقوع الكارثة التى باتت وشيكة جدا وينتظر أن تغلق الشركة أبوابها فى القريب العاجل لعدم القدرة على سداد رواتب العمال وهو ما يعنى تصاعد الاحتجاجات بين أوساط العمال للمطالبة بحقوقهم. و كشفت بعض الوثائق الرسمية المسربة أن مرسى عرض مجمع الحديد والصلب بحلوان على القطريين. ونص الوثيقة يقول: عقدت جلسة مباحثات اليوم الموافق 6 سبتمبر 2012 بمقر رئاسة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر ورئيس وزراء مصر وبحضور الوفدين المرافقين مرسى: لدى مقترح وهو إحياء وتفعيل مجمع الحديد والصلب ب«حلوان» وهو أكبر مصنع حديد فى الشرق الأوسط وقد بناه الروس بتكنولوجيا روسية وله تصور سياسى وهو عبارة عن أربعة أفران، الأول منه قديم ويمكن إعادة صيانته وبنائه والرابع متطور، وتم عمل ميناء له فى الدخيلة لتوريد الفحم وكذلك سكة حديد من الميناء إلى حلوان وكذلك سكة للخام والتى تأتى من الواحات ولدينا الكثير من كميات الخام، وهومبنىّ على أساس المنتج النهائى، ولكن بدأ المجمع يخسر لأنه كان ينتج 2 مليون طن وهو البريك إيفن للمشروع، وكان المشروع عبارة عن قلعة صناعية وكان هناك 25 ألف عامل. حمد: نحن معكم وتستطيع أن تعلن من الآن عن هذا المشروع وسوف نضعه للدراسة ضمن الفريق الذى سيأتى لدراسة المشاريع.. فخامتكم نؤكد لكم لدينا أوامر من سمو الأمير وأنت تعرف شعوره تجاهكم ونحن مستعدون ولدينا مبالغ لم تذكر فى المحضر، وسوف ندرس مشروع الحديد وكذلك الكهرباء، صار اتفاقا وكذلك المواضيع المعطلة التى تخص شركتى بروة والديار نشر بتاريخ 18/3/2013 العدد 640