محافظ كفر الشيخ: مجرى نهر النيل آمن ولا يوجد به تعديات    الإعلامية منى سلمان: حجم جرائم الاحتلال في غزة أجبر الإعلام الغربي على التغطية    أهلي طرابلس سيبقى حتى تقام المباراة أو ينسحب الهلال.. الVAR يهدد لقاء الحسم بالدوري الليبي    في مباراته الرسمية الأولى.. كيف كان الظهور الأول للتونسي علي معلول مع الصفاقسي؟ (صور)    الرياضية: النصر يرفع عرضه لضم كومان من بايرن ميونخ    محافظ الجيزة: إيقاف العمل الميداني لعمال النظافة تحت أشعة الشمس بدءًا من الغد    ليلة فنية بمسرح المنوعات بنادي محافظة الفيوم وفقرات تراثية وإثرائية عن صناعة الدواجن    مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتابع أعمال التطوير في المجمع الدولي ومستشفى الكرنك    محافظ المنيا يتفقد مشروعات تعليمية في بني مزار ويضع حجر أساس مدرسة جديدة    أحمد المسلماني يكشف تفاصيل لقاء الرئيس السيسي حول بناء الشخصية المصرية وإصلاح الإعلام    تغريدة محمد صلاح تدفع إسرائيل للتعليق على واقعة استشهاد سليمان العبيد    نيوكاسل يراقب وضع إيزاك تمهيداً للتحرك نحو ضم جاكسون من تشيلسي    فرقة روك أيرلندية تهاجم حكومة نتنياهو وتدين حماس وتدعو لوقف فوري للحرب في غزة    مقتل 3 مسلحين وشرطي في هجوم جنوب شرقي إيران    محمود سعد يكشف تطورات مفاجئة عن الحالة الصحية ل أنغام: «العملية كبيرة والمشوار مش بسيط»    "الرعاية الصحية بالأقصر" تعلن بدء التقديم بمعهدي المجمع والكرنك للتمريض للعام الدراسي 2025-2026    بنك مصر يوقع بروتوكولا ب124 مليون جنيه لتطوير مركز رعاية الحالات الحرجة بالقصر العيني    وكيل صحة المنيا يشدد على الانضباط وتطوير الخدمات الصحية    عبدالغفار: «100 يوم صحة» تقدم خدمات علاجية ووقائية متكاملة بالمجان بجميع المحافظات    التضامن الاجتماعي تنفذ 6 قوافل طبية توعوية لخدمة سكان مشروعات السكن البديل    «من سنة إلى 15 عاما»..السجن ل4 بتهمة سرقة «هاتف» بالإكراه في بنها بالقليوبية    68 غرزة فى وجه الأشقاء.. مشاجرة عنيفة وتمزيق جسد ثلاثة بالبساتين    كل ما تريد معرفته عن ChatGPT-5.. كيف تستفيد منه في عملك؟    موعد صرف معاشات سبتمبر 2025.. اعرف الجدول والأماكن    بين المزايا والتحديات.. كل ما تريد معرفته عن السيارات الكهربائية    محمد الغبارى: ما تدعيه إسرائيل هو بعيد تماما عن الحق التاريخى    رنا رئيس تنضم ل أبطال فيلم سفاح التجمع بطولة أحمد الفيشاوي    ليست كل المشاعر تُروى بالكلمات.. 5 أبراج يفضلون لغة التواصل الجسدي    «فاطمة المعدول» الحائزة على تقديرية الأدب: أحلم بإنشاء مركز لإبداع الأطفال    "ملف اليوم" يكشف روايات الاحتلال المضللة لتبرئة نفسه من جرائم غزة    صاحبه الفرح الأسطوري ومهرها ب60 مليون.. 