ليس بالغريب الأن ان نجد الإرهاب المتستر باسم الدين ؛ فى كل الدول العربية تقريياً . فمنذ غزو العراق و انا يدور فى ذهنى حلم اليهود فى إقامة "إسرائيل الكبرى " ، و لم اقتنع يوماً أن الصهاينة يوافقون على سلام أبدى و يتنازلون عن حلم مقدس مذكور فى التلمود ، و راجعت تاريخ اليهود و طريقتهم فى التفكير ؛ إنهم قد يقومون بمناورة تاريخية كنوع من الاستراحة و تجميع القوى للتخطيط لما يحقق مشاريعهم الأزلية . لقد خرجوا من حرب أكتوبر بخسائر ؛ و بالسلام استطاعوا بناء دولتهم و التقدم و تنمية الاقتصاد ؛ و بالتقاء مصالحهم مع أمريكا و دول الغرب ؛وحدوا جهودهم لحل مشاكل الغرب و امريكا الاقتصادية على حساب الدول العربية و الافريقية ؛ و بدأت المؤامرة بغزو العراق فى 2003 ؛ ونهب البترول العراقى و تشريد أهله و زرع الفتن و الإرهاب فى أرضه بل فى كل الدول العربية . كان لابد من أيادى داخلية فى الدول العربية لاستعمالها فى التمكين لأنظمة فاسدة بلعب دور المعارضة الكارتونية لهذه الأنظمة مقابل مكاسب خاصة و اموال ؛ و لم يكن هناك أفضل من جماعات التيار المتاسلم و على رأسهم جماعة الأخوان المسلمين " التنظيم العالمى " صنيعة المخابرات الانجليزية و الذى تديره المخابرات الامريكية من أيام الحرب الباردة و من اسلحته " الدين " كوسيلة للضغط على الانظمة ؛ و تزييف وعى الجماهير التى وثقت فيهم لإدعاءهم أنهم حماة الدين و من يقومون بأعمال الخير تجاه شعوب فقيرة تم نهبها لسنوات طويلة من عصابة تحكمها ؛ و لم تدرك هذه الجماهير أن هذه الجماعات ما هى إلا داعم للأنظمة الفاسدة بل و شريكة معها فى الفساد و خداع الجماهير . و عندما قامت الثورات فى بعض البلدان العربية ؛ أستغلها هؤلاء . و هكذا و بمخطط لمحت له كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ؛ مع غزو دول التحالف بقيادة امريكا للعراق ؛ حين قالت : إن مشروع الشرق الأوسط الجديد قادم و أن هناك ما يُسمى ب" الفوضى الخلاقة " ؛ و لم يلتفت أحد لهذه المقولات و لم نعيرها أهتماماً كشعوب . البعض من الشعب العراقى أمضى وقتاً طويلا فى هدم تماثيل صدام حسين فى العراق بعد غزو امريكا للعراق و سقوط بغداد ، و نسيوا تماما أن هناك دبابات أجنبية دخلت بلادهم؛ حتى فاقوا على الكارثة المروعة "هدم العراق و زرع جماعات الإرهاب والفتنة الطائفية . نفس الشىء حدث فى سوريا مع بعض الأختلاف فى التفاصيل ؛ و كذلك فى اليمن ؛ بستار طائفى مذهبى ؛ و فى ليبيا و فى تونس ؛ مع نشر التفجيرات فى كل هذه الدول بشكل منتظم . فهل كل هذا كان مخططاً له بالفعل منذ غزو العراق فى 2003 ؟؟ الإيجابة : نعم بكل تأكيد و من المستفيد ؟ الإيجابة : الصهاينة ؛ الذين أنتهزوا الفرصة لحرق الأرض العربية و هدم الآثار و نهب الثروات و إبادة الشعوب ؛ تمهيداً لحلمهم التاريخى فى تاسيس " إسرائيل الكبرى " من المحيط للخليج . و من ايضاً ؟؟ أمريكا و دول حلف الناتو " اوربا " ؛ الذين حلوا مشاكلهم الاقتصادية الداهمة بنهب خيرات هذه الدول المنكوبة . و ربما تلعب إيران دوراً كذك فى كل هذا الدمار الذى يلف العالم العربى لتحقيق بعض المكاسب ، فنراها تدعم الحوثيين "الشيعة فى اليمن " ؛ و تغفل عيناً عن أرتكابهم جرائم حرب فى حق الشعب اليمنى فى تعز و عدن بجنوب اليمن بل و تمدهم بالسلاح و التمويل ؛ و كأنما أتفقت مع الغرب على أن يطلق يدها فى العراق و فيما تحتله من جزر الأمارات الغنية بالبترول ؛و الأحواز العراقية العربية التى تحتلها إيران منذ سنوات ؛ فى مقابل أن تترك هى للغرب الحبل على الغارب فى تأجيج الفتن لتحقيق مصالحه ؛ مع العلم أن إيران دولة لا تحركها المذهبية بل المصالح السياسية فقط ؛ و لكن وضح للجميع أن سلاح الدين يؤدى الغرض للدول الاستعمارية كلها . التنظيم العالمى للأخوان المسلمين ممتد من المحيط للخليج فى كل الدول العربية بل وصل لنيجيريا و الصومال و نشر جماعات إرهابية كثيرة خرجت من عباءته و كل هذا بمخطط أمريكى يُعد له من عشرات السنين ؛ و هذه الجماعة نفسها ، سيتم حرقها قريباً بعد أن تكون قد أدت الغرض الاساسى من وجودها ؛ وهو " تمهيد الأرض لتاسيس إسرائيل الكبرى من المحيط للخليج ؛ بتقسيم العالم العربى و هدم جيوشه . فهل لنا من نوبة صحيان تأخرت كثيراً فى مصر ؟ هل لنا التوقف عن التنازل و الصمت ؟ هل لنا فى وقفة امام الإرهاب و أمام الفساد فى المؤسسات و الظلم الاجتماعى و الفقر و الجهل ؟ تماسك الجبهة الداخلية و قوتها هى أهم سلاح فى مواجهة عدو الخارج و الإرهاب مصر الكنانة حماها الله انتصار غريب باحثة فى الحضارة و إذاعية مصرية