صرخة مدوية لأكثر من 2500 صياد وأسرهم بالمنوفية لتضررهم من التلوث الهائل لمياه فرع رشيد بسبب إلقاء مخلفات الصرف الصحى ومخلفات المصانع وتسمم ونفوق الأسماك الموجودة بالنهر. يؤكد عم فيصل سعد حنطور – صياد من منشأة السادات بالشهداء – أن فرع رشيد يمر بقرى نادر ومنشية السادات وجزيرة الحجر وكفر دنشواى وكفر حجازى ودناصور ونادية البقلى بمركز الشهداء إضافة لقرى مركز أشمون ومنوف وتلا. ويكشف أن فرع رشيد يستقبل يوميا 12 مليار متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحى غير المعالجة من مصرف الرهاوى بالجيزة وبداية من بنى سويف، وأن المشكلة الأزلية التى نعانى منها تبدأ مع السدة الشتوية حيث يتم خفض منسوب مياه الفرع من شهر سبتمبر إلى مارس وفى وجود مياه الصرف بنسبتها العالية يحدث إعدام كامل للثروة السمكية حيث يحدث قتل ونفوق للأسماك بعدما كان بالفرع 50 نوعا من الأسماك «بياض – بلطى – ثعابين.. إلخ» لم يتبق منها سوى القراميط لقدرتها على تحمل التلوث وبعد أن كان الصياد يجمع ما بين 200 : 500 كجم يوميا يمكن أن يوفر لمصر 90 مليار جنيه من الأسماك سنويا لم يعد هناك إنتاج نهائي، وهذا إهدار متعمد للثروة السمكية إضافة لقيام وزارة الرى بضخ 2 مليار متر مكعب سنويا لغسيل وتطهير الفرع بلا فائدة وهو إهدار آخر للمياه فى ظل أزمة مصر المائية حاليا ومستقبلا! وأشار «فيصل حنطور» أن المسطح المائى للفرع يعمل به ما بين 1000 إلى 1100 مركب صيد مرخصة مملوكة للصيادين بالمحافظة أصبحت متوقفة بعد هجر الصيادين لمهنتهم الوحيدة ومصدر رزقهم الذى لا يعرفون غيره وإصابتهم بالأمراض المزمنة «تليف كبدى وبلهارسيا..» وفقد مصدر رزقهم الوحيد، إضافة لتفشى هذه الأمراض بين الفلاحين الذين يعتمدون على رى أراضيهم من مياه الفرع الملوثة والتى جعلت رائحته كريهة لا تطاق! وأضاف فيصل حنطور أنه أرسل شكوى بالبريد للنائب العام بالقاهرة ويتمنى أن تصله يحمل فيها وزراء الرى والبيئة والإسكان المسئولية كاملة عن قطع أرزاقهم وخراب بيوتهم لتسببهم فى تسمم مياه فرع رشيد وإهدارهم المتعمد للثروة السمكية.. ويطالب بالتحقيق معهم وتحميلهم تعويضات للصيادين لما وقع عليهم من أضرار جسيمة. أما محمد إبراهيم السلامونى – صياد – فيؤكد أن وزارة الموارد المائية والرى تعترف بأن محطة صرف أبورواش تصرف مخلفاتها غير المعالجة على مصارف فرعية تنتهى إلى مصرف الرهاوى الرئيسى والذى يصب على فرع رشيد بالمخالفة للقانون رقم 48 لسنة 1982 وما تقوله بأنها تحرر محاضر مخالفة للمحطة لم يغير من الوضع شيئا. وأشار إلى أن وزارة الصحة خاطبت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى منذ عام 2005 للتوسع فى إنشاء غابات الأشجار خاصة فى الأراضى الموجودة غرب منطقة الجيزة والهرم وتحويل الصرف الصحى بالمحافظة من مصرف الرهاوى إليها لتخفيف عبء التلوث عن فرع رشيد والحفاظ على جودة المياه بالدلتا والثروة السمكية والصحة العامة إضافة لعائدها الاقتصادى ويلفت السلامونى أنه رغم مرور كل هذه السنوات لم يتم عمل أى شيء ويطالب «فيصل حنطور والسلامونى وأمين السعداوي» نيابة عن صيادى فرع رشيد بالتدخل الفورى لرئيس مجلس الوزراء وتشكيل لجنة تضم وزراء الرى والإسكان والصحة والزراعة والبيئة لإيجاد حل جذرى لمشكلة مصرف الرهاوى لإحياء الثروة السمكية بالفرع من جديد وكفاهم ما أصابهم من يأس وإحباط من طول الشكوى خلال أكثر من عشر سنوات وتحملهم الثمن الباهظ من قوت أولادهم وصحتهم.