20 صور ومعلومات عن يمنى خوري    أمين الفتوى يوضح: المال الموهوب من الأب في حياته لا يدخل في الميراث    أمين الفتوى: لا يجوز كتابة كل ما يملك الإنسان لبناته لأنه بذلك يعطل أحكام الميراث    موعد المولد النبوي الشريف في مصر 2025.. إجازة 3 أيام وأجواء روحانية مميزة    رئيس «الأعلى للإعلام» يوجه بعقد ورشة لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي على أكثر من يوم    "الجلاد ستيل" يضخ 3 مليارات للتوسع في الإنتاج وزيادة حصته التصديرية    هزة أرضية على بعد 877 كيلو مترا شمال مطروح بقوة 6.2 ريختر    سعر مواد البناء مساء اليوم 10 أغسطس 2025    حجز متهم بإتلاف سيارة لتشاجره مع مالكها بالبساتين    أهمية الاعتراف الغربي ب "الدولة الفلسطينية"    أين هم الآن «معتصمو رابعة والنهضة» ؟    هل يجوز إجبار الزوجة على الإنفاق في منزل الزوجية؟.. أمينة الفتوى تجيب    حكم الدردشة مع صحابي بالموبايل في الحمام؟.. أمينة الفتوى تجيب    اتحاد عمال الجيزة يضع خطته للتأهيل والتدريب المهني    اندلاع حريق في "كافيه" بقليوب.. تفاصيل    تأجيل استئناف متهم بالانضمام لجماعة إرهابية بالجيزة ل16 سبتمبر    تسجيل منتجي ومالكي العلامات التجارية حسب «الرقابة على الصادرات والواردات»    بروتوكول تعاون بين البنك الأهلي المصري وشركة "بيرنس كوميونتي"    محافظ بورسعيد يستقبل الطفلة فرح ويعد بفتح حساب التضامن فى اسرع وقت    دخان حرائق الغابات الكندية يلوث أجواء أمريكا ويهدد صحة الملايين    النصر السعودي يتعاقد مع مارتينيز مدافع برشلونة    بيلد: النصر يتوصل لاتفاق مع كينجسلي كومان.. وعرض جديد لبايرن    الصحة تدرب أكثر من 3 آلاف ممرض ضمن 146 برنامجًا    الأزهر يعلن جدول امتحانات الدور الثاني للثانوية الأزهرية 2025 للقسمين العلمي والأدبي    قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 4 فلسطينيين في محافظة نابلس    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية    الهلال السعودي يعلن رسميًا التعاقد مع الأوروجوياني داروين نونيز حتى 2028    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصطفى بكرى يتهم الدكتور نظيف باشعال النيران وتفجير الازمات...ويوسف القعيد يقول ان الذين سرقوا السلطة سرقوا الوطن...وعضو بالحزب الوطنى يصاب باليأس والاحباط من حالة البلد...وسلامة احمد سلامة يشيد بانتصار هند الحناوى فى معركتها ضد الفيشاوية
نشر في المصريون يوم 28 - 05 - 2006

فى افتتاحية جريدة الاسبوع كتب رئيس تحريرها مصطفي بكري مقاله "بالعقل" متناولا تصريحات الدكتور احمد نظيف التى اشعلت حرائق تهدد ما تبقى فى البلد من استقرار ان كان قد بقى اصلا اى استقرار ..