قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية هارليم ديزير أن قمة (أوروبا - تركيا) المقرر انعقادها الاثنين ببروكسل ستبحث الاتفاق على رد أوروبي مشترك لمواجهة أزمة المهاجرين. واعتبر ديزير - في مقابلة أجراها اليوم السبت مع أذاعة "أوروبا1" - أن الحفاظ على نظام اللجوء الأوروبي يتطلب بعض التدابير الضرورية ، ومنها تشديد مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي و مكافحة مهربي البشر وزيادة التعاون والتنسيق مع الدول الأصلية للمهاجرين أو دول الترانزيت مثل لبنان و الأردن و تركيا. وأضاف أن هناك أربع نقاط هامة سيتم بحثها خلال القمة على رأسها استقبال المهاجرين في البلدان القريبة منهم ، وهذا يشمل تفعيل خطة العمل مع تركيا لمساعدتها على استقبال المهاجرين ، كما ذكر أن هناك أكثر من 2.5 مليون لاجىء في تركيا بحاجة لتوفير المدارس للأطفال و إتاحة فرص عمل للكبار ،وذلك من خلال دعم مالي بقيمة 3 مليارات يورو ،أعلن عنه الاتحاد الأوروبي. ودعا الوزير الفرنسي إلى تكثيف المراقبة على الحدود بين تركيا و اليونان لمكافحة تهريب البشر، مشيرا إلى الاستعانة في هذه المهمة بالحلف الأطلسي ،وأكد أيضا ضرورة قبول أنقرة بإعادة المهاجرين من أوروبا إلى تركيا غير المستوفين لحق اللجوء، فضلا عن إنشاء مراكز تسجيل وفرز للمهاجرين في اليونان ، كما لفت إلى أهمية أن تحقق تركيا نتائج في مكافحة تهريب البشر و اعتراض المراكب غير الشرعية التي تنطلق من سواحلها إلى اليونان. من ناحية أخرى، أشار هارليم ديزير إلى أن هناك مفاوضات ستجرى مع تركيا لتعزيز تعاونها الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي وبحث ملفات أخرى تتعلق بحقوق الإنسان و النظام القضائي ، كما أشار إلى الدعم المالي الأوروبي بقيمة 700 مليون يورو الذي تم اعتماده مؤخرا نظرا لدعم جهود اليونان في هذا الأمر. وأكد أن ألمانيا أظهرت سخاء كبيرا في استقبال السوريين الفارين من الحرب ومن الفقر، إلا أنه من الضروري وضع حلول على مستوى أوروبا، مشيرا إلى أن نحو 35 ألفا من العالقين في اليونان يعيشون في ظروف صعبة بعد إغلاق الحدود مع مقدونيا. وحول التعاون الفرنسي البريطاني في ملف المهاجرين، أكد ديزير أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وافق - خلال القمة المشتركة الأخيرة - على استقبال المملكة المتحدة للقاصرين ممن لديهم عائلة في بريطانيا ، وذلك بالإضافة إلى الدعم المالي البريطاني المقدم للسيطرة على تدفقات المهاجرين على مدينة كاليه بشمال فرنسا. كما أشار وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية إلى جهود الحكومة الفرنسية لطرح خيارات أخرى للمهاجرين الذين يعيشون في ظروف صعبة في مخيم كاليه ، لا سيما الانتقال إلى مراكز إيواء و تقديم طلب لجوء إلى فرنسا. واختتم قائلا بأن تنسيق الجهود بين فرنساوألمانيا لوضع حلول أوروبية مشتركة أمر لا غنى عنه للمهاجرين في ظل المواقف المتباينة للدول الأوروبية.