هل اقترب موعد الانقلاب العسكري؟ سؤال طرح نفسه بقوة بعد أحداث العباسية التي راح ضحيتها 11 شابا حتي مساء الاربعاء الماضي عقب اخلاء المجلس العسكري للميدان فجرا ليدخله البلطجية مستخدمين الاسلحة الآلية والمولوتوف، مما دفع البعض للدعوة لاقتحام وزارة الدفاع للثأر من العسكر وقد قابله العسكر ببيانات تؤكد حقه في الدفاع عن نفسه بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة وهو ما ينذر باتجاه العسكر للانقلاب بدعوة تأمين أنفسهم من الثوار. بداية قال عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الاشتراكي إن أزمة العباسية مسئول عنها المجلس العسكري والاخوان بشكل اساسي لأنهما السبب في الازمات المتلاحقة التي تشهدها مصر من أزمة الجمعية التأسيسية للدستور مرورا بأزمة أمناء الشرطة وغيرها من الازمات المتلاحقة التي جعلت الحالة المصرية متوترة. وأضاف: الاخوان شعروا بالغرور بعدما حصلوا علي أغلبية مجلس الشعب مما جعلهم يعتقدون خطأ بأنهم يحملون توكيلا عاما من الشعب ليفعلوا ما يشاءون دون العودة اليه مما ادي لهذه الازمات حتي إننا لن نجدهم في ميدان العباسية مع المعتصمين. أما جمال زهران استاذ العلوم السياسية فأكد أن ما حدث في العباسية حلقة جديدة في مسلسل اخماد الثورة الذي يمارسه المجلس العسكري منذ أن تولي السلطة في 11 فبراير من العام الماضي، متهما العسكر بجناحيه «الشرطة العسكرية والشرطة المدنية» بأنهما وراء تدبير المذبحة لعدد من المعتصمين لا حول لهم ولا قوة. وأضاف: العسكر احتكروا السلطة ومارسوها واجبروا الشعب علي السير في المسار الذي حددوه بصفقة غريبة مع الاخوان الذين اتفقوا مع العسكر وخانوا الثوار، حيث فضل المجلس العسكري السير علي طريقة مبارك وحماية مصالحهم وتأمين خروجهم باستصدار قوانين تحميهم بعد الخروج من السلطة كالذي تم تمريره في مجلس الشعب ومرره الاخوان دون اعتراض. وأشار الي أننا نعاني من المجلس العسكري منذ تولي الحكم الا أنه يسعي في كل مرة لوضع العقبات امامنا في محاولة منه للسيطرة علي السلطة أطول فترة ممكنة وبالتالي يبدأ في افتعال الازمات وآخرها أزمة العباسية التي دبرها العسكر عندما اخلي الميدان من الشرطة العسكرية والمدنية فجر الثلاثاء الماضي ليحل محلهما بلطجية العسكر لتحدث مجزرة بشرية علي مدار 8 ساعات، مما ادي لتعالي أصوات المعتصمين للثأر لمقتل زملائهم. وأكد زهران أنه يشعر بأن الانقلاب العسكري وشيك جدا فالأحداث المتتالية التي يصنعها العسكري تنبئ به، خاصة إذا لاحظنا انه وضع قانونا معيبا للرئاسة حتي يكون من السهل الطعن عليه والعودة الي المربع الاول، علاوة علي أنه اختار ظروفا مشابهة لبرلمان 87 ليضع فيه برلمان الثورة بحيث اصر علي التعامل بنظام القائمة الفردي وهو نظام مطعون عليه وسبق وتم حل البرلمان بسببه ومع ذلك اصر علي التعامل به ليعطي لنفسه فرصة زيادة التوتر بشكل يظهر فيه في النهاية بمنظر البطل ليقوم بانقلابه بمباركة الشعب. ويؤكد فؤاد بدراوي سكرتير عام حزب الوفد أن أحداث العباسية تنم عن حالة من عدم الاستقرار تمر بها مصر مما يجعلني أؤكد أننا أمام سيناريو انقلاب وشيك قد يقوم به المجلس العسكري لحماية انفسهم في الفترة المقبلة. وأضاف: الفوضي التي تمر بها مصر ستعود بنا الي الوراء 60 عاما وقتها لن تستطيع مصر استعادة عافيتها وسنجاهد كثيرا لاستعادة الاستقرار لاننا سنعود لعصور أكثر سوءا من عصر مبارك، وما حدث في العباسية مسئولية المجلس العسكري بالدرجة الاولي والمعتصمين الذين أصروا علي البقاء أمام وزارة الدفاع واعطاء الفرصة للعسكر في التعامل معهم بعنف وكان هناك قوة خفية تدفع هؤلاء الشباب الي البقاء أمام الوزارة بشكل استفزازي للعسكر لذلك كانت النتيجة هذه المجزرة. ويضيف في نفس الوقت ارفض استخدام الدين في السياسة لانه شيء «مقزز» تحاول الآن فئات مختلفة استغلاله في العباسية. أما الناشط السياسي جمال أسعد فقال: يجب ألا ننظر إلي هذه الاحداث بعيدا عن الاحداث السابقة التي مرت بها مصر من مجلس الوزراء ومحمد محمود وماسبيرو فالحدث واحد والنتيجة واحدة والفاعل دائما مجهول والفوضي يتسبب فيها دائما المجلس العسكري الذي أدار المرحلة ولن يحكمها لانه غير قادر علي الحكم ويسير علي خطي مبارك في ضوء تحالف غريب مع تيار إسلامي حصد ثمار الثورة من خلال المجلس العسكري وعندما حدث الخلاف بينهما سعي كل منهما الي الشعب والاحزاب والمؤسسات لاستمالتها وتبرير موقفه. وأضاف: المجلس العسكري وحازم أبوإسماعيل هما المسئولان عن أحداث العباسية فالثاني يبحث عن مصلحة ذاتية ويجر وراءه مجموعة من الاشخاص ألغوا عقولهم بشكل غريب للاصطدام بالاول الذي استغلهم في تحقيق أهدافه الخاصة ومنها الانقلاب وان كنت اري أن المجلس العسكري لن يستطيع القيام به في الوقت الذي فقد فيه هيبته بين أبناء القوات المسلحة والمواطنين الذين كانوا من الممكن أن يكونوا الداعم له في انقلابه الا أن السيناريو الاقرب الآن والمفزع في نفس الوقت هو الحرب الاهلية التي صارت وشيكة بشكل مخيف وهو ما ينذر بقرب تكرار السيناريو السوري في مصر. أما أحمد أبوبركة القيادي في الحرية والعدالة فقد قال إن أحداث العباسية جديدة تضاف لجرائم المجلس العسكري التي بدأت منذ تولي السلطة حيث يتعمد قمع المتظاهرين في كل مكان رغم أن التظاهر حق سلمي ومشروع بل ان المجلس عليه حماية المتظاهرين وهو ما يعلن عنه دون أن ينفذه وهي سياسة متناقضة يتبعها العسكر مع المتظاهرين مما يجعلني اشير بأصابع الاتهام للمجلس العسكري في التورط في مذبحة العباسية حيث صارت يداه ملطختين بدماء الثوار العزل. وأضاف: السيناريو واحد في كل الاعتصامات التي تبدأ بتواجد امني ثم انساحب الجيش فدخول البلطجية وهم الطرف الخفي حتي الان ..لطحن الثوار ثم يظهر العسكر من جديد ليقوم بدور المنقذ بعد ان يؤمن خروج البلطجية. نشر بالعدد رقم 595 بتاريخ 5/5/2012