بكرى تحدث عن ان نظيف كان اخر من يصلح لمنصب رئيس وزراء مصر لفقدانه الحنكة والخبرة السياسية واشار بكرى الى تصريحات نظيف فى واشنطن العام الماضى عن ان الشعب المصرى لم ينضج حتى الان ليخوض تجربة الديمقراطية ثم جاء منتدى دافوس فى سيناء ليصدم نظيف المصريين بالقول ان مصر علمانية وتأكيده ان الحكومة لن تسمح للاخوان بتشكيل كتلة برلمانية وفتح النار دون مبرر على جماعة الاخوان بالاعلان عن ان تنظيم سرى نجح فى التسلل الى داخل مجلس الشعب واستطرد بكرى مهاجما رئيس الوزراء وكتب يقول " بين يوم وليلة وجد نفسه يجلس علي مقعد رئيس الوزراء، لقد جاءته الفرصة التي لم يكن يتوقعها، إنه رجل محظوظ، نظر حوله يمينا ويسارا غير مصدق، قال الناس إن الدكتور نظيف ليس صاحب خبرة سياسية معروفة، أي أنه لم "يتودك"، لم ينزل الشارع، ويدخل معترك الحياة الحزبية أو السياسية، وقال الخبراء وفقهاء السياسة إنه رجل "تكنوقراط" ومصر تحتاج إلي شخصية ملمة بالشارع وخبيرة بالتكتيك السياسي فالوطن محتقن، والناس تغلي، إلا أن هناك من كان يردد في المقابل المقولة التاريخية المتداولة: "امنحوا الرجل فرصة، ولا تستعجلوا في الحكم عليه". يومها خرجت في المقابل مقولات عديدة من عينة: "إن حكومة أحمد نظيف هي حكومة النت كافيه" وإن سيادته سوف يستغل علاقته بصديقه العزيز "بيل جيتس" صاحب شركة "مايكرو سوفت" وسيصبغ حياتنا بالتكنولوجيا و الكمبيوتر والانترنت وإنه سيستخدم الأسلوب العلمي في معالجة الأزمات، وإنه سيكون الأكثر لطفا في التعامل مع الرأي الآخر، وإنه سيركز علي الحوار وسيلة وحيدة مع التيارات التي تخالف سياسات حكومته.. والأهم من كل ذلك أنه وبما لديه من اطلاع واسع علي المعلومات ووسائل إدارة الأزمات سيكون الأكثر قدرة علي اطفاء الحرائق التي يعج بها الشارع المصري، وإنه سيعمل بكل طاقته علي منع الأسباب التي تزيد الناس احتقانا. ومضى الكاتب يقول " غير أن السيد أحمد نظيف كذب كل توقعاتنا، وضرب بالمفاهيم عرض الحائط، وراح يبحث عن الوسائل الكفيلة بتفجير الأزمات الساكنة ويطلق لها العنان، كما أنه راح يصب الزيت علي النار المشتعلة ووقف يشدو أمام الجميع "ولعها. ولع.. ولعها"!! الحقيقة أنني لا أريد العودة إلي أرشيف الدكتور أحمد نظيف فهو مكتظ بالتصريحات التي تؤيد ذلك، ولكنني أريد هنا أن أتوقف أمام عدد من التصريحات التي أدلي بها مؤخرا وهي تصريحات تذكرني بالتناقضات التي حوتها زيارته الشهيرة إلي الولايات المتحدة في 15 مايو العام الماضي، يوم أن قال وبكل ثقة: "إن المجتمع المصري لم ينضج بعد بالدرجة التي تؤهله للديمقراطية" يومها ثارت الدنيا وقامت ولم تقعد، وبعد العودة راح الدكتور نظيف يؤكد أن الترجمة هي الخاطئة وأنه لم يقصد ذلك اطلاقا. لقد وجد د. أحمد نظيف فرصته سانحة خلال "مؤتمر دافوس الاقتصادي" الذي عقد مؤخرا في شرم الشيخ فراح يلقي بالتصريحات التي هبطت علي رءوسنا كسيل منهمر.. فقد تعمد سيادته أن يقدم نفسه "كنجم" مثير للجدل بما طرحه من آراء ومواقف لا أظن أن أحدا غيره قادر علي أن يدلي بها بتلك الروح غير المسئولة.. لقد قال د. أحمد نظيف في حديث إلي قناة العربية الفضائية: "إن مصر دولة علمانية تفصل الدين عن السياسة، لكنها تعتمد الشريعة مصدرا أساسيا للتشريع"، ولقد توقفت كما توقف غيري عند الأسباب التي دفعت الدكتور نظيف إلي إثارة هذا الكلام في