يا ناس يا هو.. طفح الكيل بنا من كثرة الادعاءات واصبحنا جميعا غرباء فى وطن يئن ألما وتصدعا.. نشرب هم الغربة داخل الوطن بحدة ونرتجف رعبا وخوفا مما هو آت وما نحن عليه.. ماذا بعد يا شعبى المصرى الحزين؟؟ ومن منكم على صواب ومن المخطئ فيكم؟! واين القائد والراعى والشعب كله قطيع.. هل بدأنا حكاية النهاية ام اننا مازلنا على حافة الهاوية نترنح كالسكارى محبطين.. مهلهلين الكل يتهم الكل والكل يتآمر على الكل ويكيد للكل.. الشك يملأونا واليأس يهزمنا ويسرق الامل منا.. وكان يا ما كان.. كان فيه ثورة وكان هناك ميدان وكان فيه فرسان وشهداء شجعان وكان فيه عزيمة واصرار وقدرة على الاحلام وكان يا ما كان.. سرقت الثورة فجاءت جماعة الاخوان وآه على الذى جرى بعد اى كان وطنى اصبح مسخًا بلا لون ولا طعم ولا رائحة فقط ما جنينا بعد الثورة الا الهذيان والتوهان وحكم الاخوان وتشتتا ثوار التمثيل واصبح الوطن لغزا ضاق به عقل التفسير واصبحت مهنة الشعب تحرير الارض من التحرير وحكومة مهنتها الاولى ترفع بصمات التكفير.. اعذرنى ايها القارئ على هذا الهذيان فأنا لا املك الا اللغة لمقاومة هذا اليأس المستشرى وهذا الظلام الحالك السواد الذى يسود الوطن.. اعذر هوسى وخوفى على مستقبل اولادنا واحفادنا سيول خطيرة من الانفلات والعمق المصرى يموج بتفاعلات تتسارع عواملها بين الشك والخوف من سيطرة الحكم الاخوانى والاستحواذ على جميع اجهزة الدولة بشكل مقلق.. هناك اسئلة كثيرة لم نجد لها جواب وما عاد هناك فرق بين الكذب والصدق.. فالكثير منا يغيب عنه ان هناك فرقا بين الحكومة والدولة فالحكومة هى الاشخاص الذين يمثلون الدولة اما الدولة فهى الكيان الاهم والاشمل الذى هو الفكرة بذاتها وان كانت الفكرة فى حد ذاتها مشتتة وهشة فكيف ستكون الحكومة.. والحقيقة المرة التى احسها الآن انه لم يعد هناك قائد او رجل يستحق ان نحبه ونثق به ونصدقه فعندما نخسر رهاناتنا الكبيرة نفقد بوصلة الخير فى اعماقنا ونتخبط فى ظلام نفوسنا.. فهذا زمن المتناقضات والكذب المفضوح.. بلغ السيل مما نسمع ونرى من حكم الاخوان.. هناك بعض الناس ألحدوا وهناك من هاجر البلد والفتنة بين الشيعة والسنة والمسيحى والمسلم تتفاقم والبلد كلها فى حالة من الغليان وعن حالة الفقر والجوع والبطالة وعدم الامان حدث بلا حرج فالملايين على الجوع تنام وعلى الخوف تنام وعلى الصمت تنام ولا شىء تغير غير الوجوه الملتحية ولكل فرعون هامانه وزمانه.. ومن تناقضات هذا الزمن فى اعلانات الافلام المعروضة فى عيد الاضحى وفى زمن حكم الاخوان ترقص الراقصة «المثقفة» دينا على اغنية «يا طاهرة يا ام الحسن والحسين» أهذا يعقل؟! اين الرقابة من هذا العمل المشين المستفز.. انها مهزلة حقا وبكل المقاييس.. وطنى اصبح كل ما فيه غريبًا وكئيبًا وممزقًا.. وطنى اصبح ثوبًا مرقعًا كل جزء فيه مصنوع بمصنع.. وطنى عشرون جزارا يسوقونه إلى المسلخ.. وهناك وجع عام فى البلد ولا اوجه اصابع الاتهام فقط للحكام وانما ايضا للشعب المصرى كله ودون استثناء فلقد غاب عن الجميع ان المهمة العاجلة الآن هى اعادة بناء الدولة وكيف يمكن الانتقال من حال إلى حال.. كلنا يجب ان يعمل لحماية وخدمة هذا الوطن وتهيئة مستقبل آمن للاجيال القادمة.. يجب ان نتخرط جميعا فى مشروع كبير وموحد عنوانه «المصلحة الوطنية المصرية» وليست المصلحة الاخوانية او السلفية او الفئوية او الحزبية.. وانا اكتب مقالى الآن وعادة ما اكتب والتلفاز مفتوح سمعت المذيعة تعلن ان اعلى ايرادات لفيلم «عبده موته» واقبال الناس على مشاهدته غير عادى «هذا الفيلم الذى ترقص فيه دينا على اغنية دينية» خجلت من نفسى وانا اراها واسمع الاغنية فإن كان هذا حال شعبى فوالله عليه العوض واسفاه فهذا الجمهور الذى اقبل على مشاهدة هذا الفيلم هو نفسه الذى وقف فى طوابير الانتخابات ليقول نعم للإخوان.. قمة التناقض. «مقولة» لست مسئولاً فقط عما تقوله بل كذلك عما لا تقوله.. مارتن لوثر نشر بالعدد 621 بتاريخ 5/11/2012