يبدو أن القائمين على اللعبة الانتخابية لم يكلوا من ترتيب المكائد والخدع لبعضهم البعض، فى إصرار واضح منهم على الدوران فى نفس الحلقة المفرغة، فبعد أن انزوى عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين عن المشهد السياسى، وأفرط فى حلم زعامته لأى تحالف موحد للقوى المدنية، بعد تخلى عدد كبير من قيادات الأحزاب والتحالفات الانتخابية عنه، وما تلاه من بزوغ نجم الدكتور كمال الجنزورى مستشار الرئيس للشئون الاقتصادية لفترة قصيرة أنهاها هو بنفسه بإعلانه عدم نيته للترشح للانتخابات البرلمانية، عاد الأمل من جديد الى رئيس لجنة الخمسين السابق، ليعاود كرته مع حلفائه فى التحالفات الانتخابية. يأتى على رأس من يسعى إليهم السيد البدوى ومحمد أبوالغار زعيم تحالف الوفد المصرى، فى محاولة للتصدى لمحاولات غزو المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة للبرلمان المقبل، بعدما حظى بوعد من الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق وزعيم تحالف الجبهة بدعمه كرئيس للبرلمان المقبل. محاولات اعادة البدوى موسى الى الساحة مرة أخرى كشفها ل«صوت الأمة» مصدر مطلع بتحالف الوفد رفض ذكر اسمه، لافتا إلى أن البدوى التقى بموسى خلال الأسابيع الماضية فى أحد مقرات حزب المحافظين وبحضور الهندس أكمل قرطام القيادى بتحالف الوفد للتنسيق حول إمكانية عودة موسى الى التحالف، بعيداً عن الحديث عن اعادة تحالف الأمة، الأمر الذى انعكس بالسلب على مفاوضات الجبهة مع الوفد بعدما قطع الدكتور كمال الجنزورى شوطاً كبيراً فى محاولات التقريب بين كل التحالفات. دعم الوفد مرة أخرى ل «موسى» لم يكن خلفه العلاقة القوية التى تربط بين عدد من قيادات التحالف ورئيس لجنة الخمسين، بقدر ما كان السبب هو رفض الزند الشروط التى أملاها البدوى وأكمل قرطام عليه فى أولى الجلسات التشاورية حول انضمامه للتحالف، والتى رفضها الزند لتنتقل بوصلته الى تحالف الجبهة. وفى سياق جمع موسى لأكبر نقاط قوة قبل دخوله ساحة المعركة، كشف المصدر، أنه كان هناك اجتماع للدكتور يحيى الجمل عضو الهيئة العليا لتحالف تحيا مصر الشعبى، الذى يتزعمه السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق و عمرو موسى بمنزل السفير العرابى قبل سفره الى سويسرا فى رحلة تجارية خاصة بتوكيل «سكودا» المملوك له فى مصر، لاطلاع موسى على موقف التحالف النهائى من دعمه وقبول التحالف معه، حال اعادته لتحالف الأمة المصرية أو الانضمام لتحالف الوفد على هيئته الحالية، الأمر الذى لم يبد الجمل اعتراضا عليه، بشرط أن يحظى ذلك الأمر بموافقة الدكتور كمال الجنزورى ، الذى يميل الى دعم موسى فى معركته ضد الزند. ورغم تواجد العرابى تلميذ موسى على رأس تحالف تحيا مصر الا ان تواجد أسماء مشتركة بين تحيا مصر و تحالف الجبهة وقفت عائقاً امام حصول موسى على كلمة نهائية من الجمل. وعلمت «صوت الأمة» ان الدكتور كمال الجنزورى أبلغ جميع التحالفات أنه حريص على تشكيل قائمة وطنية واحدة، لا تهدف الى خوض الانتخابات البرلمانية على المقاعد الفردية، تاركاً حرية التصرف فيها لكل تحالف أو حزب على حدة، كما انه يجتمع أسبوعياً ب «يحيى» الجمل للوقوف على آخر مستجدات العملية الانتخابية، والتشاور حول لم شمل القوى المدنية فى قائمة واحدة تخرج ممثلين يليقون ببرلمان الثورة .