وقت تتكالب فيه الأزمات علي البلاد، ناهيك عن كون حديثه مغلوطا من الأساس. هنا برزت أمامي وجهتا نظر: الأولي تقول إن السيد أحمد نظيف كما قال المستشار طارق البشري ليس لديه وعي بدستور دولته ونصوصه القاطعة التي لا تحتمل أي لبس أو تأويل خاصة في مواده الثلاث الأولي التي تنص صراحة علي أن مصر جزء من الأمة العربية وأن دين ا لدولة هو الإسلام واللغة العربية لغتها الرسمية، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. وقد تساءل المستشار البشري هنا بالقول: كيف تكون مصر علمانية في ظل وجود هذا النص الواضح في دستورها؟ والثانية تقول إن السيد أحمد نظيف يعرف هذا الكلام جيدا، لكنه أراد من وراء ذلك أن يقول للغرب: "نحن هنا" وأن يقدم نفسه إليهم علي أنه يستطيع أن يقول ما يعجز غيره عن قوله، وإنه مستعد لفعل أي شيء لأنه يمتلك من الشجاعة ما يجعله يتحدي الشعب كله حتي ولو أدي الأمر إلي هدم كل ثوابته. بعد هذا الحديث مباشرة جاءت ردود الفعل ساخطة من كل اتجاه، وعندما أطلع الرئيس مبارك علي ذلك أجري اتصالا هاتفيا بالدكتور أحمد نظيف وطلب منه أن يعيد صياغة تصريحاته بما يتواءم مع الدستور، فاضطر الدكتور نظيف إلي أن يعود في اليوم التالي ويدلي بتصريح إلي وكالة أنباء الشرق الأوسط يقول فيه حرفيا: "إن مصر دولة إسلامية طبقا للدستور وإن مبادئ الشريعة الإسلامية هي مصدر أساسي للتشريع، ومع ذلك فإن ممارسة الحقوق والواجبات العامة في مصر لا تميز بين المواطنين بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة طبقا للمادة 46 من الدستور". وهكذا راح الناس يضربون كفا بكف، وكأن سيادة رئيس الوزراء في حاجة إلي كنترول يضبط ايقاعه، ويحدد مفرداته، وينفي تصريحاته التي تلهب الدنيا، لأنها تصريحات غير مسئولة. خذ عندك مثلا: كيف يستقيم قوله عن الإخوان المسلمين علي هامش منتدي دافوس مع حديث الرئيس مبارك عن الإصلاح، لقد قال د. نظيف: "إن الحكومة المصرية تريد منع الإخوان المسلمين من تشكيل كتلة برلمانية من خلال فوزهم بمقاعد كمرشحين مستقلين في الانتخابات التي سوف تجري في المستقبل" وأضاف بالقول: "الإسلاميون الذين يقولون إنهم ينتمون إلي منظمة غير مشروعة.. تمكنوا من دخول البرلمان والتصرف بطريقة تجعلهم يبدون كحزب سياسي نحتاج إلي التفكير بوضوح بشأن كيف نمنع حدوث هذا"، وقال: "إن الحكومة لا تستطيع سلب المواطنين كأفراد حقهم في الترشح للبرلمان لكن أعضاء الإخوان المسلمين مختلفون، لدينا تنظيم سري ممثل في البرلمان، إنهم ليسوا أفرادا". لقد قرأت تصريحات الدكتور نظيف أكثر من مرة وتحيرت هل أضحك ساخرا علي ما نحن فيه أم ابكي متألما علي ما وصلنا إليه! هذا التصريح ليس موعده ولا أوانه، فأنت تتحدث عن خطة يفترض أنها سرية تريد سعادتك أحيانا وأحياكم الله أن تنفذها في الانتخابات القادمة أي: بعد نحو أربع سنوات ونصف السنة، فلماذا العجلة يا دكتور؟ هل تستعجل الصدام؟ وهل تريد خلق المزيد من المتاعب للنظام؟ يا أخي شوية صبر، حرصا علي البلد، وبعدين بلاش تكشف خططك هكذا .. شوية تقل يا عم الحاج!! أنت أيضا سيكون لك الفضل في إشعال البرلمان، وما يداويه الدكتور فتحي سرور من جانب، تأتي سعادتك لتفتح الجرح من جديد وكأنك تتعمد تعطيل عمل مجلس الشعب من خلال دفعك ل88 نائبا من الإخوان لإشعال الموقف واحداث صدام داخل البرلمان .. ولا أعرف سبب ذلك .. هل هو غضبك علي البرلمان بسبب انتقاد أعضائه لسياساتك أم غضبك علي تقرير لجنة تقصي الحقائق حول العبارة السلام 98 الذي اتهم الحكومة بالمسئولية عن غرق العبارة؟! لقد اتهمت وقلت: "لدينا تنظيم سري ممثل في البرلمان" وأنت هنا تقصد ال88 نائبا بالقطع، ولذلك اسألك: مادام أن هناك تنظيما سريا في البرلمان، فلماذا لم تصدر سعادتك التعليمات للقبض علي هذا التنظيم، ومحاكمته أمام القضاء المصري؟ وبالمرة لماذا لم تصدر تعليماتك بالقبض علينا جميعا مستقلين ومعارضين وحزبا حاكما؟ فنحن جميعا تواطأنا وتعاملنا مع هذا التنظيم السري، الذي اتاح رئيس مجلس الشعب لأعضائه الحق في الكلام وتقديم الاستجوابات لوزراء حكومتك. يا سيادة رئيس الوزراء، انني اختلف مع الإخوان المسلمين ونهجهم ورؤيتهم، لكن يا سيدي الفاضل هؤلاء نواب اختارهم الشعب بحرية كاملة، والرئيس مبارك صرح خلال حديث تليفزيوني بأن من حق الاخوان أن يترشحوا كأفراد، بل ان من حقهم ان يدخلوا أي أحزاب قائمة كأفراد وينجحوا، ولكن لن يسمح لهم بقيام حزب ديني، هذا كلام الرئيس، فمن أين أتيت سيادتك بهذه "الفذلكة" الجهنمية؟! إن المشروعية لن تمنحها أنت أو حكومتك التي تبيع شركاتنا وتفقر أهلنا وتقمع تحركاتنا .. إنما المشروعية يمنحها الشعب المصري الذي اختار أعضاء البرلمان بحريته وإرادته. وفى جريدة الاسبوع ايضا كتب يوسف القعيد متحدثا عن حالة الضياع التى تعيشها مصر مؤكدا ان الذين سرقوا السلطة وسرقوا الوطن يقولون إنهم ينقذون البلد ومضى القعيد يقول " في الشوارع ألغام مضادة للتفكير، تصيب الفرد المريض بالفكر، من يستمع أكثر مما يتكلم، من يتأمل أكثر مما يفعل يقولون عنه في قريتي عنده فكر هل أصبح الفكر تهمة؟ مع أنه أكثر ما ميز الانسان، أنه حيوان مفكر، المطلوب خلق أكبر عدد من المعوقين ذهنيا ووجدانيا في هذا الوطن. وأن تطول فترة العلاج، لأطول وقت ممكن. وأن يكون العلاج أكثر صعوبة وأغلي تكلفة لا يقدر عليه سوي اللصوص الذين لا يحتاجونه أصلا. لا شيء يقال بصراحة ووضوح. المصري. مصريان: مصري يموت من الجوع. ومصري يموت من التخمة. ساكن القصر وساكن القبر. من لا يجد ما ينفقه ومن يجد ما لا ينفقه. من يأكل الفراخ المصابة بأنفلونزا الطيور لسبب بسيط أن ثمن الفرخة أصبح بتراب الفلوس. وربما حصل عليه بلا ثمن لكي يموت ويريحهم، الذين سرقوا السلطة وسرقوا الوطن يقولون إنهم ينقذون البلد حتي يكون هناك بلد. وفي البلد سكان يشكلون زبائن دائمين لهم. انها تجارة لن تجد كلمة نهاية لها. ألا وهي تجارة الخوف، الخوف من