سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نهر«رشيد» مياه بطعم المجارى..شيخ الصيادين: التلوث قتل أسماك 5 محافظات..والصيادين: يطالبون بتحويل مجرى الصرف الصحى للصحراء..القبانى: يؤثر على إقتصاد الدولة
بطول 239 كيلو متر، يمتد فرع رشيد بداية من القناطر الخيرية بالقليوبية وحتى عزبة الأهالى وأشمون الى تلا بالمنوفية، مرورًا بمحافظة كفر الشيخ، والغربية وصولًا إلى نهاية الفرع برشيد بالبحيرة، إمتلئت المياه فى رحلتها الطويله بالعديد من الملوثات من مجارى وقمامه ومخلفات المصانع، منذ بداية المجرى بمشروع "الرهاوى"، للصرف ومخلفات مستشفى معهد ناصر وقصر العينى وفى المنتصف مجارى شبين ومنوف ومصنع الزيوت والصابون بكفر الزيات وصولًا الى رشيد. وبحسب التقديرات التى تم رصدها من جهاز الصرف الصحى والتى أكدت أن المعدل اليومى لمشروع صرف "الرهاوى"، يبلُغ يوميًا 20 مليون متر مكعب مجارى فى مجرى الفرع دون أى تنقية، جعل أكثر من 500 ألف صياد بطول الفرع يعانون من ضيق العيش لإنعدام القدرة على العمل أما لمرضهم بسبب المياه الملوثه أو بسبب نفوق الأسماك، "صوت الأمة" رصدت معاناة الصيادين حول هذه الازمة خلال السطور التالية. 20 مليون متر مكعب يروى لنا الحاج حسين عيسى، شيخ الصيادين، القصه من البدايه، ويقول منذ عام 1985 نحن كصيادين ليس لنا مهنه أخرى سوى الصيد التى ورثناها أبًا عن جد، ووصل عددنا الى 500 ألف صياد بطول الفرع، ولا يوجد سوى 5 ألاف رخصه للصيادين والذين لم يتم التجديد لهم منذ هذا العام لمنع المسطحات المائيه الترخيص للصيادين، وهو ما يجعل أكثر من 4و5 أسر تعمل برخصه صيد واحدة، ونحن نعانى من مشكله مصرف "الرهاوى"، حيث يلقى فى النيل أكثر من 20 مليون متر مكعب يوميًا بلا أى تنقية، وبدأنا نشعر بالمشكله من إنخفاض معدلات المياه بشكل ملحوظ ونفوق جميع الاسماك، وأثبتت التحاليل التى قامت بها الجهات المختصه أن نسبه التلوث أعلى من معدلاتها الطبيعيه ولابد من حل لها فورًا، ولم نجد أى نتيجه على أرض الواقع. أمراض عديدة وأشار عيسى، إلى وجود صحارات ومجارى تحت البحر نفسه تقوم بالقاء المخلفات فى الفرع، تزيد الامر سوءً، حاول الصيادين قبل ذلك أن يفجروها بالديناميت ولكن تم إيقافهم لحين حل المشكله أولا عن طريق القنوات الشرعيه، مضيفًا أن الصيادين فى الفترة الاخيرة أصيبوا بالعديد من الامراض مثل الإلتهاب الكبدى الوبائى والبلهاريسيا، والفشل كلوى. 10 مليون سمكه زريعة وأضاف شيخ الصيادين، قُمنا بتغذية البحر ب10 مليون سمكه زريعه وذلك فى شهر مايو الماضى، ضمن خطة تدعيم البحور على مستوى الجمهورية إلا أنه بمجرد ما أطلقنا الاسماك فى الماء وجدناها ثانى يوم كلها ميته على شواطىء البحر ولم ينجو منها سمكه واحده لسوء المياه وتلوثها الشديد. حالة من الضنك ويقول أسامه محمد، أحد الصيادين، فقدت أخى العام الماضى وهو مقبل على الزواج فى سن 25 عامًا بسبب إصابته بالبلهاريسيا نتيجة تلوث المياه، ونعيش حالة من الضنك مع عدم وجود أسماك نهائيًا فى النيل لإنتشار التلوث به، وإزداد الامر سوءً بوجود مقلب للقمامه على الجانب الاخر من النيل ب"أشمون". تحويل المجرى ويقول فرج ابراهيم، صياد، أن هذه المشكله كارثه وعلى المسئولين أن يجدوا حلًا لها، مطالبًا بتحويل هذا المجرى للصرف الصحى إلى الصحراء بعيدًا عن الفرع الذى مات وماتت معه الحياة. خسائر إقتصادية ومن جانبه أضاف الدكتور محمد القبانى، مدير مديرية الطب البيطرى السابق بمحافظة المنوفية، أن تلوث المياه سواء كان بيولوجى أو كيمائى أو عضوى، له تأثير كبير جدًا على صحه الانسان والحيوان والنبات على وجه العموم، والذى يؤثر بالسلب على القدرة الإقتصاديه للبلاد بشكل عام وتتكبد الدولة خسائر كبيرة جراء هذا التلوث.