فى أحداث العباسية.. الجميع مدانون

بهدوء قبل إدانة أى طرف فى أحداث العباسية ووزارة الدفاع علينا فى البداية أن نبدأ من المليونية التى دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين ولم تشارك فيها لأسباب مجهولة. ثم بقدرة قادر وبتعليمات من الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل انتقل أنصاره بشكل غير متوقع إلى الاعتصام أمام وزارة الدفاع مما أصاب قيادات التيارات الإسلامية بالقلق.. وطالبوهم بالعودة لميدان التحرير دون جدوى لأن تعليمات الشيخ كانت واضحة.. المراد هو الصدام واجتذاب الألوف لهذا الاعتصام..
والمراد هو ضرب كرسى فى الكلوب قبل انتخابات الرئاسة لإفسادها.. وهى رغبة ضيقة يعكسها بيان الهيئة الشرعية للحقوق الذى أكد أن هذا الحدث انفراد لبعض الفئات الإسلامية بمطالب خاصة.. ليتكرر نفس السيناريو الذى سبق انتخابات مجلس الشعب بغرض إحباطها..
والهدف الذى اجتمعت عليه جهات عديدة هو وقف انتخابات الرئاسة لتظل مصر فى حلقة مفرغة، وإذا استعرضت المطالب التى تنادى برحيل العسكر.. ومحاولات حصار وزارة الدفاع وتوسعت فى التخيل لأى سيناريو للفوضى نتيجة ما يحدث فإن أى مصرى محترم سيصاب بالرعب من هذا السيناريو الذى يريده البعض، وإن كانت كلماتى تهاجم ما يحدث فى العباسية فهى لا تعفى المجلس العسكرى من المسئولية بسبب الإدارة المتخبطة.. وبطىء القرارات وإعطاء الفرصة للبعض لفرض آرائهم بالقوة.. ولا أدرى لماذا تأخر الجيش فى مهاجمة البلطجية الذين يحاصرون المعتصمين؟..
هم يردون مؤكدين أن المعتصمين هاجموا اللواء الروينى حينما حاول ورجاله حماية المعتصمين فى أول أيام الاعتصام، ولكنها ليست حجة فالمسئول عن إدارة البلاد عليه القيام بواجبه فى كل الظروف.
ويبقى فى النهاية تساؤلات أخرى بلا إجابة .. ما هذه الأزمات العديدة المتلاحقة التى هاجمت البلاد فى أسبوع واحد فقط.. أزمة الجمعية التأسيسية.. والصراع بين البرلمان والعسكرى على إقالة حكومة الجنزورى.. وأزمة مصر والسعودية الخطيرة بسبب قضية الجيزاوى.. والانتفاضة المشبوهة لأمناء الشرطة فى توقيت مشبوه؟.. وأحادث العباسية الدامية.. هل لا يوجد فى مصر من يحبها لينقذها بالمبادرات بدلا من التهديدات للحكومة والمجلس العسكرى..؟ هل لا يوجد من يغلب مصلحة مصر على أغراضه الحزبية والأيدلوجية الضيقة؟..هل لا توجد جماعة أو حزب تملك القدرة على التحرك فى الشارع لتقريب النظر بين جميع الأطراف بدلا من حشد الملايين فى اتجاه وزارة الدفاع وكأنهم يحاولون اقتحامها لتنهار البلاد ويتنازعون الحكم ولنذهب نحن إلى الجحيم؟