الآخر، الخوف من النفس، الخوف من الغد، الخوف من المجهول، الخوف من الجار، الخوف من الدار، الخوف من الخوف. خوف الأب من ابنه، وخوف الشقيق من شقيقه، وخوف المشتري من البائع، وخوف المؤجر من المستأجر، وخوف كل مصري يقابل مصريا آخر، حتي المصري أصبح آخر. لا أعرف ماذا سنفعل إذا لم يوجد ما نخاف منه، سنبحث عما نخاف منه. وندوخ من البحث، السبع دوخات، مع أن الخوف تحت أقدامنا وفوق رءوسنا، أمامنا وخلفنا، علي يميننا وعلي يسارنا إن كان لنا يسار، لا قداسة سوي للاستهلاك والاستهلاك يتطلب الجيوب الملأي بالفلوس، وبالتالي فإن خفة اليد تصبح مهنة من لا منهة له، في نفس المدينة التي توجد فيها أسرة تنام علي ريش النعام، هناك من يستأجر متر ھ متر من الأرض بالساعة لكي يريح "جتته" ساعة أو ساعتين، وهناك البشر العشوائيون المنتشرون في أحزمة البؤس التي تحيط بالقاهرة، التي لم تقهر سوي فقراء ساكنيها. يعيش المعدمون مع الريح والرطوبة والغبار المتطاير والصخب المتجاور مع الضجيج الذي لا مفر منه، والسماء المقسمة، سماء للأغنياء صافية وبديعة، منقوشة بالسحاب الأبيض المغسول، الذي يشرب من الحليب الأبيض، وسماء الفقراء وقد دهنت نفسها بالظلام والأجساد المتحللة، حيوانات نافقة وطيور ميتة، تفوح منها الروائح التي أصبحت جزءا من المكان. اما رفعت رشاد العضو البارز فى الحزب الوطنى وعضو مجلس محلى محافظة القاهرة وعضو مجلس نقابة الصحفيين فكتب فى جريدة المصرى اليوم تحت عنوان " زفت وقطران " مؤكدا انه وصل لمرحلة اليأس والاحباط من الحالة التى تعيشها البلد واتهم الحكومة بانها تسرع بالمصريين نحو الهاوية ومضى الكاتب اليائس يقول " هذا العنوان كان لموضوع صحفي تناول فيه كاتبه الحالة التي وصلت إليها البلاد في فترة من تاريخها.. وعندما بحثت عن موضوع وعنوان لمقالي.. لم أجد أدق من هذا العنوان.. أما الموضوع فهو حالة البلد.. فإذا كنت شخصاً لا يعرف عنه اليأس، ولا يتطرق إليه الإحباط.. ومشحوناً دائماً بالأمل.. فإنني أخشي أن أكون كمن يشعر باقتراب الموت.. الذي يعايش ظواهر.. يشعر منها بدنو أجله.. لأنني أشعر من خلال معايشتي ظواهر معينة بدنو اليأس مني، واقتراب الإحباط إلي أقرب مكان لي - فإذا كانت الحالة في الماضي زفت وقطران فهل تغيرت الآن؟ لا يحتاج المرء إلي ذكاء كبير لكي يدرك أن الحكومة تتجه بخطوات سريعة إلي رفع الدعم عن الغلابة وسلع الفقراء.. يجدون بعدها أنفسهم عرايا من أي ستر.. ولا يتطلب الأمر حصافة أن يستشرف المواطن الغد.. الذي ظهرت بشائره منذ مدة، وهو غد أسود في ظل وضع الفقراء في قارب بلا مجداف،
