على الرغم من تحذير السيسي من انهياره.. قيادات مترو الأنفاق يعترفون باستمرار نزيف الخسائر.. الرئيس أبدى انزعاجه من خسارة 150 مليون جنيه في 2015 ووصلت الديون 300 مليون جنيه للكهرباء والمياه في 2017

في تحذير شديد اللهجة من احتمالية انهيار مرفق مترو الأنفاق، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد لفت الانتباه إلى ما حققه المرفق من خسائر عام 2015، بلغت نحو 150 مليون جنيه، بحسب ما أفصح عنه السيسي، خلال كلمته في الندوة التثقيفية التاسعة عشرة للقوات المسلحة، في 16 أغسطس 2015.
وأكد الرئيس حينها أن أداء مترو الأنفاق يتراجع بسبب ما يعانيه الجهاز الإداري من فساد وبيروقراطية، كما هو الحال في غالبية المؤسسات والمصالح العامة، وحذر السيسي من انهيار مرفق مترو الأنفاق على مدى سنوات قليلة قادمة إذا لم ننتبه على حد تعبيره، وقال نصا: المرفق خسر 150 مليون جنيه هذا العام في التشغيل فقط.
وبعد نحو عام ونصف العام، وخلال ثلاثة أيام فقط، اعترفت قيادات المترو باستمرار نزيف الخسائر، وكان آخر تلك الاعترافات، ما جاء اليوم على لسان المهندس علي الفضالي رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، ردا على شكاوى العاملين من عدم توافر بعض قطع الغيار اللازمة للصيانة، وانخفاض مستوى الرعاية الصحية المقدمة للعاملين من، حيث قال أن ذلك بسبب الأزمة المالية التي تمر بها الشركة، وكان ذلك خلال تفقد د. هشام عرفات ورشة طرة البلد الخاصة بالصيانة الدورية بقطارات الخط الأول والبالغ عددها 75 قطارًا، حيث تفقد أقسام الورشة المختلفة، والتقى خلالها بعمال الورشة.
قبل هذا التصريح بأقل من 24 ساعة، أكد أحمد عبد الهادي، المتحدث باسم شركة مترو الأنفاق، أن شركات الكهرباء والمياه، خاطبت شركة المترو بسرعة دفع الفواتير المتأخرة، والتى تقدر ب260 مليون جنيه فواتير كهرباء متأخرة ومبلغ 40 مليون جنيه فواتير مياه متأخرة بإجمالى 300 مليون جنيه وتحذر الشركتان بفصل الكهرباء وقطع المياه بالمحطات فى حالة عدم سداد هذه المستحقات واتخاذ الإجراءات القانونية ضد شركة المترو بسبب عدم حصولها على مستحقاتها منذ 18 شهر.
كما صرح عبد الهادى بأن مرفق مترو الأنفاق يواجه أزمة شديدة تتمثل فى نقص الموارد المالية اللازمة لاحتياجاتها الشهرية، بسبب مواصلة الخسائر، إلا أنه أرجع ذلك إلى الفرق بين قيمة التذكرة وتكلفتها الفعلية، مشيرًا إلى أن الديون تراكمت على شركة المترو.
وقبل ذلك بيوم، قال عبد الهادي إن شركة تيسن كروب العالمية المتخصصة في صيانة السلالم المتحركة والمصاعد الكهربائية بشركة مترو الأنفاق، رفضت توقيع العقد الجديد بعد الترسية عليها، واعتذرت تيسن عن البدء بالعقد الجديد قبل استلام المبالغ المتأخرة من العقد السابق، لافتا إلى أنه بسبب رفض الشركة التوقيع عن العقد الجديد، وغياب الصيانة عن السلالم المتحركة والمصاعد الكهربائية بالخطين الأول والثاني بمترو الأنفاق تسبب في تعطل عدد من المصاعد