حلت أمس الجمعة الذكرى السنوية الحادية عشرة على إعطاء مجلس الأمن الموافقة على المشروع الأمريكي لضرب العراق وإرسال قوات متعددة الجنسيات للمشاركة فى الحرب. كان المشروع الأمريكي قد وعد بإعطاء جدول زمني محدد لإعادة كتابة الدستور العراقي، وتكوين الجيش، ومؤسسات الدولة العراقية، وهو الأمر الذي لم يحدث بالشكل الذى يناسب حضارة الدولة العراقية. وقد أصبحت العراق دولة مستهدفة من الإرهاب والتفجيرات فى كل مكان، كما تم تقسيم المجتمع العراقي نفسه طائفياً. "البديل" استعرضت آراء السياسيين حول المشروع الأمريكي لاحتلال العراق، وما الكوارث التى تسببت فيها أمريكا والهدف من وراء ذلك. وقال الدكتور محمود الشربيني القيادي بحزب المؤتمر الشعبي الناصري إن إعطاء مجلس الأمن الموافقة على المشروع الأمريكي بإنشاء قوات متعددة الجنسيات في العراق عام 2003 يتعلق ب 3 نقاط أساسية لأمريكا، أولها حماية مصالحها فى الشرق الأوسط وتمددها، والهدف الثاني ضرب محور المقاومة عبر ضرب الدولة المركزية العراقية والتي كانت قوة استراتيجية كبيرة تتكامل وتمثل حلفًا مع مصر وسوريا. وأكد أن ما يحدث في سوريا منذ 3 سنوات يفسر المشروع الأمريكي بمحاولات استنزاف الجيوش العربية القوية، لافتًا إلى أن المنطقة تقسم إلى محورين، وهو ما يسمى محور الاعتدال والذي يتكون من دول أهمها مصر، والسعودية ودول الخليج، وهناك محور المقاومة والذي كان يتكون من حزب البعث العراقي والبعث السوري، وحزب الله وما كان بين هذه القوى من تحالف مع دولة قطبية قوية مثل إيران. وأضاف "في رأيي أنه بعد ما حدث فى العراق ومحاولات أمريكا لإضعاف محور المقاومة، إلا أن ذلك المحور بدأ يستعيد عافيته ويتوسع مرة أخرى، وذلك عبر صمود الجيش العربي السوري خلال الثلاث سنوات الماضية، وسيطرة الحوثيين في اليمن"، لافتاً إلى أن مصر كانت تمثل الرقم الصعب فى المعادلة، ولكن حين أتى نظام الإخوان عمل على أن تكون ضمن محور الاعتدال والتآمر على دول مثل سوريا. وقال حسام الأطير القيادي بجبهة الشباب الناصري إنه للأسف الشديد تدخل الأمريكان فى الشأن العراقى كان وبالاً ليس على العراق فقط، بل على الأمة العربية كلها، بل أسهم فى تدمير وتفتيت الدولة العراقية وفتح باب الطائفية والمذهبية والحرب الأهلية بين أبنائها، بخلاف تدمير كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش والشرطة. وأضاف"حتى إن الجيش العراقي بتكوينه الجديد لم يستطع السيطرة على مدينة واحدة فى العراق إلى الآن، بعد أن كان الجيش العراقى (المنحل) يفرض كامل سيطرته على العراق، كما أن العراق أصبح مرتعًا للجماعات الإرهابية والمتطرفة؛ مما أثر تأثيرًا بالغًا على الحالة الأمنية داخل المجتمع العراقى". وأشار إلى أن أعداد اللاجئين والنازحين والمشردين تضاعفت بعد غزو العراق 2003، وتراجع مستوى الاقتصاد العراقى إلى أقل ما كان عليه قبل الغزو وأثناء فترة الحصار، ولم يجن العراقيون إلا الخراب والدمار والمزيد من المعاناة. وقال مجدي عيسى، أمين الشئون العربية بحزب الكرامة الشعبي الناصري، إن التدخل الأمريكي السافر فى العراق لم يأتِ سوى بالخراب، والهدف الأساسي منه هو تدمير العراق ضمن المخطط الذى أعدوه مسبقاً للمنطقة وتقسيمها وتجزئتها على أسس طائفية، وهو نفسه الذي أنشأ جماعة "داعش" ثم هو الآن يحاول إيهامنا أنه فى حرب على التنظيم نفسه. وأضاف عيسى "على الدول العربية أن تعي جيدًا أن الولاياتالمتحدة لا تريد الخير لأحد، ولكن فقط تريد مصالحها، وهو المبدأ الذي من المفترض أن تنتهجه الدول العربية". وأوضح أن ما حدث في العراق جراء التدخل الأمريكي السافر، يجب أن يكون محفزاً للجميع لأن تتعافى الدولة السورية وأن تعاد العلاقات بين مصر وسوريا أقوى من السابق، حيث إن سوريا كانت الدولة الرائدة فى مواجهة الإرهاب من خلال صمود الجيش العربي السوري على مدار ال 3 سنوات السابقة، وهو ما يستوجب التعاون بين قوات الأمن المصرية والسورية.