وإلقائهم في بحر.. مطالبين إياهم بأن يقاوموا أمواج الخصخصة العالية العاتية.. وأن يصلوا بقاربهم إلي بر الأمان. ويضيف الكاتب " وعندما تجد الصراع السياسي الدائر في الشارع، الذي يطلقون عليه حراكاً وهو ليس بحراك، وإنما هو هيصة في فنجان.. عبارة عن شارع اسمه عبدالخالق ثروت.. تدرك تماماً أن لا إصلاح ولا صلاح في هذا البلد.. فكل الأطراف تزعق وتصرخ.. وكل منها يعتقد أنه علي حق.. الأحزاب تتهم الحكومة بالدكتاتورية.. والحكومة تتهم المعارضة بالسطحية وقصر النظر وأحياناً بالعمالة.. وكفاية تتعاون مع بعض الأحزاب.. لكن في كل الأحوال هي ضد الحكومة.. أما النقابات فهي تحاول اللعب مع كل الأطراف وتحقيق التوازن.. فالحكومة مصدر تمويل للنقابات.. أما كفاية والأحزاب فهي المخرج الذي تستخدمه النقابات لإثبات أنها شريفة، بدليل أنها تتعامل مع المعارضة.. وفي كل الأحوال لا أعرف كيف سيكون الحال لو تبدلت المواقع فذهبت حكومة الحزب الوطني، وجاءت أي حكومة أخري من أي حزب آخر؟ انظر أيضاً إلي الصحافة وأحوالها.. سوق كبيرة تصدر فيها عشرات الصحف يومياً.. لكن كم صحيفة منها تؤثر في القارئ.. وما المادة الصحفية التي تنشرها هذه الصحف.. وما الفرق بين صحيفة وأخري؟.. وحتي لا تتعب نفسك.. تأكد أنه لا فرق بين أي صحيفة وأخري، إلا في الجهة الممولة لصدورها.. وفي الجهة التي توجه إليها أقلامها.. ستجد الصحف الحزبية.. يا ولداه.. واقعة أرضاً مثلها مثل أحزابها.. لا قُراء لها إلا بالقدر اليسير الذي يسمح لها بالانتظام.. أما الصحف المستقلة فهي تركز علي المصالح.. بينما حال الصحف القومية لا يسر عدواً ولا حبيباً.. فهي في ظل هذا المولد.. كالعجوز الشمطاء التي تتمسك بدور لم تعد تليق به.. خاصة أن هذه الصحف غير حريصة علي تجديد حيويتها.. لذلك نجدها تنشر مواد يمكن أن تسبب التخلف العقلي.. فهي دقة قديمة.. لا تُجاري الزمن أو تُواكب التطورات.. وبالتالي فإن عقول مواطنينا أصبحت مخزناً لأفكار لا تتناسب والزمن الذي نعيشه. ويضيف الكاتب " ولو قرأت صفحة الحوادث في الصحف.. فإنك يمكن أن تُصاب بمرض فوبيا الشارع أو الخوف وعقدة الشارع.. لأنك ستشعر بأن الدنيا خربانة.. فالقتل لأهون سبب.. والرشوة سلوك عادي.. والاختلاس استكمال للوجاهة والعلاقات المحرمة أصبحت القاعدة.. وغير ذلك، لكن الزفت والقطران هنا.. هو تزايد ظاهرة انحراف وفساد البهوات الكبار.. الذين ينهبون الملايين.. وتنتشر صورهم في الصحف المختلفة. ونأتي إلي ظاهرة اللامبالاة التي أصابت المجتمع في مقتل.. فهذه الظاهرة أصبحت سمة سائدة.. ولم يعد هناك من لديه حمية لكي يتخذ أي موقف فعال لمعالجة أي ظاهرة سلبية. وكما قُلتُ.. أشعر باقتراب اليأس مني.. ومحاصرة الإحباط لي.. لذلك فإنه من المؤكد أن الأحوال .. زفت وقطران. وتحت عنوان سك علي بناتك كتب سلامة أحمد سلامة فى جريدة الاهرام معلقا على الحكم القضائى الاخير فى القضية التى شغلت الرأى العام بخصوص مهندسة الديكور هند الحناوى التى يرفض الفنان احمد الفيشاوى الاعتراف بالطفلة التى انجبتها نتيجة زواج غير مكتمل الاركان واكد الكاتب تأييده لهذا الحكم الذى اعتبره انتصارا لعائلة الحناوية فى صراعها المرير مع الفييشاوية واستطرد سلامة يقول " حسم القضاء مشكلة اجتماعية قانونية عصرية تتعلق بالنسب وبكرامة المرأة‏،‏ بعد نحو عامين من الجدل والصراع في المحاكم وأقسام الشرطة والصحافة‏،‏ بين فنان وابن فنان من الرموز التي يحتفي بها المجتمع إعجابا أو نفاقا‏،‏ وبين فتاة مصرية عادية لا تملك غير ايمانها بحقها وانتصار أسرتها لها واستماتتها في الدفاع عن نفسها وطفلتها‏...