مصرف الرهاوى، يُعد أحد أبرز بؤر التلوث لنهر النيل فى مصر، إذ يستقبل مئات الآلاف من أطنان الصرف الصحى والصناعى ليعيد صبها فى النيل مرة أخرى مسببا أضرارا صحية وبيئية خطيرة للإنسان والحيوان معا. وفى الوقت الذى تُطلق فيه وعود المسئولين فى وزارة الرى بوضع حد لإلقاء الملوثات العضوية والصناعية فى المصرف.. ويصرح فيه الدكتور خالد فهمى وزير البيئة بأنه سيتصدى شخصيا لتلوث النيل، وبناء على تعليمات عليا.. يجرى الآن مد ثلاث مواسير جديدة للتخلص من المخلفات داخل المصرف بقطر ثلاثة أمتار. وبهذا يزيد ضخ مصرف الرهاوى من مليونين ونصف المليون متر مكعب إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون متر مكعب فى اليوم من كل أنواع السموم والمخلفات الصناعية والصرف الصحى الناتجة من الصرف الصحى والصناعى للقاهرة الكبرى. الأهالى فى المناطق القريبة من المصرف هم الأكثر تضررا، وكما يقول الحاج محمد عيد (صياد بفرع رشيد): نحن الصيادين من أكثر الناس تضررا من تلوث مصرف الرهاوى الذى يلقى بكل مخلفاته فى فرع رشيد لأن ذلك أدى إلى قتل الكائنات الحية فى النهر، لأن كمية المياه الملوثة التى تصب فى فرع رشيد تزيد عن منسوب المياه فى فرع رشيد نفسه، الأمر الذى أدى ذلك إلى تدمير الثروة السمكية، وأثر على تدهور معيشتنا، باعتبار أننا لا نستطيع العمل إلا فى مهنة الصيد ويقول الدكتور عبد السلام أمين إن الصرف الزراعى والصناعى يحتوى على بقايا الأسمدة والمبيدات الزراعية ذات التأثير السام على الأسماك، كما أن الصرف الصناعى يحتوى على مخلفات مليئة بالعناصر الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم والسلينيوم والزنك، وهى عناصر سامة تؤدى إلى نفوق كميات كثيرة من الأسماك، ويجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمى بسبب معيشتها فى بيئة ملوثة ومسمومة. والحل الأمثل لهذه الكارثة -كما يقول المهندس ناجى حسن ظريف (وكيل بمدرسة صناعية) أن يحول مصرف الرهاوى الى الصحراء، وأن يتم استغلال مياهه فى زراعة غابات شجرية.