‏ وهي القضية الخاصة بنسب طفلة هند الحناوي إلي أبيها أحمد الفيشاوي‏.‏ ويهمنا في البداية أن نقول إن القضاء المصري المستقل قد أثبت أنه بهذا الحكم أكثر تقدما وعصرية‏،‏ وفهما لتعقيدات الحياة الاجتماعية الحديثة‏،‏ عن كل ما تطوع به الفقهاء الذين انحازوا لهذا الطرف أو ذاك‏،‏ فجاء الحكم النهائي منحازا لما يحتال في اثباته بما هو جائز عقلا وشرعا‏،‏ حفاظا علي مصلحة الطفل الذي جاء نتيجة علاقة تدور بين الاثبات والنفي‏...‏ حين اصرت الفتاة علي أن العلاقة الزوجية قامت علي اساس عرفي‏،‏ بينما انكر الأب هذه العلاقة في إطارها الشرعي واعترف بها في إطار غير شرعي‏،‏ مما أعطي قرينة النزوع إلي التغرير والتهرب والاستهانة بالعلاقة الزوجية‏،‏ خاصة بعد أن رفض الخضوع لاختبارات إثبات النسب‏.‏ وأهمية هذا الحكم أنه يأتي في وقت تعددت فيه اشكال العلاقة بين المرأة والرجل في الحياة العصرية‏،‏ وأباحت الفتاوي الشرعية اشكالا من علاقات الزواج لم تكن مألوفة مثل العرفي والمسيار والمتعة والفرند وغيرها‏،‏ وهو ما يرتب علي الاباحة‏،‏ تنظيم الحقوق والواجبات الناجمة عنها طبقا للمصلحة والشرع‏،‏ وبما يتفق مع التشريعات الدولية عن حقوق المرأة والطفل‏،‏ ولن يكتمل ذلك إلا بجعل اختبار‏DNA‏ وجوبيا في إثبات دعاوي النسب‏!‏ غير أن الأهم وأبقي في المحافظة علي كيان الأسرة وكرامة المرأة‏،‏ في عصر تزداد فيه أسباب التفسخ والانحلال والاغراءات المادية والجنسية‏،‏ أن يعاد النظر في مناهج التعليم وبرامج التليفزيون التي تؤثر في البيت والمدرسة‏،‏ للارتفاع بالوعي العام في مشكلات العلاقة بين الرجل والمرأة ومعالجتها بأكبر قد من الشفافية والمصارحة‏...‏ ولا أعرف برنامجا مشابها لذلك غير الذي تقدمه الإعلامية اللامعة هالة سرحان في هذا المجال‏.‏ وليس مفهوما أن تظل برامج التعليم الجنسي والعلاقات الاجتماعية محظورة أو محدودة في المدارس حتي الآن؟‏..‏ ولا لماذا تحجم وسائل الإعلام عن التصدي لها‏،‏ في وقت تغرقنا الأفلام بقصص الحب والغرام والمغامرات العاطفية لبنات وسط البلد‏،‏ والبنات دول فضلا عن الافتقار إلي الدراسات الاجتماعية والاحصائيات الدقيقة عن العلاقات الشبابية في الريف والمدينة‏.‏ إن تيارات الحداثة التي تهب علي مجتمعاتنا من كل اتجاه‏،‏ والتي تدفعنا دفعا إلي اطلاق الحريات السياسية والاجتماعية والفكرية‏،‏ قد أعطت المرأة حريات مساوية للرجل‏،‏ وقد آن الآوان لنظرة منصفة لا تغفر للرجل اخطاءه‏،‏ وتوقع المرأة وحدها تحت طائلة العتاب‏..‏ فلم يكن من الممكن أن نكرر تلك المسرحية الهزلية القديمة سك علي بناتك‏!.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.